الشاب الهندي أحضر لصديقه أسطوانة أوكسجين في آخر لحظة

قطع شاب هندي، مسافة 1400 كيلومتر دون توقف أو راحة لتناول الطعام؛ ليحضر أسطوانة أوكسجين لصديق طفولته المصاب بكوفيد-19 والراقد في مدينة نويدا.

كان ديفندرا كومار راي، الذي يعمل مسؤولاً تنفيذياً في شركة تأمين بولاية جهارخاند، في وسط الهند، قد تلقى مكالمة عاجلة من صديقه راجان كومار سينغ ، الذي كان مصاباً بكوفيد-19، الذي أخبره بأن أسطوانة الأوكسجين التي يتنفس منها على وشك أن تنفد ولا يمكنه إعادة تعبئتها، وفقا لما نشرته The Independent البريطانية.

من جانبه، ذكر راي أن صديقه سينغ لم يتمكن من تأمين فراش في أي من المستشفيات القريبة، ولهذا السبب ظل بالمنزل، حيث كان اتصاله به بمثابة نداء استغاثة، حيث قال له إن الأوكسجين المتبقي محدود ولا توجد طريقة لإعادة تعبئة الأسطوانة، منوهاً إلى أنه وصل إلى رانشي، عاصمة جهارخاند، في غضون 10 دقائق، ليذهب إلى بوكارو ويحصل على أسطوانة أوكسجين ممتلئة.

فيما قطع الشاب الهندي راي البالغ من العمر 38 عاما  مسافة 100 كيلومتر إلى مدينة بوكارو على دراجته النارية في غضون ساعتين، لتأمين أسطوانة، وقد تمكن أخيراً من الحصول عليها بعد بحث مكثف عن صديق آخر له يملك مصنع غاز أوكسجين.

راي أضاف: “عصر يوم 25 أبريل، الساعة الثالثة مساءً، غادرت بوكارو أخيراً في سيارة استعرتها من صديق وقدتها حتى نويدا دون توقف لمسافة تزيد على 1400 كيلومتر، حيث لم يكن بحوزتي سوى المياه، ولم أتوقف لتناول الطعام أو الراحة… ولم أنم أو أتوقف لأقضي حاجتي، ووصلت إلى منزله الساعة 9 صباح اليوم التالي بعد رحلة استمرت قرابة 18 ساعة”.

 

 

الشاب الهندي “راي”  استجاب لنداء صديق عمره

في حين أشار راي إلى أنه حين وصل إلى صديقه، لم يكن الأوكسجين المتبقي كافياً إلا لـ10 أو 15 دقيقة أخرى، وبعد ذلك بدأت مستويات الأوكسجين في الانخفاض حتى أوائل الثمانين درجة. ويعد نقصان مستوى الأوكسجين في الدم عن 94 درجة من 100 مدعاة للقلق.

لكن بعد عدة أيام، تحسنت صحة الشاب الهندي سينغ، الذي يعمل في شركة هندية لتكنولوجيا المعلومات، وهو الآن برفقة صديقه.

كما أوضح راي أنه وصديقه سينغ كانا يتحدثان من حين لآخر عبر الهاتف كل بضعة أيام، إلا أنهما التقيا بعد انقطاعٍ دام ثلاث سنوات، منوهاً إلى أنه سيظل بجوار صديقه حتى يتعافى من جائحة كورونا، وقال: “لم أكن لأتردد في تلبية نداء سينغ، لأنه صديق طفولتي”.

حيث تابع بالقول: “لقد وُلدنا في المستشفى نفسه وأصبحنا صديقين من حينها. وأكملنا دراستنا معاً لكننا ذهبنا إلى كليتين مختلفتين، وجاء إلى نويدا بعد إنهائه دراسته”، مشيراً إلى أنه لم يخبر أحداً بأمر رحلته الشاقة لإنقاذ صديقه، لأنه لم يكن هناك داعٍ لذلك؛ فقد استجاب لنداء صديق عمره وفقط.