أخبار الآن| دبي – الإمارات العربية المتحدة – (ديما نجم)

مليار شخص مهددون بالموت فى القرن الحادي والعشرين إذا ما استمرت أنماط التدخين على وضعها الحالي، هذا ما خلص اليه تقرير النسخة الخامسة من "أطلس التبغ"، الذي يوفر إحصاءات كاملة عن الأضرار وغيرها من الحقائق الصادمة بشأن التدخين.

كشف التقرير عن أن تعاطي التبغ أهم عوامل التعرض للموت المبكر بين الرجال، وثاني أهم عامل بين النساء بعد ضغط الدم المرتفع، في الفترة ما بين عامي 2010 و 2025، كما أن سرطان الرئة هو المسبب الرئيسى للوفيات الناتجة عن السرطان فى أنحاء العالم.

 وأوضح التقرير  أن تدخين أقل من أربعة سجائر في اليوم، يرفع خطر الإصابة بسرطان الرئة خمسة أضعاف، و أن سرطان الرئة يتسبب في وفاة مليون وأربعمئة الف شخص حول العالم، كما أن التعرض للتدخين السلبي قتل أكثر من ستمئة ألف شخص من غير المدخنين فى عام 2010، مضيفا ان أكثر من خمسة تريليونات وثمانمئة مليون سيجارة تم تدخينها في جميع دول العالم خلال عام 2014.
 
وكشف التقرير أيضاً أن دخان السجائر يقتل نصف المدخنين الدائمين، وأنه يتسبب في الإصابة بأمراض القلب والسل والسرطان، ليس ذلك فحسب، بل يؤدي أيضا إلى تفاقم عدد من الأمراض غير المعدية والأمراض العقلية ومشاكل تعاطي المخدرات، فضلاً عن إضراره بالبيئة وتقويضه للتنمية البشرية.

وبحسب التقرير، يمكن لتدخين التبغ أن يؤثر على خلايا الدماغ بشكل سلبى، اذ أظهرت عدةً دراسات وجود ضمور فى المادة الرمادية فى دماغ المدخنين، ما قد يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالخرف، كذلك فإن الأطفال الذين وُلدوا لأمهات كن يدخن أثناء الحمل يعانون من تغيرات عصبية مماثلة لتلك الموجودة لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة.

وبحسب التقرير فقد قتل التدخين ما يقرب من 1.4 مليون شخص فى العالم فى 2008، حيث تعود 80% على الأقل من وفيات سرطان الرئة للتدخين بمعظم دول العالم بما فيها قارة أفريقيا.

ولا يتسبب تعاطى التبغ فى الإصابة بالأمراض فحسب، لكن مرضى القلب التاجى أو السرطان أو العديد من الأمراض الأخرى الذين يستمرون فى التدخين يكونون معرضين للوفاة بدرجة مرتفعة للغاية، مقارنة بالمرضى الذين يعانون من نفس المرض لكن لم يقوموا بالتدخين قط، أو الذين يقلعون عن التدخين بعد تشخيصهم بالمرض، حتى بالنسبة لهؤلاء الذين يدخنون فى اليوم 10 سجائر أو أقل، فإن متوسط العمر المتوقع لهم يقل بمقدار 5 سنوات ويرتفع خطر إصابتهم بسرطان الرئة حتى 20 ضعفاً أكثر من الذين لم يدخنوا من قبل، أما الذين يقومون بالتدخين أقل من 4 سجائر فى اليوم، فيرتفع خطر إصابتهم بسرطان الرئة 5 أضعاف.

وفى الهند، يمثل مرض السل السبب الرئيسى للوفيات الزائدة المرتبطة، فبين الهنود من الرجال من سن 30 إلى 69 نجد أن 38% من وفيات مرض السل راجعة للتدخين، ويتسبب كل من التدخين والتعرض لدخان السجائر، فى ازدياد سماكة جدران الشرايين، وهى مرحلة مبكرة من تصلب الشرايين، الذى قد يبدأ فى سن مبكرة كسن 15 سنة.

كما يتم ربط تدخين الشيشة أو النارجيلة بارتفاع خطر الإصابة بسرطانات الرئة والشفاه والفم والمرىء، وحيث إن انتشار النارجيلة هو ظاهرة حديثة، فإن الدراسات واسعة النطاق وعالية الجودة على التأثيرات الصحية طويلة المدى لاستخدام النارجيلة لا تزال قيد التنفيذ، ومع ذلك فإن علماء الصحة يتنبأون بكل ثقة بأن تدخين النارجيلة سيتسبب فى نطاق واسع من المرض والوفيات مماثلاً للأشكال الأخرى من التبغ، انتشر استخدام النارجيلة فيما وراء الشرق الأوسط ويمتزج شيئاً فشيئاً بسوق التبغ العالمية أسماء النارجيلة.

ففى عام 2012، قامت شركة تبغ قومية باليابان بشراء شركة النخلة، أكبر مصنع لتبغ النارجيلة فى العالم حينها، وكشف التقرير عن أن أكثر من 300 مليون شخص حول العالم، أغلبهم يعيشون فى جنوب آسيا، يستخدمون منتجات التبغ غير المدخن.

 وفى أكثر من 12 بلداً، تتعاطى النساء التبغ غير المدخن أكثر من الرجال، ما يعكس المعايير المتباينة فى كل ثقافة تستخدم التبغ غير المدخن، يتسبب التبغ غير المدخن فى الإصابة بسرطانات الرأس والعنق دون أدنى شك، فأكثر من 40 نوعاً من منتجات التبغ غير المدخن حول العالم يتم تناولها من خلال الأنف أو الفم، تحدث سلسلة مستمرة من التفاعلات الكيميائية أثناء تحضير منتجات التبغ غير المدخن بين البكتيريا وأوراق التبغ، ينشأ عنها الديناميكية الكيميائية الميكروبية المعالجة التى تؤثر على المواد المسرطنة، وتؤثر هذه الديناميكية على تركيز نفس الكيماويات المميتة فى التبغ غير المدخن التى تتسبب فى مرض متعاطى التبغ القابل للإشعال.

وأكد التقرير أن 124 بلداً على الأقل من بلدان العالم تقوم بزراعة أوراق التبغ، ففى 2012 تمت زراعة ما يقرب من 7.5 مليون طن من أوراق التبغ على حوالى 4.3 مليون هيكتار من الأراضى الزراعية، وتعتبر الصين رائدة إنتاج التبغ فى العالم.