دبي، 2 أغسطس 2013 ، إيلاف – يشهد العالم بين الحين والآخر قفزات طبية وعلمية تبشر بمستقبل أفضل على صعيد العلاجات التي يتمنى كثيرون توافرها بغية القضاء على بعض الأمراض والمضي قدماً في البحوث التي من الممكن أن تُحدِث فارقاً كبيراً في حياة بعض المرضى.
رغم سابق ظهور فكرة تطوير قطع غيار بشرية داخل معامل مختبرية في العديد من أفلام الخيال العلمي، إلا أن فالبحوث الخاصة باستخدام الخلايا الجذعية تسمح الآن بتطوير أنسجة وأعضاء حقيقية في المختبرات المخصصة لهكذا عمليات متطورة. وقد تمكن العلماء إلى هذه اللحظة من إنتاج القصبة الهوائية والكلى والقلب والعظام والكبد والغدة النخامية والعين والمثانة 
وهو ما يعد جزءًا من المجال سريع النمو الذي يعرف بالطب التجديدي، الذي قد يزود المرضى ببعض قطع الغيار لإصلاح واستبدال الأعضاء المريضة أو المصابة بالجسم.
وتم بنجاح تطوير عدد من الأنسجة، لكن سيتم إخضاع معظمها للاختبار في العيادات المتخصصة خلال الفترة المقبلة. والسؤال الذي طرحته صحيفة التلغراف البريطانية بهذا الصدد هو : هل يمكن لعملية إنماء الأعضاء البشرية في المختبر أن تتيح إمكانية تجديد أعضاء أجسامنا، أم أن قيمة ذلك الأمر تكمن في منطقة أخرى ؟
القصبة الهوائية
فقد كانت القصبة الهوائية التي جرى تطويرها من الخلايا الجذعية بالمختبر هي العضو البدائي الوحيد الذي تتم زراعته بنجاح لدى أحد المرضى. والجزء الذي تم إنماؤه بتلك القصبة يقدر بثلاث بوصات، وقد تم زرعه لدى سيدة تدعى كلوديا كاستيلو.
العظام حيث بدأت تطور مجموعات بحثية حول العالم مجموعة من التقنيات التي تفيد في إنماء عظام بشرية من الخلايا الجذعية داخل المعامل المختبرية. وأجرت إحدى الشركات الإسرائيلية اختباراً لها بهذا الشأن على مجموعة من حيوانات التجارب. كما يعمل فريق بجامعة كيلي لتطوير تقنية تفيد في إصلاح العظام المكسورة. حيث طوَّر جِلاً يمكن حقنه ويحتوي على خلايا جذعية لديها جزيئات مغناطيسية بالغة الصغر تعلق بسطحها. ويؤمل الآن بدء التجارب على المرضى خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
الكبد ورغم أنه لا توجد وسيلة حالياً لتعويض غياب وظائف الكبد، إلا أن مرضى الفشل الكبدي يجب أن يعتمدوا على الانتظار للخضوع لعملية جراحية وقد يموت كثيرون قبلها. وتم الإعلان عن إنماء أكباد بشرية بالغة الصغر في المختبر من قبل باحثين يابانيين.
الكِلية وهي عضو آخر هام لا يكون من السهل استبداله أو معالجته إذا ما أصيب بشيء، ولهذا يتعين على المرضى أن يعتمدوا على غسيل الكلى لترشيح الدم في الجسم عوضاً عن ذلك. وتندر عمليات زرع الكلى في أحيان كثيرة، وقد يرفضها جسم المتلقي، ولهذا فإن استخدام خلايا المريض الجذعية لإنماء كِلية جديدة سيكون أمراً مرغوباً فيه. ولفتت تقارير إلى أن علماء نجحوا في نيسان/أبريل الماضي في إنماء كلية بالمختبر – وهو ما جعلها واحدة من أكثر أعضاء الجسم التي يتم تطويرها تعقيداً.
القلب حيث نجح علماء في وقت سابق من العام الجاري في تطوير نسيج قلب نابض من الخلايا الجذعية. كما تحدث علماء لدى جامعة بيتسبيرغ في وقت مبكر من الشهر الجاري عن تمكنهم من تطوير قلب فأر نابض بعد إعادة تطويره من خلايا جذعية بشرية. وتم أخذ تلك الخلايا الجذعية من البشرة وأعيد ضبطها للعمل مثل الخلايا الجذعية الجنينية، وهي نوع من الخلايا يمكن أن ينمو لأي نوع آخر يوجد في الجسم.
المثانة وربما كانت أول عضو يتم إنماؤه في المختبر ويتم زرعه لدى أحد المرضى. وأعلن باحثون عام 2010 عن إنمائهم مثانة باستخدام خلايا جذعية من نخاع العظام لدى أحد المرضى.
الدماغ  وكان أحدث تطور طبي يتم التوصل إليه هو ذلك الخاص بالنجاح في تطوير خلايا جذعية بشرية مشتقة من البشرة وتحويلها لأنسجة دماغية. وقام باحثون، من معهد التكنولوجيا الحيوية الجزيئية بالنمسا، بتطوير أنسجة دماغية معقدة ثلاثية الأبعاد وصفوها بـ “الأدمغة الصغيرة”. وتبين أنها تظل باقية على قيد الحياة لمدة 10 أشهر على الأقل أثناء حفظها في مختبر حيوي يمد تلك الأنسجة بالمواد الغذائية. وستستخدم تلك الأنسجة في دراسة الأمراض العصبية واختبار تأثيرات العقاقير الجديدة على الدماغ.
الغدة النخامية وسبق لمجموعة من الباحثين اليابانيين أن قاموا بإنماء غدد نخامية بالغة الصغر في المختبر من الخلايا الجذعية التي تم أخذها من أحد أجنة الفئران. ويعكف الباحثون الآن على استخدام الخلايا الجذعية البشرية في سبيل العمل على تطوير الغدد النخامية.
العين وهي ربما واحدة من أكثر أعضاء الجسم تعقيداً، ونجح علماء باليابان العام الماضي في إنماء بنية تعرف بالكأس البصرية، وهي مؤشر للعين البشرية. ويبلغ حجمها نصف ملليمتر فقط، وتحتوي على طبقات متعددة من الخلايا