أخبار الآن | بيروت – لبنان (رويترز)

عندما أصبح أحمد سعيد بيضون رئيس بلدية (مختار) لـ حي الأشرفية، لم يتركه شقيقه التوأم وحيداً. وبعد عقود من العمل معا، أصبح السكان المحليون يطلقون عليهما لقب “المخاتير”.

ولأنهما توأمان متطابقان كثيراً ما يتعذر على الناس تمييز خالد عن المختار أحمد معتقدين أن خالد رئيس بلديتهم، لكنه لا يجد غضاضة ولا يمانع في ذلك. وعندما يوقفه الناس في الشارع معتقدين أنه رئيس البلدية، يسألهم عن الطريقة التي يمكن أن يقدم لهم بها المساعدة.

ويقول أحمد “أنا المختار أحمد سعيد بيضون، وخيي خالد بساعدني بجميع أعمال المخترة، وأثنيناتنا في خدمة الجميع.. وبسمونا المخاتير”.

ويحب التوأمان وهما في السبعينيات من العمر قضاء وقتهم في خدمة مجتمعهم ويقول كل منهما إنه يجد متعة في ذلك.

وفي مكتب المختار، ينهمك أحمد في مراجعة الأوراق والوثائق، بمساعدة شقيقه خالد الذي يشاركه بحماس في العمل.

وعندما تتداخل التزامات العمل، يصبح المختار في مكانين في نفس الوقت.

ويقول أحمد “صار عنا حادثة بالماضي، بأن واحدا، توفى حداً من الجيران بالبناية، أنا كمختار، بدي واسيهن وأوقف معهم. كان في ناس بيقربونا عندهم عرس، بدي أقسم حالي، قلتلو خي إنتا روح هني وأنا بضلني مع المعزين هون، طالما يوجد إنسان الله عطي هل قدرة إنو يكون بمطرحين”.

ويشغل أحمد (72 عاماً)، الذي يكبر أخاه التوأم خالد بخمس دقائق، منصب مختار الأشرفية منذ عام 1970.

وبعد انهيار أعمال خالد في مجال التصدير والاستيراد خلال الحرب، انضم إلى شقيقه في مكتب المختار لمساعدته.

ويقول خالد “يعنه أنا تقريباً، شايل عنه حمل، كأني موظف، بس الله خلقنا بفرد هيئة، عم نعطي زخم زيادي”.

وتعاقبت ثلاثة أجيال من عائلة بيضون، في تولي منصب المختار والاضطلاع بالعمل في مجال الخدمة العامة بحي الأشرفية الذي تقطنه أغلبية مسيحية.

ويعيش التوأمان في المنطقة، التي قام أحد أقربائهم ببناء المسجد الوحيد فيها.

ويقول التوأمان إنهما فخوران بمشاركة حياتهما معاً منذ لحظة ولادتهما.

ويقول أحمد بيضون “من وقت الخلقنا توأم، يعنه كأنو ربنا خلقنا لنكمل بعضنا، بالمدرسة، بالعمل، بكون واحد عم يحكي بموضوع بيقدر خيو يكملو”

وخلال الحرب الأهلية أصيب أحمد برصاص قناص ثم أصيب خالد عندما هب لمساعدة شقيقه.

قال أحمد “عام ١٩٨٤، كنا نازلين عبيتنا القديم براس النبع، سكنا عند بيت البرنس ، أنا وضاهر من بيتي، أنا مني مسلح ولا شي، والقناص عم يشتغل، حطيت على أيدي كم طقم وكم قميص وكم رابطة عنق (بالانجليزية)، طالع عم بقطع الشارع طرقني القناص، ركض خي ل يلمني طرقه إلو، قلتلوا وينك، نحنا وبالأرض، قلتلو جينا سوى والهيئة رح نروح سوى، بعدها الرصاصة بإجري أنا، ضعف جسمي كتير لأن نزفت كتير بالأرض”.

اقرأ المزيد:

88 طالب يعزفون على نفس البيانو في آن واحد