كورونا كان نقطة التحول بالنسبة لها.. هكذا حققت الشابة علا الغزاوي النجاحات وسط الوباء

تمكنت الشابة المصرية علا الغزاوي من إثبات نفسها في مجال بعيد عن المسار العملي لتخصصها الجامعي، واستطاعت تكريس معارفها في سبيل عملها الجديد وتحقيق النجاحات.

وفعلياً، فإن الغزاوي التي درست الصيدلة، وجدت وظيفتها المثالية في الصحافة العلمية، واستطاعت من خلال ذلك مجابهة المعلومات المغلوطة حول فيروس “كورونا” بالحقائق العلمية، وذلك عبر منصة عملت على اطلاقها.

ووفقاً لتقرير نشرهُ موقع “al-fanarmedi“، فإن الغزاوي تخرجت من جامعة القاهرة عام 2014، وعملت بعد ذلك لـ3 سنوات في صيدلية. وفي تلك الفترة، وجدت الغزاوي إن عملها يقتصر فقط على بيع الأدوية، وهو أمر بعيد كل البعد عن مادة الكيمياء التي طالما أحبت.

وفي تصريحات لها، تقول الغزاوي: “عملي كان منفصلاً بصورة شبه كاملة عن طبيعة الدراسة المرتبطة بتفاعلات الأدوية والتجارب المعملية في تصنيع الدواء, لم يكن هذا ما حلمت به على الإطلاق”.

وفي العام 2018، تركت الغزاوي عملها في الصيدلية وبدأت العمل كمعدة برامج صحية متخصصة في العلوم والأحياء. وهنا، تقول الشابة المصرية إن هذه الفرصة أتاحت لها انفتاحاً على عالم جديد، إذ وجدت فيه متعة كبيرة وشغفاً دائماً حول تفاصيل جديدة في المقالات العلمية، كمادة رئيسية لمحاور الحلقات التي تعمل على اعدادها.

وشجعت تجربة الإعداد التلفزيوني الشابة علا، للبدء في الكتابة بقضايا علمية في موقع “اسلام أونلاين”، خصوصاً مع اهتمام نادية العوضي، مسؤولة الباب المتخصص في العلوم، على جذب صحافيين تتناسب خلفيتهم مع هذا النوع الجديد من الصحافة داخل مصر.

وتعرفت علا، آنذاك، على الأسس العلمية لكتابة مقال علمي، وما هي “الصحافة العلمية” التي كانت تسمعها للمرة الأولى، مقارنةً بالأنواع الأخرى سواء سياسة، أو اقتصاد، أو رياضة، أو فنون.

وقالت العوضي، رئيسة تحرير دورية نيتشر ميدل إيست، إن “ثقة علا في عملها مع  تقبلها الدائم للنقد والحوار مع المحرر المسؤول حول تطوير المقالات هي الميزة الكبرى التي أهلتها للتطور بشكل سريع، والتمرس في الصحافة العلمية”.

الكتابة كأداة تعلم واكتشاف

وتمكنت علا لاحقاً من الالتحاق ببرنامج دراسي خاص بالصحافة العلمية للاتحاد الدولي للصحفيين لمدة عامين، تنقلت خلاله بين عدد من البلدان لكتابة تقارير في قضايا علمية، وحضرت عدداً من الورش التدريبية في الصحافة العلمية.

وتعتقد علا أن القيمة الاكبر لهذا البرنامج تكمن في كسر الصورة النمطية المرتبطة بالمادة العلمية، واعتبارها مادة جافة غير متفاعلة مع إيقاع الحياة اليومي البسيط، والتعرف عن قرب للأسس العلمية لكتابة تقارير في مختلف قضايا العلوم بعدد من الدول حول العالم التي زارتها.

وقالت: “لقد ساعدتني الصحافة العلمية على اكتشاف العالم والانفتاح على ثقافات دول مختلفة، والتعلم من كُل هذه الرحلات بعدما كنت داخل صيدلية لاتتجاوز مساحتها متر في متر”.

وإلى جانب اهتمامها الواضح بالصحافة العلمية، اكتسبت علا خبرات جديدة من العمل لنحو 5 سنوات داخل مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، واحدة من أكبر المؤسسات الأكاديمية العلمية في مصر، كمسؤولة عن المحتوي العلمي للموقع الالكتروني، والبيانات الصادرة عن المؤسسة عن أبرز أنشطتها العلمية وأبحاثها.

وتعتقد علا أن القيمة الأكبر من سنوات العمل داخل مدينة زويل هي الاقتراب من العالم المصري الراحل أحمد زويل، الذي كان حريصاً على أهمية التواصل العلمي، وخلو البيانات الصحفية الصادرة عن المؤسسة من أي أخطاء علمية أو مغالاة.

كورونا.. نقطة تحوّل

ومع تفشي فيروس “كورونا” وانتشار الكثير من المعلومات المضللة والمغلوطة حول الفيروس وطرق العلاج، شعرت علا بأهمية إيصال المعلومات العلمية بدقة للناس وقررت إطلاق منصة رقمية خاصة بمساعدة المهتمين بالصحافة العلمية، والكتابة، والتواصل، لتطوير مهاراتهم ومشاركة خبراتهم في تلك المجالات.

وقالت: “كان الوباء نقطة تحول للصحافة العلمية في المنطقة العربية، إذ شغل كورونا العالم بأسره وبات الموضوع الأكثر طلباً في وسائل الإعلام المختلفة، حتى أن الصحافيين العامليين في مجال السياسة والاقتصاد أنتجوا تقارير صحافية حول كورونا”.

وتضمنت المنصة الرقمية التي أطلقتها علا سلسلة من المقالات حول كورونا والحقائق المتعلقة به، فضلاً عن معلومات ترتبط باللقاحات المضادة للفيروس. ومن أبرز المقالات في هذا الاطار: “هل تم تطوير اللقاحات المضادة لـ “كورونا” بسرعة”؟

وتوضح علا أن الدافع الرئيسي لإطلاق المنصة هو مساعدة صغار السن المهتمين بالتعرف على مبادئ الصحافة العلمية، وغياب منصات تستوعب أعداد المهتميين من معدومي الخبرة، وتدريبهم على أسس الصحافة العلمية.

وتعتقد نادية العوضي، الرئيس السابق للاتحاد الدولي للإعلاميين العلميين، أن “ما يميز منصة بلانيت إكس يكمن استخدام اللغة السلسة ومهارات الكلام في تناول القصة العلمية، والتفاعل مع أسئلة المتابعيين إلى جانب إيلاء اهتمام ببرامج التدريب المبتدئين”. وأضافت: “المنصة مصدر جيد للصحافيين الراغبين في تنمية مهاراتهم لتحسين فرص عملهم”.

من جهته، يرى أشرف أمين، رئيس القسم العلمي بصحيفة الأهرام الحكومية، إن ميزة مشروع “بلانيت إكس” هو المرونة الكبيرة في المحتوى وطريقة عرضه على المنصات المختلفة بسبب خبرات علا في مجال الصحافة العلمية والتسويق الالكتروني، موضحاً أن كُل ذلك ساعدها في إنتاج محتوى جذاب للجمهور وعميق بلغة سلسلة، والأهم كيفية تحويل مخرجات البحث العلمي لخدمة.

ومع ذلك، تعتقد علا أن “المنصة مازالت في بدايتها وتحتاج للمزيد من الجهود لتقديم خدمة أفضل للمهتمين بالصحافة العلمية”، وتقول: “الطريق طويل لكنني سعيدة أنني أسير في الاتجاه الصحيح نحو ما أحب”.

شاهد أيضاً.. المصور الكويتي مالك الهزاع يلتقط لحظات رائعة للغاية من الحياة البرية