أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (أمين الدزيري)

هل من الصدفة أن يتحدث كتاب صدر سنة 1981 عن سلاح بيولوجي اسمهWuhan-400 مصنع في مخابر صينيةK الفيروس انطلق من مدينة ووهان بالتحديد ومنها للعالم ليقضي على ملايين البشر !!

وهل من الصدفة أيضا أن ينتج فيلم سنة 2011 اسمه كونتاجيون يحاكي تماما ما نمر به اليوم من تفشي فيروس كورونا وخاصة اعلان الخفافيش كمصدر للفيروس في أحداث الفيلم !!

أفلام و كتب تنبأت منذ سنوات بأحداث نعيشها اليوم بأدق تفاصيلها .. حتى تبرأت الصدفة مما يقال لتحل محلها نظرية المؤامرة ..

الناس في ذلك انقسمت بين مؤيد و مشكك ومكذب

البعض يتعامل مع الفكرة بحذر وتحفض شديدين .. حجته في ذلك أن لا مصلحة للآخر في أذيتي وهلاكي وأن الأمور تُؤخذ بظاهرها أما البعض الأخر فتصبح المؤامرة شماعة يعلق عليها حتى أتفه النوازل حتى يصيبه الهوس والجنون .. بين هذا وذاك نقف معكم مشاهدينا لنطرح سؤالا صار محوريا : هل كل ما يحدث حولنا هو صنيع الصدفة البريئة أم بفعل يد تضمر لنا الشر؟

 

فيلم تنبأ بفيروس يقضي على 26 مليون شخص

الأبحاث تأكد أن نظريات المؤامرة تميل إلى النشوء والانتشار في فترة الأزمات.

المؤامرة  التي أصبحت حاضرة بقوة في خضم الأحداث المتسارعة التي نعاصرها اليوم بين حروب وأوبئة وصراعات .

فيلم كونتاجيون ، ان لم تكونوا قد سمعتم به منذ سنوات عند أنتاجه سنة 2011 فمن المؤكد أنكم شاهدتموه اليوم.

كل من أعاد مشاهدة الفيلم اصابه الرعب، فتشابه أحداثه مع ما نعيشه اليوم زرع الرعب في القلوب خوفا من أن تكون نهايته بوفاة 26 مليونَ شخصا ستشابه ما قد يصيبنا اليوم .

 

عيون الظلام تنبأ بفيروس Wuhan-400 قبل 39 سنة

الأغرب أن فيلم كونتاجيون لم يكن أول من تحدث عن فيروس سيصيب البشر ويقضي على ملايين الأرواح، فبالعودة لسنة 1981 نشر الروائي الأمريكي Dean Koontz  أول نسخة من رواية أسماها the eyes of darkness  أو عيون الظلام.  لاقى الكتاب رواجا كبيرا وصنف حينها كرواية من روايات الخيال العلمي .

اليوم وعلى غرار الفيلم عادت رواية عيون الظلام للسطح خاصة وأن صفحاتها ضمنت قبل 39 سنة من اليوم أن سلاحا بيولوجيا سيضرب في المستقبل اسمه Wuhan-400 طور في مختبر بيولوجي الواقع بضواحي مدينة ووهان الصينية لينتشر فيها بالخطأ ، ومنها في العالم تماما كما يحدث اليوم .

المثير للحيرة وبالغوص أكثر في خبايا القصة وجدنا أن الرواية في نسختها الأولى ضمنت اسم مختلف للفيروس وهو Gorki-400 .. غوركي نسبة لمدينة روسية

ليعود الكاتب عند اعادة إصدار طبعة جديدة من الكتاب سنة 1989 ولأسباب خفية وغريبة أعادة تسمية الفيروس ب Wuhan-400 ويعيد صياغة مكان صناعته وانتشاره انطلاقا من الصين و ووهان بالتحديد.

نعم ووهان من بين آلاف بل ملايين المدن في العالم.

 

هل حقا يتآمرون علينا ؟

المؤمنون بنظرية المؤامرة زادتهم الرواية يقينا بأن قوى الشر باتت تستعمل أسلحة غير تقليدية لشن الحروب الغير معلنة  لالحاق الخسائر المادية و البشرية بأعدائها وفي الأثناء يسقط ضحايا ليس لهم أي ذنب سوى أنهم مثلنا عاشوا في الوقت والمكان الخطأ ..

بينما آخرون حاولوا ايجاد اختلافات جذرية بين ما تضمنته أسطر الكتاب وخصائص الفيروس والتي تختلف كليا عن كورونا المستجد أو كوفيد 19

 

العالم مهووس بنظرية المؤامرة 

بعيدا عن ووهان وكورونا .. الهوس بنظرية المؤامرة أصبح هاجس عالمي .. استطلاع رأي كبير أجرته شركة «يوجوف» للأبحاث عام 2019، أفرز أن 16% من المشاركين فيه من إسبانيا مثلا ،

يعتقدون بأن فيروس نقص المناعة البشرية ، قد أنشِئ عن عمْد ونُشر في جميع أنحاء العالم من قِبل جماعة أو منظمة سِرّيّة.

27% من المشاركين الفرنسيين، و12% من المشاركين البريطانيين مقتنعين أيضا أن للقاحات آثار سلبية يتم اخفاءها عمدا .

انتشار الأخبار الكاذبة ونظريات المؤامرة مثل هاجسا كبيرا لدى منظمة الصحة العالمية إلى درجة أنها أنشأت صفحة على الانترنت لمحاولة ملاحقتها وتفنيدها. ولكنها هي الأخرى لم تسلم من حملات و التشكيك في مصداقيتها .

في النهاية أحبتي لا يسعنا أن نؤكد أو نننفي  ولكن من واجبنا احكام العقل والمنطق أو كما يقول الشاعر :

فاُنْظُرْ بِعَقْلِكَ إنَّ العيَنَ كاذِبَةٌ واسْمَعْ بِقَلبِكَ إنّ السّمْعَ خوّانُ

للمزيد:

كبسولة الزمن .. أساطير اتخذها البشر ملاذا فكانت سبب هلاكهم

كبسولة الزمن.. سلاح فتاك صار أذكى من البشر