أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (اختيارات المحرر)  

قمة جديدة ستضاف يوم الجمعة المقبل إلى جبال “كاتوكتن” البعيدة في ولاية ميريلاند 100 كيلومتر عن البيت الأبيض في واشنطن، هي التي يلتقي فيها الرئيس الأميركي باراك أوباما في منتجع “كامب ديفيد” الجبلي بقادة دول الخليج، ومن ينوب عن بعضهم، والتفاصيل عنها معروفة منذ الآن، بعكس “كامب ديفيد” الذي لولا حساسية أحد الرؤساء الأميركيين من شعوره بالحر الذي كان يزعجه لربما لم يكن له وجود.

الرئيس الراحل فرانكلين روزفلت، الشهير بفوزه 4 مرات متتالية برئاسة الولايات المتحدة، مع أنه كان مقعداً على كرسي متنقل لإصابته حين كان عمره 39 سنة بالشلل وهو يقضي عطلة صيفية في 1921 بكندا، كان لا يطيق الحر على ما يبدو،  مما يذكره عنه البيت الأبيض نفسه بأرشيفه، فأول ما قام به عند انتخابه في 1933 رئيساً لأول مرة، هو وضع مكيفات هواء في الغرف التي تخصه بالطابق الثاني من البيت الأبيض، كما بنى فيه مسبحاً بغطاء ليقيه من الحر أيضاً.

من “شانغري-لا” إلى كامب ديفيد

لكن مكيفات الهواء التي كانت مزعجة وغير متطورة بعكس ما هي اليوم، لم تكن تلبيه، لذلك بنى في 1935 منتجعاً خاصاً يقضي فيه عطلة الصيف، واختار مكانه جبال “كاتوكتن” البعيدة نصف ساعة طيران بهليكوبترات هذه الأيام، وأطلق عليه حين انتهى بناؤه في 1942 بكلفة 25 ألف دولار اسم Shangri-La المستمد من “مملكة جبلية” أسطورية، تحدث عنها الكاتب البريطاني الراحل في 1954 جيمس هيلتون برواية سماها “الأفق المفقود” وصدرت عام أصبح روزفلت رئيساً، ثم جعلوه للقاءات شخصية لكل رئيس بعده.

وحافظ خلفه الرئيس هاري ترومن على “شانغري-لا” طوال 8 سنوات من ولايتيه، لأن زياراته إليه كانت قليلة، وزوجته “كانت تعتبر المكان مملاً”، إلا أن الاسم لم يرق لعسكري وطني النزعة جاء بعده، وهو الجنرال الراحل دوايت آيزنهاور، الشهير حبه لأحد أحفاده، ما دعاه لإطلاق اسم حفيده على المنتجع في 1953، فتغير وأصبح “كامب ديفيد”، في إشارة إلى ديفيد آيزنهاور، المولود في 1948 والمؤلف والأستاذ حالياً بجامعة بنسلفانيا.

اختراقان أمنيان في موقع لا يظهر على أي خريطة

والمنتجع الذي تديره قوات المارينز وتشرف عليه وتحميه، مع أنه محمي ببيئة جبلية مرتفعة عن سطح البحر 548 متراً، ويصعب اختراقها براً للوصول إليه، مزود بكل ما يقيه من غارات الطائرات، حتى بملاجئ أضافوها إليه مع الزمن، وفيه أيضاً مكان لتأدية الصلاة، وهو “خاص جداً” بلقاءات الرئيس الأميركي خارج البيت الأبيض، إلى درجة أنه لا يظهر في أي خريطة. مع ذلك تعرض إلى اختراقين أمنيين يذكرونهما بمعظم التقارير عن “الكامب” المحجوب عن النظر بأشجار كثيفة على التلال المحيطة.

في 2 يوليو 2011 مرت طائرة صغيرة بمقعدين قرب المنتجع حين كان فيه الرئيس أوباما مع زوجته وابنتيه، وكان طيارها خارج مجال الاتصال به على بعد 10 كيلومترات، وبثوانٍ طاردته “أف- 15″ حتى هبط مرعوباً في مدينة “هاغرستاون” القريبة، من دون أن يعرف السبب إلا فيما بعد.

ولم تمر 8 أيام إلا وقامت “أف- 15″ أيضاً بمطاردة طائرة أخرى بمقعدين، وانتهى طيارها مطروداً إلى ما بعد الجبال.