أخبار الآن | دبي – وكالات

فرضت أزمة جائحة “كورونا” أنماط حياة جديدة لدى الكثيرين، وقد تكون الأولويات قد تبدّلت بالنسبة للعديد من الأشخاص، لا سيما من ناحية الإنفاق. فمن الطبيعي أن تكشف أي أزمة يمرّ بها الشخص عن مصاعب كثيرة، والأهم هو القدرة على التكيّف معها ومجاراتها حتى الإنتصار عليها، شرط عدم الإنكسار. وهنا، فإنّ أزمة “كورونا” أبرزت ضائقة مالية لدى الكثير من الأُسَر والعائلات وحتى الأفراد، وذلك بسبب توقف الأعمال.

وما لا يُمكن توقّعه أن الكثير من الأشخاص قد يتجّهون لتغيير عاداتٍ كثيرة بعد الأزمة، خصوصاً تلك المرتبطة بشراء السّلع، وتوفير المال وترشيد الإنفاق. قد يتخطّى ذلك توجه البعض لشراء الملابس المستعملة بدلاً من الجديدة الموجودة في المتاجر الكبرى. وهنا، فإن الهدف من وراء ذلك هو توفير المال وإرضاء الرغبة في اقتناء ملابس “جديدة” مُستعملة من دون أي تكلفة باهظة.

قد يعتبر بعض الأشخاص أنّ شراء الملابس الجيّدة والمستعملة من محلّات معروفة بجودة سلعها هي خطوة ذكيّة، ويمكن أن تساهم في تخفيف الإنفاق على هذه العادة. فباستطاعة شخص واحد أن يشتري العديد من قطع الملابس المستخدمة مُسبقاً من دون أن تصل تكلفتها إلى سعر قطعة واحدة من متجر التجزئة الأصلي.

وواقعياً، فإن “شراء التوفير” كان يُعتبر سابقاً أمراً زائفاً يواجه الجمهور، ولكن كان دائماً سراً داخلياً لدى الأثرياء. ومع هذا، فإنّ الأشخاص الذين يحبون التنوّع في الملابس، والذين يريدون الظهور بكل جديد بشكل دائم من دون أن يُرهقوا أنفسهم مادياً، يمكنهم شراء الملابس المستخدمة.. وفعلياً، فإنّ ذلك يساهم في إرضاء النفس أولاً، ولا يستنزف المال الذي يمكن أن يتم استغلاله في ظروف أخرى أكثر أهميّة، أو حتى يمكن ادخاره لوقت الأزمات.

ولذلك، فإنّ العائلات التي تواجه تدنياً في المدخول، قد يتجه أفرادها نحو الملابس المستعملة، وهذا ما حصل في شرق أوروبا بعد الأزمة الماليّة العالميّة في العام 2008. فخلال الفترة التي تلت هذه الأزمة، انتعشت تجارة الملابس المستعملة في بولندا والمجر وبلغاريا وكرواتيا. ودفع انتعاش هذه التجارة في بلغاريا شركة “مانيا” إلى فتح متاجر جديدة في رومانيا واليونان، كما فتح متجر “هادا” الكبير في هذا المجال بالمجر ساحة تخزين بقيمة 1.6 مليون يورو لاستيعاب الطلب المتزايد.

وتحصل مثل هذه الشركات وخصومها على بضائعها من دول غربية حيث تشتريها من شركات تدفع للناس المال مقابل الحصول على ملابسهم القديمة أو غير المرغوب فيها لإعادة تدويرها. وتكون بعض تلك الملابس في أحيان بحالتها الأصلية وتكون بطاقة السعر لا تزال مثبتة عليها.

مصنع ملابس يصنع الأقنعة لمكافحة كورونا في روما

يقوم مصنع ملابس في روما بتحويل الأقمشة الإيطالية إلى أقنعة في مساعي لدعم الجهود الوطنية من أجل مكافحة فيروس كورونا المستجد. ويقوم فريق من العمال في المصنع بخياطة الأقنعة بشكل محكم ومن ثم تعقيمها ووضعها بصناديق لتكون جاهزة من أجل التوزيع .

 

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

رب ضارة نافعة.. كورونا تساعد على توفير فرص عمل جديدة في السعودية