أخبار الآن | إدلب – سوريا (رويترز)

في مخيم مؤقت بدائي التجهيز على بعد حوالي 40 كيلومترا من الحدود السورية التركية، لا يجد أطفال النازحين مكانا يلعبون فيه سوى تلال الطين حول الخيام.

ووسط حصار القصف بالطائرات الروسية من السماء والمدفعية السورية على الأرض لم يبق لعائلات هؤلاء الأطفال خيار آخر سوى الفرار من المنازل في إدلب ومدن أخرى بشمال غرب سوريا بعدما تجدد هجوم للقوات الحكومية الشهر الماضي.

وتقول نازحة من معرة النعمان تدعى أم واجد: “موت والله كل الليل ما ندفى (لا نشعر بالدفء بالليل إطلاقا) يعني الصراحة هاي حالتنا بها الطين… الحرمة الكبيرة بتطلع بتنكسر (السيدة العجوز تصاب إذا خرجت) وندور مساعدة من الله ومنكم”.

وفر النازحون من الموت ليجدوا في انتظارهم شتاء الشمال القاسي برعده وأوحاله وصقيعه، في الوقت الذي لا يتسنى لهم فيه الحصول على الخدمات الأساسية.

ويقولون إنهم باتوا في ظل هذه الأوضاع المزرية أكثر عرضة للمشاكل الصحية وأقل مناعة ضد الأمراض.

ويصف محمد شاكر وهو نازح من إدلب الأوضاع في المخيم بأنها مأساوية. ويقول “نحن هون وضعنا والله شغلة مأساوية.. طين.. الطين عنا وقت تشتي الدنيا (تمطر السماء) للركبة.. الصوبات عم بندفى على ورق الزيتون حطب ما في عنا (لا يوجد لدنيا).. المي بنشيلها على أكتافنا… لأنه ما في (لا توجد) تركتورات (جرارات) تيجي تفوت لهون تعبينا مي (تحضر لنا المياه) وهاي الوضع يعني الحالات الإسعافية ما بنحسن ناخدها إلا نستنى للصبح… إله عمر إله عمر ما إله عمر لا حول ولا قوة إلا بالله (من قُدر له البقاء على قيد الحياة سيبقى والبعض يموتون) حتى الإسعاف ما فينا نوخذ بالليل أو نطالعه بالليل على المشفى”.

ويقول نازح آخر من إدلب يدعى أبو محمد “طين وعايشين يعني عم بنلم ورق زيتون ندفي الولاد عرفت شلون وعندي عيلة شي ١٢ نفر.. هلا كنت عم بنقل مي ليك كتفي… خبز ما بجينا (ليس لدينا الخبز).. عرفت شلون ١٢ عيلة عايشين بنص هالوحل وضع مآساوي يعني بالمرة”.

وأرغمت الحملة، التي تقودها روسيا وكانت بدايتها في أبريل نيسان 2019، نصف ميون شخص على الأقل على الفرار إلى مناطق أكثر قربا من الحدود التركية.

وتقول وكالات الإنقاذ وشهود إن حملة القصف التي أودت بحياة عدة آلاف من المدنيين حولت الكثير من البلدات إلى أطلال وألحقت الدمار بعشرات المراكز الطبية.

مصدر الصورة: رويترز

أقرأ أيضا:

واشنطن بوست: بومبيو شارك بدور رئيسي في قرار تصفية سليماني