دبي، 28 فبراير 2014، أخبار الآن –

على الرجال أن يحذروا من التأخر في الإنجاب لأن ذلك قد يؤثر على الصحة العقلية والنفسية لأطفالهم. دراسة حديثة نشرتها مجلة الرابطة الطبية الأمريكية وجدت أن الأطفال المولودين لأباء في سن متأخرة قد يعانون اضطرابات نفسية وقد يتضاءل تحصيلهم العلمي.

واستندت الدراسة في ذلك إلى أن الحيوانات المنوية عند الرجل تهرم بتقدم سنه الأمر الذي قد يحدث خللاً في الكروموسومات أو الأصباغ الجينية المسؤولة عند تشكل الأجنة.

الدراسة تعتبر من الأضخم والأشمل في العالم. قامت عليها جامعة إنديانا الأمريكية ومعهد كارولينسكا السويدي. شملت مليونين ونصف المليون طفل المولودين لمليون وأربعمئة ألف والد في أعمار مختلفة. الدراسة ركزت كذلك على عائلات تضم أشقاء وشقيقات وُلدوا على فترات متباعدة. فوُجدت فروق بين أداء مَن وُلد قبلاً مقارنة بمن وُلد لاحقاً.

فالأطفال الذين يولدون لأب عمره 45 سنة، مقارنة بأطفال يولدون لأب عمره 25 سنة، أظهروا:

–         ميلاً إلى التوحد بمعدل 3 مرات

–         عرضة لقصور الانتباه وفرط الحركة بمعدل 13 مرة

–         عرضة لاضطرابات ذهنية بمعدل مرتين

–         عرضة للإصابة بثنائية القطب وهي التناوب بين الفرح الشديد والحزن الشديد بمعدل 25 مرة

–         ميلاً للانتحار وتعاطي المخدرات بمعدل مرتين ونصف المرة

–         تحصيلاً علميا متدنٍ

 

النتائج غير حاسمة

القائمون على الدراسة حاولوا أن يعزلوا نتائجهم عن أي عوامل أخرى قد تطغى على أثر عمر الرجل عند الإنجاب. فغيروا استراتيجية بحثهم في مرحلة من المراحل بحيث يتم التركيز على أشقاء وشقيقات من عائلة واحدة. واستخلصوا في المجمل أن أداء المواليد الأوائل كان أفضل من المواليد المتأخرين.

لكن هذا لم يمنع كثيرين من التشكيك في أن ثمة عوامل بيئية ووراثية قد تكون لها علاقة وثيقة بهذه الاضطرابات. فمثلا، ربما كان الأبوان أكثر تفرغاً للمواليد الأوائل بحيث وفرا لهم ما يلزم من اهتمام وعناية.

أصل المشكلة

المشكلة تكمن في أن التزايد البطيئ ولكن المضطرد في هذه الاضطرابات على مدى أجيال وعبر عدد هائل من البشر سيزيد من عدد هذه الحالات في العالم على مدى السنوات المقبلة.

وهكذا جاءت الدراسة لتضيف إلى جملة البحوث الهادفة إلى حمل العوائل والأطباء والمجتمع بأسره على اعتبار حسنات ومساوئ الإنجاب المتأخر.

ففي كثير من دول العالم، ارتفع سن الرجال الذين يصبحون آباء لأول مرة. مثلا في إنجلترا، وبحسب ما نشرته الغارديان، ارتفع عمر الآباء الجدد من 30 و8 أشهر إلى 32 و6 أشهر خلال العقدين الماضيين. عمر الأمهات الجدد ارتفع في الفترة ذاتها ليصبح 29 سنة و7 أشهر. في عام 2011، ولد 31.643 طفل لآباء تزيد أعمارهم عن 45 سنة. 833 أب من هؤلاء كانوا في الستينات من أعمارهم.