أحداث أفغانستان تظهر بوضوح التشابه بين القصة والواقع

 

عام 1698 كتب الأديب الفرنسي شارل بيرو رواية تحت أسم “ذات الرداء الأحمر” والتي تم تعديلها على مر السنوات و باتت تعرف فيما بعد بقصة “ليلى والذئب” ..

أحداث القصة معروفة لمعظم الأجيال.. ولكن ما علاقة القصة بما يحدث في أفغانستان؟

من يتابع الاحداث في أفغانستان خلال الأيام الماضية يرى تشابها كبيرا بين القصة والواقع.. فالذئب الذي يوهم العالم انه مسالم ويحاول مساعدة “ليلى” هو في الحقيقة يطمع بها وبما تملكه.. وسرعان ما سينكشف القناع وتظهر الحقيقة

أولى بوادر انكشاف القناع ما حدث في جلال آباد الاربعاء حيث قمع مسلحو طالبان المتظاهرين واطلقوا النار عليهم الأمر الذي أدى الى مقتل واصابة عدد من المواطنين، فيما استخدم مسلحو الحركة الهراوات والرصاص لتفريق المتظاهرين في خوست، واخيرا وليس آخرا اطلق مسلحو الحركة النار في الهواء لتفريق المواطنين قرب مطار العاصمة كابول.

طالبان اعلنت انها ستعمل على اشراك كافة التيارات والمؤسسات في حكم البلاد.. ولكن من يراجع تاريخ الجماعة واسلوب حكمها وأفكارها المعلنة سيضع علامات استفهام على تناقض التصريحات مع أرض الواقع الا انهم – اي طالبان- يبدو انهم يغفلون ان الشعب الافغاني الذي عاش تحت ظل حكمهم في تسعينيات القرن الماضي ليس ذاته في القرن الحادي والعشرين.

تبقى الأيام القادمة هي الفاصلة في مستقبل أفغانستان.. فهل ستتكرر قصة ليلى والذئب – نقصد الأصلية – والتي يلتهم الذئب ذات الرداء الأحمر .. أم ان نهاية القصة ستتحول كما تحولت عبر الزمن وتنتهي سطوة الذئب ويتم انقاذ ذات الرداء الأحمر؟