كيف تحولت شيرين من ملكة الرومانسية إلى “غاوية مشاكل”؟

  • نجت من المقارنات وحجزت مقعدها في المقدمة
  • عندما تمسك الميكروفون تتحول لقطة “سيامي”

لا أحد ينكر حجم موهبتها وصوتها الذي لا يمكن تشبيهه بأحد.. إحساسها المصبوغ بماء الذهب.. الحالة التي تعيشها داخل أغانيها مثلما يعيش السيناريست داخل قصة فيلمه والروائي داخل أحداث روايته.

عندما تمسك الميكروفون تتحول لقطة ”سيامي“ تعرف كيف تتدلل وتناغش صاحبها.. قادرة على خطف أجمل مشاعرك وتفجير طاقات الغرام من أعماق قلبك.

إنها شيرين عبدالوهاب، التي نجت من المقارنات وحجزت مقعدها في المقدمة، وتربعت داخل قلوب معظم جماهير الوطن العربي بكل سهولة وسلاسة ويسر، وهي أيضا التي انهالت على نفس الجمهور بالصدمات.

نفس الفم الذي يغرد بأحلى الألحان هو سبب أزماتها وصدمات الجمهور منها، هناك قطعا من يقبلها كما هي، لكن الآخرين لا يستطيعون تحمل رائحة الوردة بسبب أشواكها التي تمزق مشاعرهم.

في البداية تألقت مع ظهورها كحمل وديع، بعد دويتو مع الفنان تامر حسني أعلنا فيه عن قدوم نجمين خارج النص المتعارف عليه وقتها، وخلفهما منتج مدرك تماما لما يقدمه من خلالهما وهو المنتج نصر محروس الذي راهن على نفسه قبل أن يراهن على أصوات شبابية يقدمها ليتحدى أسماء ضخمة على الساحة مثل عمرو دياب ومحمد فؤاد وراغب علامة وغيرهم من المتقاتلين على قمة الغناء في الوطن العربي وقتها.

لفتت شيرين الأنظار وعرفت باسم ”شيرين آه يا ليل“ وهو اسم أشهر وأقوى أغانيها وقتها، لم يسمح لها نصر محروس بالظهور إعلاميا، ولا الحديث كثيرا مع الصحافة والبرامج وكأنه كان يعلم منذ ذلك الوقت أن ظهورها من أخطر الأمور على نجوميتها، قدمت أغاني متنوعة معظمها أو ربما جميعها من أفكار وإخراج نصر محروس الذي أظهر الأنوثة من داخلها مع حلاوة صوتها وصدق مشاعرها ليرسم نجمته بالشكل الذي يحب ويكسب جمهورا يزداد معها يوما بعد يوم، حتى قررت شيرين الظهور بشكل سينمائي من خلال فيلم ”ميدو مشاكل“ بطولة أحمد حلمي وهنا قضت على تلك الأنوثة التي صنعها نصر محروس في سنوات حيث ظهرت ملكة الرومانسية في دور أقرب ما يكون للبنت المسترجلة، طريقتها العنيفة وملابسها وقصة شعرها ودورها حول ما صنعته أغانيها السابقة إلي دخان وعلى ما اعتقد كان هذا الفيلم هو جوهر الخلافات التي دبت بين شيرين عبدالوهاب والمنتج نصر محروس وبعده بفترة قليلة بدأ ظهور شيرين إعلاميا الذي لم يختلف كثيرا عن الشخصية التي جسدتها في ”ميدو مشاكل“.

خلافات مع نصر محروس وانفصال وأغاني مختلفة ثم تصريحات صادمة.. من هنا بدأت مشاكل شيرين

خلافات مع نصر محروس وانفصال وأغاني مختلفة ثم تصريحات صادمة، طلاق وأزمات، وتصريحات أيضا صادمة لدرجة أنها أعلنت أكثر من مرة عن عدم ارتياحها مع بعض الصحفيين والإعلاميين المصريين وهو ما أغضب الكثيرين لدرجة متابعة كل مشاكلها بعدسات أقلامهم وبرامجهم لتخرج شيرين من دائرة الضوء الإعلامية المصرية وتحتضن اللبنانية ومعها بدأت اللمسات اللبنانية في الشكل والمظهر لكنها لم تنجح في تعديل اللسان والطريقة لتظهر شيرين في معظم لقاءاتها كعروسة جميلة ما إن تتحدث حتي يتراجع جمالها ويكتشف الجمهور طبيعتها التي لا تتناسب مع ألحان أغانيها وكلماتها وإحساسها الذهبي الفريد.

تتكرر الأخطاء وتتضاعف الاعتذارات من شيرين لدرجة أنها أثارت جدلا كبيرا على المسرح في إحدى الدول العربية ليستغل منتقديها الكلام ويتهموها بتوجيه العداء للجمهور المصري.

 

وكالعادة خرجت لتعتذر وتعلن أنها أساءت الكلمات والألفاظ، وكالعادة أيضا سامحها جمهورها ودعمها من جديد واندمج مع كل حرف تغرد به وحفظوه آملين أن تكون شيرين قد حفظت الدرس وتدربت على شطب شخصيتها في ”ميدو مشاكل“ من حياتها وأغانيها ومسارحها، لكن يبدو أن شخصية شيرين الإنسانة أقوى كثيرا من شيرين الموهوبة، شيرين الأنثى والأم والزوجة دائما ما تسيطر على شيرين فتاة الأحلام ورمز الحب والرومانسية لتخرج من جديد وتكيل بلسانها وتحكي أسوأ ما عاشته مع زوجها الأخير المطرب حسام حبيب في مكالمة تليفزيونية انتشرت أكثر من أشهر أغانيها ويبدأ الجدل من جديد.

شيرين التي قالت:

بكلمة منك
تنسيني اللي عدى قوام
تخليني احس بقيمة الايام
تطمني لسنين قدام

بكلمة منك
توريني اللي مش شايفاه
تريحني من الهم اللي انا شايلاه“
تعيشني اللي مش عايشاه

هي نفسها التي تقول ” اتجوز الفيل ابو زلومة ومارجعلوش“

شيرين التي غنت

”اللى بيفكر يفارق بس لوله المشاعر

و اللى سامح حد غالى راضى ذل المشاعر

و اللى ايده فى اي حبيبه بس مش حاسس مشاعر

و اللى راجع بعد ما انتهى وقت المشاعر

كل حاجه ناقصه حاجi و انت مش جنبى بيبى

نفسى اعمل اى حاجه بس ترجعلى حبيبى“

هي أيضا من صرخت لتقول ”أنا مش بحبه وحبته عقربة ومفيش إنسان أذاني في حياته كده“.

يستحيل أن تصدق الأذن التي سمعت أغاني شيرين عبدالوهاب وسمعت مداخلاتها وأسلوبها في الحوارات التليفزيونية أنها نفس الشخص، مهما حاولنا أن نفسر غضبها وحجم معاناتها وما شهدته من أزمات لن ننجح في إقناع الجمهور أنها تحترف غناء العواطف ويلامس صوتها القلوب.

عن نفسي لم أعد قادرا على تحمل خروجات شيرين عبدالوهاب عن النص وكلما حاولت تخطي ما تفعله أتخطى معه معظم ما تغنت به وصدرته لمشاعري من إحساس.

تناقض ربما يقضي على كل ما تبقى من موهبة.. ومشاكل لم تعد تتحمل الاعتذارات.

شيرين التي كانت ”آه ياليل“ تحولت بسرعة عصبيتها وعدم التحكم في كلماتها إلى ”شيرين آه يا مشاكل“ وما خفي كان أسوأ.

تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن