أخبار الآن | شينيجاينغ – الصين (محمد زهور)

نشرت شبكة الـ”سي ان ان” الإخبارية الأمريكية، تقريراً استقصائياً من داخل إقليم شينيجاينغ غرب الصين، كاشفة عن حجم المضايقات ومحاولة إخفاء الحقائق من قبل السلطات الصينية أثناء عمل فريقها في ذلك الإقليم.

ونوهت الشبكة في تقريرها الذي نشرته حديثاً، أن القيام بأي عمل صحافي في ذلك الإقليم ليس بالأمر السهل وذلك لأن السلطات الصينية تحاول إخفاء اضطهادها للأقلية المسلمة الإيغور في ذلك الإقليم.

وتدعي الصين أنها لم تغلق يوماً بوجه الصحافة ما يحدث في إقليم شينجيانغ، فيما يؤكد فريق سي ان ان ان هذا الإدعاءات الصينية ليست صحيحة على أرض الواقع.

ويكشف الفريق الذي أمضى اسبوعاً في الصين، الصعاب التي واجهته بعد هبوطه في بكين، والتي بدأت عبر مراقبة الأجهزة الأمنية الصينية للفريق الصحفي بشكل كثيف، فعلى سبيل المثال قام أربعة أشخاص بتعقب فريق سي ان ان، بشكل كثيف واحدهم بدء مهامه في المراقبة منذ لحظة تسلم الفريق الصحفي للحقائب في مطار بكين.

ويروي أحد الصحفيين في التقرير الاستقصائي، كيف خضع فريقه لمراقبة طيلة 6 أيام مكوثه في الصين، من قبل 10 أشخاص على الأقل، وعلى بعد لم يتجاوز الـ20 قدماً منهم، مدعماً تقريره بتصوير عناصر المراقبة والذين بدوا في الفيديو كأشخاص عاديين لا يرتدون أي زي عسكري.

أساليب تضييق وتخويف

ويرى الصحفي في تقريره، أن السلطات الصينية عمدت إلى تخويفهم، والتضييق عليهم حتى في ساعات متأخرة من الليل، فعلى سبيل المثال، كان الشرطة الصينية تطرق الباب في الغرفة التي كان يشغلها صحفي الشبكة الأمريكية في الفندق الساعة الواحدة صباحاً للتأكد من تأشيرة الدخول إلى الأراضي الصينية، وهو أمر وفق تعبير الصحفي “غير منطقي في أي بلد في العالم”.

ويقول الصحفي في تقريره: “هذا مايحدث عندما تقوم بممارسة الصحافة في شينيجاينغ”.

ويضيف الصحفي في تقريره: “كانت هناك محاولات واضحة للتأكد بأننا لن نرى أي شيء، لا تريد السلطات الصينية أن نراه”.

ويروي الصحفي كيف أن طريقاً سريعاً كان يسير فيه، أغلق لساعات بسبب حادث لا يمكن رؤيته، مع تضمينه لتقريره مقاطع فيديو تظهر وجود عددٍ من الحواجز الأمنية طيلة الطريق والتي تستهدف تفتيش الأقليات العرقية والأجانب.

وأكد الصحفي أنه تعرض مع فريقه إلى التفتيش نحو 50 مرة في غضون 6 أيام.

ونوه: “كلما أجريت حجزاً في قطار أو وسيلة نقل أخرى فإن السلطات تعرف ذلك على الفور، ويمكن التحقق من ذلك لقيام مسؤولين حكوميين بانتظارك فور وصولك إلى وجهتك”.

ويؤكد الصحفي في تقريره، أن الخارجية الصينية نفت علمها بالمضايقات التي تعرضوا لها في إقليم شينجيانغ، وهو أمر يندرج تحت “لعبة” كما اسماها صحفي الـ”سي ان ان” يجب أن يلعبها أي صحفي يقوم عمل في الإقليم.

ويقول الصحافي في تقريره: “التعقب والتأخيرات والتفتيش المستمر، هي أمور أكثر من مجرد أنها مزعجة، فهي تكتيكات تمارس من قبل الحكومة الصينية لوقت طويل لمنع الصحفيين من القيام بأعمالهم”.

ويختتم تقريره: “النتيجة النهائية هي أن الأمر مستحيل تقريباً بأن تنقل بحرية أخبار آلاف الأشخاص وخاصة في إقليم شينجيانغ”.

قطع بث الـ”سي ان ان”

ومن اللافت أن الـ”سي ان ان” عندما بثت تقريرها الصحفي لاحقاً، عمدت السلطات الصينية إلى قطع بث الشبكة الأمريكية داخل الصين، وفق ما ذكره الصحفي ذاته الذي اعد التقرير الاستقصائي داخل إقليم شينجيانغ.

وتحتجز السلطات الصينية أكثر من مليون مسلم في معسكرات اعتقال جماعية في إقليم شينجيانغ، وتقول أمريكا ان العدد ربما فاق الـ2 مليون معتقل.

وتنفي الصين اعتقالها لأي شخص من الأقلية المسلمة الأيغور في تلك المعتقلات، التي تصفهم بمعسكرات إعادة التأهيل، وتقول أن تلك المعسكرات تضم مسلمين من الإيغور يخضعون لإعادة تأهيل.