أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ١٠ إلى ١٦ أكتوبر ٢٠٢١. إلى العناوين: 

– معارضون: هتش هي المستفيد من مهاجمة القوات التركية في إدلب

– تلميذ أبي قتادة يدعو إلى ”مراجعات جهادية“ تخرج من العالمية إلى المحلية على رأي طالبان

– منشق صيني يروي كيف يُحشر الإيغور في مصانع السخرة 

– وضيف الأسبوع، الدكتور تيموثي غروس، أستاذ الدراسات الصينية في جامعة روز هلمان في ولاية إنديانا الأمريكية. الدكتور غروس متخصص في دراسة ثقافة الإيغور – مسلمي الصين. نُشر له في ٢٠٢٠ كتاب: ”التفاوض على الانفصال: خريجو شنجان والهوية الإيغورية.“ الدكتور غروس يعتمد في أبحاثه على تحليل ما يصدر ويُنشر في الصين من وثائق وأخبار بالإضافة إلى أنه عاش في شنجان في فترات سابقة. 

المرصد 110 | تلميذ أبي قتادة يدعو إلى ”مراجعات جهادية“ تخرج من العالمية إلى المحلية

الدكتور تيموثي غروس، أستاذ الدراسات الصينية في جامعة روز هلمان في ولاية إنديانا الأمريكية

الجولاني المستفيد

جدل واسع هذا الأسبوع في أوساط الجهاديين في العالم حول استهداف القوات التركية في أدلب. هذا الجدل مهم لأنه في المحصلة يفضي إلى ما يلي: 

أولاً، أن الجولاني يختلق إرهاباً يهدد به المنطقة والعالم في سبيل الحصول على نفوذ واعتراف دولي. ثانياً، أن الجهاديين ضاعت بوصلتهم، ولاءاتهم متشتته وخطواتهم على الأرض متخبطة. وثالثاً، أن القاعدة، أمَّ الجهاد العالمي، غائبة خارج الصورة فماذا تستطيع أن تقدم لأنصارها في الشام على أقل تقدير؟  لا شيئ. 

لنبدأ بما حدث. للمرة الثانية خلال عشرة أيام، تعلن جماعة تُطلق على نفسها اسم ”سرية أنصار أبي بكر الصديق“ عن استهداف قوات تركية شمال أدلب. في ١٥ أكتوبر، قالت الجماعة إنها استهدفت جنوداً أتراك على مفرق كفريا – معرة مصرين. قبل ذلك بعشرة أيام، استهدفت الجماعة أتراكاً على طريق نحليا – أريحا جنوباً. هذه الجماعة كشفت عن نفسها في سبتمبر ٢٠٢٠ بعد هجمة انتحارية ضد الأتراك في سلة الزهور غرب إدلب. ولا تزال حتى اليوم لم تعلن عن انتمائها إن كانت امتداداً للقاعدة / حراس الدين مثلاً؛ ولماذا ”تختص“ في استهداف الأتراك. 

لكن في نفس الوقت، أنصار القاعدة متحمسون جداً لهذه الجماعة ولم ينكروها كما أنكروا جماعة أبي جليبيب مثلاً التي ظهرت في يونيو الماضي؛ بل لا يزالون يحتفون بإصداراتها ويعتبرون استهدافها ”الجيش التركي العلماني فقط“ أمراً مشروعاً. 

 

هيئة تحرير الشام وأنصارها يعتبرون هذه الجماعة امتداداً لحراس الدين. قبل هجمة مفرق كفريا، نشرت الهيئة صورة رجل قالت إن اسمه أحمد الجاسم، وإنه كان مسؤول ”مفصل التفخيخ“ في جماعة حراس الدين، ثم انضمّ إلى سرية أبي بكر الصديق في ذات المجال. نشرت الهيئة أيضاً صوراً لما قالت إنه أسلحة ومعدات تفخيخ كان يخفيها الرجل. 

لكن أنصار القاعدة / حراس الدين تناقلوا بياناً صادراً عن جماعة سرية أنصار أبي بكر الصديق تنفي فيه الجماعة ن يكون الرجل عنصراً من عناصرها. أنصار القاعدة المعتادون مثل رد عدوان البغاة وجلاد المرجئة فندوا الصور المنشورة واعتبروها فبركة إعلامية. 

السؤال الأهم الذي سأله الجهاديون وأنصارهم هو: من المستفيد من هذه الهجمات؟ وهنا جاءت ردود فعل لافتة تظهر الانقسام الحاد بين الجهاديين وتخبطهم.

في جانب هيئة تحرير الشام، قارب أبو مارية القحطاني القيادي في الهيئة بين ما يحصل في إدلب وما يحصل في كل أفغانستان؛ بين ما يحصل للهيئة وما يحصل لطالبان؛ بين تفجيرات الموالين للقاعدة وتفجيرات الموالين لداعش.

عبدالله المحيسني، شرعي النصرة سابقاً، المنشق عن الهيئة ولكن المهادن لها معظم الوقت، اعتبر أن هذه الجماعة تتبع الروس وتخدم مصالحهم. وسأل: ”لو كان لهم عقول … لكانت عبواتهم توجع الروس وهم يتجهزون لاقتحام المحرر.“ من خارج الشام، نائل الغزي، الموالي للهيئة والمعارض للقاعدة، ربط أيضاً بين إدلب وأفغانستان، وقال: ”ينتقدون التفجيرات في أفغانستان … ويباركون تفجيرات إدلب.“

ردود معارضي الهيئة جاءت على أكثر من نوع:

حساب مزمجر الثورة السورية الذي يعارض الجولاني، ويعارض قيادة حراس الدين أيضاً، وكان من أوائل الحسابات التي قالت إن هذه الجماعة ”وهمية“من صنع أمنيي الجولاني، أكد موقفه مرة أخرى. في الهجمة الأخيرة في كفريا، لاحظ مزمجر أن مكان الاستهداف يقع في منطقة معظمها ”تركستان تابعون لهيئة الجولاني … (وفيها) مقر ضخم لأمنيي الهيئة.“ وتساءل: ”فمن يستطيع أن يدخل إلى هذه المنطقة ويزرع عبوة ؟ هل عرفتم من المستفيد؟“ 

المحامي عصام خطيب المعارض أيضاً والمتحمس للقاعدة ألمح إلى عدم وجود هذه الجماعة وأن المستفيد من هذه الهجمات هو هيئة تحرير الشام. في مقال طويل قال إن الهيئة ”ترى أن وجودها مرتبط باستمرار وجود تهديد للدول الإقليمية لتستمر في دورها المزعوم في حرب ‘الإرهاب‘.“

 

مراجعات جهادية

منذ سيطرت طالبان على أفغانستان ونحن نسأل إن كانت الجماعات الجهادية خاصة الموالية للقاعدة ستهجر إرث بن لادن وتتبنى نموذج طالبان. تهجر هذا الجهاد العالمي الذي شتت الجهود والموارد وتتبنى نموذجاً محلياً أكثر. لا نقول إن طالبان على حق وإنما نبرز التناقضات في التوجه والمراجعات. وما ينطبق على القاعدة ينطبق على داعش فكلاهما من رحم واحد ومن قال إنهما مختلفان جانب الواقع والوقائع. 

هذا الأسبوع لفت منشور طويل كتبه أبو محمود الفلسطيني الموالي لهيئة تحرير الشام والمعارض للظواهري وتلميذ أبي قتادة الفلسطيني. يتحدث فيه عن اختلالات في ”التوجه الجهادي“ و“حملة مراجعات حقيقية“ من جهات يقابلها من جهات أخرى ”إصرار على ما هو قديم مع تكرار الفشل دون أي اتهام للنفس بالخطأ أو بالتقصير.“ يستعرض الرجل نماذج جهادية وإخوانية مختلفة. يتوقف ملياً عند القاعدة في اليمن. ويقول: ”وأما حال الجهاديين في اليمن، فلا يسر … حالة تشظي وتشرذم وضياع وتيه،  … ما  زالوا يعيشون حالة ضرب أمريكا ومواجهة أمريكا ويريدون حشد القبائل تحت هذا الشعار، فكانوا خارج واقع المواجهة مع الحوثي مهما ادعى البعض خلاف هذا، فمواجهة الحوثي كانت تتطلب الخروج من نظريات ٢٠٠١ والانخراط في حالة عالمية إلى التركيز على الواقع المحلي.“ وينتهي إلى أن ما تحقق لطالبان سيتحقق لهيئة تحرير الشام.

 

جريمة قندهار 

هل يستطيع طالبان أن يضمنوا أمن أفغانستان؟ 

جمعة أخرى يستهدف فيها داعش مسجداً للهزارة الأفغان الشيعة في قندهار. داعش الرسمي نشر صورة انتحاريين فجرا نفسيهما في مئات المصلين هناك. 

يلفت في ردود الفعل ما جاء في حساب مناصر القاعدة طارق عبدالحليم وعقّب عليه مناصر هيئة تحرير الشام نائل الغزي. عبدالحليم المقيم في كندا ساوى بين المصلين الآمنين في المسجد وداعش، واعتبر أن الجريمة لا علاقة لها ”بالمسلمين.“ لكن اتضح أن منشوره هذا كان تراجعاً عن منشور آخر حذفه وفضحه الغزي. في المنشور المحذوف، عبدالحليم يُكفّر داعش. 

 

الرجل الثاني في داعش  

أعلنت السلطات العراقية إلقاء القبض على حجي حامد، مسوؤل الخزانة أو بيت المال في داعش. اسمه الحقيقي سامي جاسم محمد جعاطة الجبوري ويُعرف داخل داعش بـ سامي العجوز و أبي آسيا، وأبي عبدالقادر الزبيدي. في ٢٠١٥ رصدت أمريكا خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه. لم تذكر السلطات العراقية من تفاصيل اعتقاله ألا أنه تمّ  ”خارج الحدود.“ فهل اعتقل الرجل في سوريا؟ وإن اعتقل هناك، هل للجولاني دور في الموضوع؟ لنتذكر أن حجي حامد كان الرجل الثاني بعد البغدادي الذي قُتل في ٢٠١٩ في قلب المنطقة التي تخضع لسيطرة الجولاني؛ فهل كرر الجولاني ذات الفعل مع حامد؟ 

وبالحديث عن تآكل قيادات داعش، يبدو أن داعش أقرّ بقتل أبي الوليد الصحراوي زعيم التنظيم في الصحراء الكبرى. فرنسا أكدت قتله في هجمة في أغسطس الماضي. داعش من خلال صحيفته النبأ ألمح إلى قتله عندما نشر صورته في افتتاحية عدد ماض تحدث عن ”الموت.“ في عدد هذا الأسبوع رقم ٣٠٨، نشرت النبأ الجزء الثاني من مقابلة نُشر أولها في نوفمبر ٢٠٢٠. المهم هنا هو أن اسم الصحراوي اقترن بجملة ”تقبله الله.“ 

 

تطبيق “القرآن المجيد” 

حذفت شركة أبل تطبيق ”القرآن المجيد“ من متجر التطبيقات المتاح في الصين وبناء على طلب من السلطات الصينية. هذا التطبيق من أشهر التطبيقات القرآنية في الصين يستخدمه مليون شخص. تعد الصين من أكبر الأسواق التي تستهدفها أبل. ناهيك عن اعتماد أبل على تصنيع أجهزتها هناك. الصين متهمة بارتكاب جرائم إبادة ضد الإيغور المسلمين في إقليم شنجان أقصى غرب البلاد. وحتى الآن، لا تزال الصين من أكبر داعمي جماعة طالبان في أفغانستان. ولا يزال مسؤولو طالبان يرفضون التطرق إلى الجرائم المرتكبة بحق الإيغور. 

 

مأساة الإيغور 

أجرت محطة سكاي البريطانية لقاءً مع منشق صيني وصف أساليب التعذيب التي يتعرض لها الإيغور في السجون التي تسميها الصين معسكرات تأهيل. المنشق كان ضابطاً في الشرطة وشهد كيف كان يُقاد الإيغور ويُجمعون من أماكن مختلفة من الصين (حين يعملون أو يعيشون) ويوضعون في قاطرات شحن ترجع إلى إقليم شنجان حيث السجون. اثناء الرحلة التي قد تستغرق يومين كاملين، يُحرم الإيغور من الطعام ولا يتناولون من الماء إلا ما يبلل شفاههم في غطاء علبة الماء. كما يُمنعون من استخدام المرافق الصحية. المنشق أشار أيضاً إلى أن هذه السجون تضمّ مصانع يعمل فيها الإيغور بالسخرة. وهنا نقول إن عمل الإيغور بالسخرة هو الذي يجعل البضائع المستوردة من الصين والمشغولة في الإقليم رخيصة ومغرية لشركات مثل أبل.