أخبار الآن | دبي (متابعات)

تزامناً مع تسريب “أسوشيتدبرس” الأمريكية معلومات عن وثائق تكشف أن بكين تأخرت 6 أيام قبل أن تحذر شعبها والعالم من انتشار كورونا، ومع ترجيح تقارير أخرى أن الفيروس ربما خرج من أحد مختبرات ووهان للفيروسات وإن كان عن طريق الخطأ، تسلط تقارير أخرى الضوء على الأسلحة البيولوجية التي تطورها الصين واحتمال أن يكون كورونا أحد أدواتها.

موقع زيروهيدج نيوز أورد في تقرير له تذكيرا بالأموال التي يضخها الحزب الشيوعي الصيني في سبيل عسكرة ما يعرف بـ “التكنولوجيا الحيوية” خدمة لمصالحه وغاياته.

ولتحقيق هذه الغاية، ألقت إلسا كانيا من مركز الأمن الأمريكي الجديد (CNAS) وخبير الأمن القومي ويلسون فورنديك نظرة مخيفة على جهود الصين لتسليح التكنولوجيا الحيوية بحثًا عن “انتصار” على خصومها.

ووفقًا لتقريرهم، فإن “الاستراتيجية الصينية” ركزت على علم الأحياء كأولوية، يعتمد عليها الجيش الصيني لتطوير قدراته.

وكدليل، يقدم المؤلفون عدة أمثلة على كتابات للجيش الصيني وأبحاثه، والتي تسعى على ما يبدو إلى “تغيير شكل أو طبيعة الصراع مع خصوم بكين.

ومن أبرز تلك الأمثلة، ما صرح به رئيس أكاديمية العلوم الطبية العسكرية آنذاك He Fuchu  من أن التكنولوجيا الحيوية ستصبح الخيار الاستراتيجي الأبرز للدفاع الوطني.

مثال آخر تمت مناقشته في كتاب صدر عام 2017 من قبل تشانغ شيبو، الجنرال المتقاعد والرئيس السابق لجامعة الدفاع الوطني، والذي خلص إلى أن “تطوير التكنولوجيا الحيوية الحديثة يُظهر تدريجيًا إشارات قوية لإدارة هجوم فعال في المستقبل”، بما في ذلك إمكانية استخدام “هجمات جينية”.

أيضاً نسخة عن كتاب “علم الإستراتيجية العسكرية”، وهو كتاب مدرسي نشرته جامعة الدفاع الوطني التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني عام 2017، أكد على أن علم الأحياء يمكن إدراجه للاستخدام في العلوم العسكرية. وأكد الكتاب كذلك على إمكانية استخدام أنواع جديدة من الحروب البيولوجية لتشمل ” شن هجمات جينية محددة”.

في الواقع، يحاول الباحثون العسكريون في الصين استخدام علم الأحياء جنبًا إلى جنب مع التقدم في المجالات العلمية الأخرى للدراسة، مثل الذكاء الاصطناعي.

ووفقًا للتقرير، فإن اللجنة العسكرية المركزية في الصين كانت وراء المشاريع المتعلقة بأنظمة المحاكاة الحيوية المتقدمة، والمواد البيولوجية والمحاكاة الحيوية، وتعزيز الأداء البشري، والتكنولوجيا الحيوية بمفهومها الجديد.

تجارب جينية

بذلت الصين جهودًا هائلة في دراسة جينات البشر من خلال تقنية CRISPER، مع إجراء أكثر من اثنتي عشرة تجربة سريرية معروفة – بما في ذلك التجارب التي قام بها العالم الصيني المثير للجدل He Jiankui في استنساخ البشر المعدلين وراثيًا و”المقاومين للفيروسات”.

ومن غير المعروف ما إذا كانت أبحاثه قد تمت المصادقة عليها أو حتى تمويلها من قبل الحزب الشيوعي الصيني، لكن الحكومة الصينية قدمت تشريعًا جديدًا للرقابة يحكم مثل هذه التجارب بعد أن أثار بحثه سخطاً دولياً وإدانات واسعة النطاق.

وما يثير الدهشة، عدد تجارب CRISPR الصينية التي تجري في مستشفى PLA العام، بما في ذلك التجارب على محاربة السرطان.

في الواقع، برزت المؤسسات الطبية التابعة لجيش التحرير الشعبي كمراكز رئيسية للبحث في تحرير الجينات وغيرها من الحدود الجديدة للطب العسكري والتكنولوجيا الحيوية.

وفي عام 2016، نشر بحث تحت عنوان “بحث في تقييم تكنولوجيا تحسين الأداء البشري”، والتي أوضحت كيف أن CRISPR-Cas كانت واحدة من ثلاث تقنيات رئيسية يمكن استخدامها لتعزيز الفعالية القتالية للقوات العسكرية.

ووفقًا للتقرير، “دعم البحث فعالية عقار (مودافينيل)، الذي له تطبيقات في التحسين المعرفي؛ وفي التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، وهو نوع من تحفيز الدماغ.

علماء صينيون يجرون تجارب على "التكنولوجيا الحيوية" كسلاح عسكري مستقبلي

صورة من الصين – رويترز

تقاطع مع الذكاء الصناعي

مجال آخر يتعلق بالتكنولوجيا الحيوية الصينية، وهو التقاطع مع الذكاء الاصطناعي، أي ربط أبحاث الجينوم البشري مع الذكاء الاصطناعي، وهو الأمر الذي دفع الحكومة الصينية إلى إطلاق بنك الجينات الوطني عام 2016، والذي يمثل أحد أكبر مستودعات الجينات البشرية في العالم.

الربط السابق يهدف إلى “تطوير واستخدام الموارد الوراثية للصين، وحماية الأمن القومي، وتعزيز قدرة بكين على تطوير أسلحتها في مجال التكنولوجيا الحيوية.

يدير هذا الجهد شركة “BGI” المعروفة سابقًا باسم Beijing Genomics Inc.

عملت تلك الشركة على قيادة أبحاث جينية ضخمة وجمع بيانات هائلة، وكان لها نشاطات في دول عدة بما في ذلك أمريكا وأستراليا، وأثار ذلك قلقاً من وصول الشركة إلى المعلومات الوراثية للأمريكيين عبر شركائها مثل جامعة كاليفورنيا ومستشفى الأطفال في فيلادلفيا بشأن تسلسل الجينوم البشري.

كما أثارت الشركة الصينية شكوكاً في أبحاثها خاصة في إقليم شينجيانغ، بعدما تسربت أنباء عن قيامها بجمع قسري لجينات الإيغور المضطهدين في الأقليم واستخدامها لصالح عرق الهان السائد في الصين.

علاوة على ذلك، يبدو أن BGI لها روابط بأنشطة البحث العسكري لجيش التحرير الشعبي – وعلى وجه الخصوص الجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع.

ووفقًا للتقرير، “استخدم بحث المعلوماتية الحيوية في BGI أجهزة الكمبيوتر الفائقة Tianhe لمعالجة المعلومات الوراثية للتطبيقات الطبية الحيوية، بينما تعاون باحثو BGI و NUDT في العديد من المنشورات، بما في ذلك تصميم أدوات لاستخدام CRISPR.

في الختام، يوصي المؤلفون بمراقبة الاهتمام العسكري المستمر للصين في مجال التكنولوجيا الحيوية كمجال جديد يمكن استخدامه في حروب مستقبلية، وهو ما يُعبر عنه في العلوم العسكرية بـ “النصر على العدو من دون دم”.

أقرأ أيضأ:

وثائق مسربة: 6 أيام “حاسمة” أخفى فيها الحزب الشيوعي الصيني تفشي كورونا