دبي , الإمارات العربية المتحدة , 18 نوفمبر  ، متفرقات , أخبار الآن –    

مشكلة جديدة تواجه المرضى اليوم، وهي مقاومة الأمراض للمضادات الحيوية، حيث أصبحت وصفات المضادات الحيوية منتشرة بشكل كبير. بالإضافة إلى مبالغة الأطباء في وصفها لمرضاهم، حيث أصبحت تستخدم بشكل عشوائي، الأمر الذي جعلها غير مجدية، وتتسبب بظهور “جراثيم عملاقة” لا يمكن للمضادات الحيوية محاربتها.وبسبب المبالغة، أخذت هذه “الجراثيم العملاقة” بالنمو، لكنها لم تنتشر بعد على نطاق واسع، ولذلك فإن الأبحاث المكلفة الضرورية لمحاربتها لا تستحق كل هذا العناء. ويقول خبراء الطب إن هذه المشكلة قد تعيد صناعة الدواء إلى ما قبل اكتشاف ألكسندر فليمنغ للبنسيلين عام 1928.

وبحسب موقع ال BBC صرحت كبيرة المسؤولين الطبيين في انجلترا السيدة سالي ديفيز أن “المقاومة للمضادات الحيوية من قبل الفايروسات تتطور بوتيرة سريعة قد تسبب عدم القدرة على علاج العدوى في المستقبل”. تقريرها المروع يشبه التقارير التي تكتب عن الإرهاب. 

لماذا تتوقف المضادات الحيوية عن العمل؟

 صممت المضادات الحيوية لقتل أو منع نمو البكتيريا، ولكن ليس كل البكتيريا عرضة للإصابة بهذه المضادات. البعض منهم محصنين طبيعيا. تنشأ مقاومة أيضا عفويا عن طريق الطفرات المفاجئة. يمكن لسلالات المرونة حينها أن تتكاثر وتزدهر – بين عشية وضحاها، حيث يمكن للبكتيريا أن تتكاثر واحدة منها لتصبح مليون.

عندما يتم إعطاء المضادات الحيوية, تقتل البكتيريا الحساسة منها ولكن البكتيريا التي تظهر أي نوع من المقاومة تبقى على قيد الحياة. ويمكن أيضا أن تنتقل المقاومة من نوع واحد من البكتيريا إلى آخر. 

هل يلقى اللوم على الإفراط في استخدام المضادات الحيوية؟

 بالتأكيد، كلما تستخدم المضادات الحيوية أكثر، كلما زادت فرصة تطوير البكتيرا لمقاومة لها. الخبراء قلقون من أن المضادات الحيوية يتم استخدامها بشكل غير لائق.

 توصف العديد منها وتستخدم لالتهابات خفيفة عندما لا تكون الحاجة اليها مطلوبة. المضادات الحيوية لا يمكن أن تساعدك على التعافي من الالتهابات التي تسببها الفيروسات، مثل الزكام أو الانفلونزا، على سبيل المثال. 

وذكرت صفحة الصحة في موقع ال BBC ان  ثمة مسألة أخرى و هي الناس الذين لا يكملون دورة أو Course كامل من المضادات الحيوية الموصوفة. وقف العلاج في وقت مبكر يعني أن البكتيريا التي تحت المعالجة يمكن أن تطور نوع جديد من المقاومة للمضاد المأخوذ و الذي تم قطعه عن الجسم. 

ويعتقد أن الاستخدام الواسع النطاق للمضادات الحيوية على الحيوانات أدى إلى ظهور سلالات مقاومة لبعض أنواع البكتيريا التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق الغذاء. 

هل الوضع يزداد سوءا؟

 الخبراء قلقون أننا سنصل إلى نقطة تكون فيها بعض الالتهابات التي يمكن التحكم فيها سابقا غير قابلة للعلاج بالمضادات الحيوية. بكتيريا MRSA الآن مقاومة للعديد من الأدوية و بالفعل أصبحت من الصعب علاجها. 

مؤخرا ، تم الإبلاغ عن وجود حالات من الأمراض المنقولة جنسيا, كالسيلان, مقاومة لجميع المضادات الحيوية التي كانت تستخدم عادة لعلاج هذه العدوى .وبالمثل، فإننا نشهد حالات السل المقاوم للعديد من الادوية وظهور بكتيريا مقاومة جديدة و خطيرة مثل “نيودلهي فلزية بيتا اكتاماز” ( NDM -1) . 

وتنتشر البكتيريا المقاومة من خلال الاتصال المباشر مع شخص أو حيوان مذاب بنفس الطريقة التي تنتشر فيها البكتيريا الأخرى .المقاومة هي مشكلة منتشرة في المستشفيات و أماكن دور المسنين حيث يتم جمع الكثير من الناس الضعفاء معا في نفس المكان.و زيادة السفر الدولي تعني أن المصابين بالبكتيريا المقاومة في بلد واحد يمكن أن ينشروها إلى بلد آخر و بسرعة كبيرة جدا. 

لماذا لا يوجد لدينا ما يكفي من المضادات الحيوية الجديدة؟

 شركات الأدوية تركز بحوثها الجديدة على إيجاد مضادات حيوية جديدة و تطور لقاحات جديدة لمنع الأمراض المعدية الشائعة. لكن هذه المشاريع مكلفة ليتم تمويلها ، حيث قد تكون أقل جاذبية للتمويل من فرص الأعمال التجارية الأخرى ذات الارباح المضمونة .

دورة من العلاج بالمضادات الحيوية عادة ما تكون قصيرة جدا – أيام أو أسابيع – ويُنصح الأطباء بتقليل وصف المضادات الحيوية لاي مرض كان من اجل منع انتشار البكتيريا المضادة لها.

 العديد من المضادات الحيوية “الجديدة” هي عبارة عن متغيرات كيميائية لحاملي مرض سابقون و هذا يؤدي إلى تطوير المقاومة بشكل سريع.

 كيف يمكنني المساعدة؟

 إذا تم وصف مضادات حيوية إليك من قبل الطبيب، تأكد من استكمال دورة العلاج حتى لو كنت تشعر بتحسن لأن عدم أخذ دورة كاملة يشجع على ظهور المقاومة للبكتيريا. تذكر أن المضادات الحيوية هي أدوية مهمة ويجب أن تؤخذ فقط عند وصفها من قبل الأطباء. أنها لا تعمل مع العدوى الفيروسية، لكن البكتيرية منها فقط.

 لا تشارك مضاداتك الحيوية مع أي شخص آخر

 النظافة الأساسية – غسل اليدين وأخذ الحيطة والحذر عند إعداد الطعام – يمكن لها أن توقف انتشار العديد من البكتيريا، بما في ذلك بعض السلالات المقاومة.