أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (إختيارات المحرر)
يقول بيغي سمولز، مغني الراب الشهير في الساحل الشرقي للولايات المتحدة في إحدى أغانيه "لا وجود للمال، لا وجود للمشاكل".
ورغم أنه لم يكن مليارديرا، إذا كانت ثروته تبلغ نحو 160 مليون دولار عند وفاته عام 1997، كان سمولز ربما يعرف شيئا أو اثنين عن مظاهر العيش الخاصة بالثراء.
فهل ينبغي علينا أن نشعر بالأسى تجاه الأغنياء. وهل الكثير من المال حقا يسبب لنا مزيدا من المتاعب أكثر مما يستحق الأمر. ذهبنا إلى موقع كورا (Quora) للأسئلة والأجوبة لنعرف المزيد بشأن بعض المشكلات التي يعاني منها أصحاب المليارات.
يقول بن ميزريتش، مؤلف كتاب "الشبكة الاجتماعية" (ذا سوشيال نيتورك) الذي تحول إلى فيلم بعد ذلك، في مشاركته في ذلك النقاش على الموقع إن أصحاب المليارات لديهم- بخلاف القلق على الأموال- نفس المشكلات التي يعاني منها أي شخص آخر.
ويضيف: "فلديهم صديقات لم يعدن يتصلن بهم، ولديهم بروستاتا يمكن أن تتضخم (كما يحدث مع غيرهم من الناس)، ويمكن أن تؤدي إلى وفاتهم."
لكن الفرق الرئيسي هو كيفية تربية الأغنياء من أصحاب المليارات لأطفالهم. يقول ميزريتش: "أبناء الأشخاص من ذوي الثراء الفاحش يكون لديهم في الغالب الكثير من المشكلات، لأنهم لم يكن عليهم أن يكافحوا من أجل شيء، والكفاح ببساطة هو ما يجعلنا أقوياء."
ويتابع: "الكفاح هو حالة بشرية، وهو الأساس للتطور والرقي، وهو السبب الذي من أجله نتأقلم مع الحياة من حولنا. فإذا لم يكن عليك أن تكافح، فلن يكون عليك أن تصبح ذكيا أو قويا، لكنك فقط ستنجرف لأسفل باستمرار."
قد تكون الافتراضات التي يطرحها الناس بشأن أصحاب المليارات هي أكبر المشكلات التي يواجهها هؤلاء، لأن الناس سوف "يفترضون أنه بإمكانك أن تستغل ثروتك الكبيرة للتعامل مع أي مشكلة،" كما يقول فيليب ريماركر.
ويضيف ريماركر: "هناك أيضا افتراض مفاده أن مبلغا كبيرا من المال يعني مبلغا لا حصر له من المال، وبالتالي سيوجه لك النقد لعدم إنفاقك ما يكفي على شيء ما لتحل مشكلة معينة."
ويعتقد ريماكر أيضا أن الثروة تجذب إليك جحافل من الناس، وبالتالي سيصعب عليك تمييز أصدقائك الحقيقيين من بين كل هؤلاء الناس.
ويعتقد باول سوليفان أن امتلاك الشخص لـ "قدور من الأموال" سيجعل استمرار زواجه تحديا كبيرا.
ويضيف: "الزواج بالنسبة لكثيرين يمثل سباقا مارثونيا، فهناك أوقات كثيرة قد تشعر فيها برغبة في الخروج (من ذلك السابق)، لكنك تستمر فيه."
ويعود ذلك غالبا، كما يقول سوليفان، إلى أن الطلاق مكلف جدا، ويؤدي إلى فوضى في الحياة. ولأن الطلاق أمر أسهل بالنسبة للأغنياء، "يقل الدافع لديهم لبذل الجهد من أجل مواصلة السير في الطرق الصعبة."
كما سيكون القلق المتعلق بالأمن الشخصي والسلامة ماثلا دائما في أذهان أصحاب المليارات، كما يقول المستخدم غونغ تشينغ.
ويضيف تشينغ: "القلق الدائم من أن يصبحوا ضحايا لعمليات اختطاف،" قد يكون له ثمن باهظ، بالإضافة إلى القلق من أن شخصا ما يتجسس دائما على مكالماتك الهاتفية.
ليس الأمر سهلا أن تكون طفلا لأبوين من أغنى الأغنياء. فقد قال ابن أحد أصحاب المليارات، والذي لم يرغب في الكشف عن هويته، إن مشاكله بدأت خلال فترة المدرسة، عندما كان الطلاب يغيرون منه لأن والده كان يعطيه الكثير من المال، أكثر مما يحصل عليه الطلاب من آبائهم.
وأضاف ذلك الابن: "كان الأطفال، وحتى البالغين، يخرجون من طريقهم للتلويح إلى لعائلتي."
كما كانت هناك مشكلات داخل العائلة أيضا. فقد كان هناك "شعور مبالغ فيه بالاستحقاق"، كما كتب ذلك الابن على موقع "كورا".
وأضاف: "ما لا يفهمه كثير من الناس هو أنه حتى بالرغم من أن والدي يعيش حياة مرفهة جدا الآن (وهو في الستينيات من العمر)، لا يعني ذلك أنه كان يعيش تلك الحياة منذ عشر سنوات فقط".
وتابع: "لقد كان يعمل لأكثر من 80 ساعة أسبوعيا. ولذا، بعض أفراد العائلة وحتى بعض الأشخاص الآخرين يعتقدون أنهم ’يستحقون ‘نفس النمط من العيش الآن، وليس في مرحلة لاحقة."
وقال أيضا: "والحقيقة المؤسفة هي أنه قد يكون من الأسهل أحيانا والأقل كلفة أيضا أن تعطي أحد أفراد الأسرة راتبا شهريا، ووظيفة صورية، وذلك من أجل أن تبقيهم هادئين فقط."
وكتبت سانيا بوتا تقول إنه من ناحية فلسفية أكثر، لا يهم كم من المال لديك، فالموت هو أحد الأمور التي لا سيطرة لك عليها.
لكن مع ذلك، وفي المستقبل، "إذا تمكن العلم من تحقيق طفرة في هذا الإطار، سيكون أصحاب المليارات من أول الناس الذين لديهم القدرة على دفع الأموال من أجل حياة أطول،" كما تقول بوتا.