أخبار الآن | هونغ كونغ ( وكالات )

يبحث أهل هونغ كونغ عن طرقٍ إبداعية جديدة للتعبير عن احتجاجهم بعد أن فرضت بكين قانوناً أمنياً جديداً على المدينة، وبدأت قوات الشرطة في اعتقال الأشخاص الذين يحملون شعاراتٍ سياسية محظورة.

بينما يواجهون تهديداتٍ مفاجئة بالملاحقة والاعتقال بسبب أي شيءٍ يطالب باستقلالٍ أو إدارة ذاتية أوسع نطاقاً للمدينة المضطربة، فإن سكان المدينة يتلاعبون بالكلمات، وبل ويستخدمون شعارات الحزب الشيوعي الصيني في التعبير عن غضبهم، حسب صحيفة The Guardian البريطانية.

على جسرٍ في حي التسوق المزدحم، خليج كوزواي، وهي بقعة أثيرة لدى المحتجين الداعمين للديمقراطية على مدار العام الماضي، تمر السيارات بجانب رسم غرافيتي جديد يقول: “انهضوا يا من ترفضون العبودية”.

هذه الجملة هي الجملة الأولى في النشيد الوطني للصين. وفي حين قد يكون الغرافيتي قد نفذه أحد الوطنيين المواليين للصين، فإنه على الأرجح إعلانٌ للعصيان.

 

 

وقد امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي ومنتديات الدردشة باقتراحات لطرقٍ أكثر أمناً للاحتجاج، بعد أن فرضت بكين تشريعات واسعة النطاق تحظر التخريب ودعوات الانفصال والإرهاب والتآمر مع القوى الغربية.

في المدينة شبه المستقلة التي اعتادت التعبير عما يجول بخاطرها، يجد الناس طرقاً للالتفاف حول القانون، وفقاً لتشان كينمان، الناشط المخضرم المؤيد للديمقراطية الذي سُجن سابقاً.

يقول كينمان: “في المجال العام، ربما لا يقول المرء أي شيء، أو ربما يستعمل لغة ‘حاصلة على الموافقة رسمياً’ ليحمي نفسه من المساءلة. لكن اللغة الخفية لا يمكن حظرها بالقانون”.

وقالت الحكومة، إن شعار الاحتجاجات “تحرروا هونغ كونغ، ثورة زماننا” سيُعتبر غير قانوني من الآن فصاعداً.

بالنسبة للبعض تمثل هذه الجملة طموحات أصيلة لانفصال هونغ كونغ عن الصين، وهذا خط أحمر بالنسبة لبكين، لكنه بالنسبة لآخرين عديدين صيحة مؤيدة للديمقراطية عامة، وتعبيرٌ عن السخط المتصاعد على حكم الصين.

لكن اللغة المشفرة تمكن الناس من إبقاء الشعار حياً. إحدى نسخ هذا الشعار هي: “GFHG, SDGM”، وهي الأحرف الإنجليزية الأولى من كلمات الجملة المنقولة عن الصينية: “gwong fuk heng gong, si doi gak ming”. ومثالٌ آخر أكثر تعقيداً يقلد نغمة الشعار الأصلي باستعمال الأرقام “3219 0246” في اللغة الصينية الكانتونية.

تفسح الأحرف الصينية نفسها مساحة كبيرة للتخريب اللغوي. فهناك عبارة بدأت في الانتشار على مواقع الإنترنت وهي “استعيدوا الموزة”، إذ إن الحروف التي تكون كلمة موزة في الصينية القديمة هي نفسها حروف كلمة هونغ كونغ.

واختار آخرون شعارات إنجليزية تبدو إيجابية لكنها تهاجم بكين مباشرة، ومنها عبارة ترامب: “فلنجعل هونغ كونغ عظيمة”.

 

 

وقد واجه أول اعتقال بموجب قانون الأمن الجديد تحدياً قانونياً متعمداً. ففي أثناء الاحتجاجات في اليوم التالي على تطبيق القانون، أعلنت الشرطة أنها احتجزت رجلاً يحمل علماً مكتوب عليه “أؤيد استقلال هونغ كونغ”، ونشرت صورته.

لكن مستخدمي الويب المنتبهين كبروا صورة العلم، ووجدوا أن الرجل كتب كلمة “لا” بخطٍ صغير قبل الجملة. ومن هنا انتشرت هذه الجملة على شبكة الإنترنت انتشاراً ضخماً.

و أزالت عدة مطاعم ومتاجر مؤيدة للديمقراطية في أنحاء المدينة “جدار لينون” الخاص بها، الذي يظهر الدعم للحركة الديمقراطية، بعد أن قالت الشرطة لأصحابها إنها تخالف قانون الأمن الوطني.

وجدار لينون يتألف في الأغلب من ملصقات ملونة تحمل شعارات احتجاجية.

وقد وضع أحد المقاهي في مكانه حائطاً بملصقات فارغة، وكتب على صفحته على موقع فيسبوك: “المهم يخفى على الأعين”، وهو اقتباس من كتاب الأطفال، “الأمير الصغير”.

وهناك رمز آخر للعصيان ظهر محل الأعمال الفنية الاحتجاجية التي صارت الآن غير قانونية، وهو الصفحات البيضاء الفارغة. تمثل هذه الإشارة عدم القدرة على التصريح بالاحتجاج، وأيضاً “الرعب الأبيض”، وهي جملة صينية تصف الاضطهاد السياسي.

تشان  أستاذ علم الاجتماع قال: “إن القمع يحفز الناس على المقاومة”، وشبه الموقف بكيف يكشف الناس عن معارضتهم للحكومة وغضبهم منها بغمزة أو إيماءة.

يضيف تشان: “سيستجيب الناس في هونغ كونغ بنشاطٍ أكبر، غير أن هذا سيحدث في منطقة رمادية”.

من بين الشعارات التي انتشرت انتشاراً واسعاً هذا الأسبوع، اقتباساً عن ماوتسي تونغ، “إن من يقمعون الحركات الطلابية لن تكون خاتمتهم حسنة”.

 

مصدر الصورة : ( REUTERS ) 

للمزيد : 

إنتقاد الصين لم يعد آمن.. حتى بمطار هونغ كونغ!