أخبار الآن | الخرطوم – السودان (وكالات)
يستمتع جمهور السينما السوداني بمشاهدة اثنين وثمانين فيلًما، بينها اثنين وعشرين روائًيا وأكثر من ستين فيلًم قصير، ضمن أنشطة مهرجان السودان للسينما المستقلة، في نسخته الرابعة، ويتوقع أن تشهد أمكنة عرض الأفلام حشدا من محبي السينما وصانعيها، ويفتتح المهرجان بعرض للفيلم المصري هدية من الماضي، وهو أحد أيقونات السينما التسجيلية المصرية الحديثة.
وتقوم فكرته على مفاجأة مخرجة الفيلم طالبة السينما «كوثر يونس» لوالدها بتذكرتي سفر لإيطاليا بمناسبة ذكرى ميلاده الخامسة والسبعين، ليبحث عن حبيبته (باتريسا) التي لم يلت ِق بها منذ أكثر من ثلاثة عقود، وتتابع المخرجة الرحلة على مدى أشهر لتنتج الحكاية.
وأعلن فريق المهرجان إطلاق النسخة الرابعة في الفترة من 21 – 27 يناير (كانون الثاني) الحالي، بمشاركة عدد من السينمائيين الشباب المهمومين بتطوير صناعة السينما في السودان.
وتنظم مجموعة «سودان فيلم فاكتوري» سنوًيا منذ 2014 مهرجان السينما المستقلة، وترعى وزارة الثقافة السودانية مهرجان هذا العام لـ«بث الثقافة السينمائية، وترقية الذائقة البصرية في الحياة السودانية»، كما يقول منظمو المهرجان.
وعلى الرغم من أن أفلام المهرجان ليست جديدة كلًيا، فإنها تعد هدية لجمهور السينما السوداني المتعطش للأفلام الجيدة، سيما أن الأفلام المزمع عرضها أنتجت خلال العامين الماضيين، وشاركت في كثير من المهرجانات العالمية.
ويبلغ عدد أفلام مهرجان هذا العام 82 فيلًما، من بينها 22 فيلًما طويلاً، تتنوع ما بين روائي ووثائقي، وأكثر من 60 فيلًما قصيًرا، من دول (مصر، وتونس، والجزائر، والمغرب، ولبنان، وفلسطين، والسعودية، والإمارات، وتركيا، والبرتغال، وإسبانيا، واسكتلندا، وأميركا، وبريطانيا، وإيران).
وقال رئيس المهرجان طلال عفيفي إن مجموعة «سودان فيلم فاكتوري» تسعى لتعزيز الثقافة السينمائية وإعادة توطينها في السودان، عن طريق الإنتاج والتشبيك، وتقديم العروض والتدريب والإنتاج والتوزيع والربط بين المهتمين بالسينما في الإقليم والعالم.
ودرج المهرجان منذ نسخته الثالثة على تقديم جائزة حسين شريف لأفضل فيلم سينمائي سوداني، المعروفة بجائزة «الفيل الأسود»، وتقدم جائزة هذا العام بالتعاون مع المبادرة السويسرية، وقد نال فيلم «غربة» أول جائزة في الدورة الماضية.
ووفًقا لعفيفي الذي كان يتحدث إلى الصحافيين، فإن المهرجان يواجه عقبات كثيرة، لكنها تعد بمثابة عامل جذب تدفع بطاقم العمل للإيمان بقدرته على الفعل، والتمتع بروح معنوية عالية للأفكار.
وتذكر مجموعة المهرجان، في صفحتها على «فيسبوك»، أن الذاكرة بكل ما تعنيه بوصفها مخزنً ومستود ًعا للهوية، هي التيمة الرئيسية لمهرجان هذا العام، وأنها تحاول تسليط الضوء عليها باعتبارها «لاعًبا أساسًيا في امتداد سيرة المقاومة وكرامة الشعوب والأمكنة».
واختيرت الأفلام بالتركيز على الذاكرة لكونها دافًعا محر ًكا لدراما الحياة، بفقدانها أو استحضارها، كما تركزا، ربما البيوت القديمة والشوارع والمؤسسات وكل ما له جغرافًيا علاقة بالوعي أي ًضا عليها باعتبارها مكانً والحياة. والذاكرة من وجهة نظر المهرجان هي: «الأفكار ذات العلاقة بالهوية ومقاومة النسيان، والكفاح الإنساني الممتد في التاريخ من أجل الكرامة الإنسانية، ورد الاعتبار للجماعات الأقل قوة بين البشر».
وذكرت المديرة التنفيذية للمهرجان إيلاف الكنزي أن العروض ستتنقل ما بين المراكز الثقافية في الخرطوم، مثل المركز الثقافي التركي، والمركز الثقافي البريطاني، وجامعة الخرطوم، ومنتدى دال الثقافي، وكلية كمبوني، ومركز الجنيد.
وقال المخرج السويسري المصري الأصل أحمد عبد المحسن، وهو عضو بلجنة تحكيم اختيار الفيلم الفائز بجائزة «الفيل الأسود»، إن المهرجان يحتوي على مجموعة من الأفلام المتنوعة الجاذبة القوية، وتعهد بتحكيم يتسم بالشفافية والمهنية لاختيار الفيلم الفائز.
وقد شهد السودان في 1910 تصوير أول فيلم تسجيلي لمخرج سويسري لرحلة صيد، وحظيت مدينة الأبيض، وسط البلاد، بشهادة عرضه كأول عرض سينمائي في البلاد. وبعد استقلال السودان 1956 ،افتتحت العشرات من السينمات التي عرضت فيها أفلام عربية وغربية وأميركية.
لكن إنتاج الأفلام في السودان يمكن أن يؤرخ له بالعام 1970 ،عندما أنتج المخرج إبراهيم ملاسي أول فيلم روائي سوداني، وهو فيلم «أحلام وآمال». وتعثرت السينما السودانية عر ًضا وإنتا ًجا منذ عام 1989 ،بعد وصول الإسلاميين للحكم في السودان.
وتم حل «مؤسسة الدولة للسينما» عام 1991 ،وتحولت صالات العرض الموجودة لخرابات أفلاًما من نوعية رديئة، معظمها من إنتاج هندي مهجورة، بل وهدم بعضها. أما المتبقي منها، فلا يعرض إلاّرخيص.
اقرأ أيضا:
"أن تمشي على يديك" كتاب لاجئ سوري يروي الحب والحرب