دبي، الإمارات العربية المتحدة، 19 يناير 2014, وكالات –

ضحت الصينية  ” يي جينتشيو ” بزواجها ومنزلها وعائلتها للعثور على ابنها المخطوف، إلا أنها بعدما عثرت عليه إثر عملية بحث استمرت 17 عاماً، أدار لها هذا الأخير الذي بات بالغاً، ظهره.

المأساة التي اختبرتها هذه السيدة تعكس مسألة مؤلمة تمزق المجتمع الصيني، حيث خطف القصّر آفة لا تزال منتشرة رغم الوسائل الكبيرة التي تمتلكها الشرطة.

ويي البالغة 59 عاماً مشردة اليوم، وصحتها مترنحة وهي تتسكع في شوارع مدينة فوزو في شمال البلاد بحثاً عن عائلات أخرى ترغب في مساعدتها على إيجاد أطفالها، وهي تدرك أن هذه الجهود تكرس لقضية غالباً ما تكون خاسرة.

يخطف عشرات آلاف الأطفال سنوياً في الصين غالبيتهم من الذكور، وهذه الممارسة الإجرامية تغذيها سياسة الطفل الواحد المقيدة، واختلال التوازن بين الجنسين وميل العائلات الريفية إلى تفضيل الذكور لأسباب تتعلق بالتقاليد ومساعدة العائلة.

وبرزت هذه القضية إلى الواجهة الأسبوع الماضي مع إصدار حكم الإعدام مع وقف التنفيذ في حق طبيبة خطفت أطفالاً رضع وباعتهم إلى شبكات مهربين.

وتؤكد يي جينتشو :”خطف الطفل أسوأ من اقتلاع قلب للأهل، في حال خطف طفلك ولم يتم العثور عليه ينزف قلبك كل صباح عندما تستيقظ من النوم بمجرد التفكير فقط”.

وتتحدث وهي واقفة قبالة لافتة كبيرة نصبتها أمام موقف للحافلات كتبت عليها “مفقودون” برفقة صور لأطفال جار البحث عنهم.

ولا تنشر الصين أرقاماً رسمية عن الأطفال المخطوفين، إلا أن السلطات تؤكد أنها أنقذت 24 ألفاً في الأشهر العشرة الأولى من العام 2013 أي بالتأكيد جزء صغير من مجموع الحالات.

الكثير من الاطفال يخطفون في المناطق الريفية الفقيرة، ويباعون إلى عائلات أغنى على الساحل الشرقي مثل إقليم فوجيان حيث تقيم يي، على ما يوضح الصحافي من بكين، دينغ فيي، الذي يكرس طاقته للمساعدة في البحث عن الأطفال.

وأطفال الأرياف معرضون أكثر من غيرهم للاختطاف، كون أهلهم في غالب الأحيان نزحوا إلى منطقة أخرى للعمل وتركوا أطفالهم برعاية الأجداد المتقدمين في السن.

ويعتبر دينغ فيي أن الأطفال يباعون بعشرات آلاف الين، أي بضعة آلاف من اليورو مع أنه يصعب القيام بتقديرات دقيقة.

إلا أن الشرطة ترفض أحيانا فتح تحقيق لأنها على اقتناع أن قضايا من هذا النوع قد يؤدي إلى تدني قدرتها على البت بالقضايا المرفوعة اليها، ويؤكد دينغ ان الكثير من العائلات التي اشترت أطفالاً لا تتعرض لأي مساءلة.

وأحياناً تكون عائلة الطفل ضالعة في الصفقة، فقبل شهرين تحدثت الصحف عن حالة زوجين صينيين شابين يشتبه في أنهما باعا ابنتهما لشراء جهاز “آي فون”.

يانغ جينغ أم في الخامس والثلاثين في اقليم سيتشوان (جنوب غرب البلاد) روت لوكالة فرانس برس أنها أمضت 13 عاماً في محاولة العثور على ابنها بعدما باعه زوجها إلى زوجين ثريين في شرق الصين.

وقالت جينغ: “قيل لي أن القضية لا يمكن أن تعتبر عملية خطف بسبب موافقة الوالد”

وتؤكد يي أنها زارت أكثر من عشرة أقاليم بعد اختفاء ابنها العام 1993، وهو في السادسة، ممولة تنقلاتها من خلال جمع النفايات وغسل الأواني في المطاعم والنوم في الحدائق العامة، وقد راكمت رغم كل شيء على نفسها ديوناً كثيرة

وقالت إنها حددت في العام 1995 منزل منفذ عملية الخطف إلا ان السلطات لم تتحرك إلا بعد سنوات من الضغط على ما أكدت.

وفي العام 2000 حكم على ثلاثة رجال في الشبكة بالسجن لعقوبات لا تتجاوز الثلاث سنوات، وعثرت الشرطة بعد عشر سنوات على ابنها لو جيانينغ.

وفي الليلة التي سبقت لقائها بابنها لم يغمض لها جفن، لكن أثناء اللقاء لم يتقدم ابنها لتقبيلها حتى، ومن ثم عاش لسنة مع والدته التي راكمت ديوناً إضافية لتسديد كلفة دروسه. لكنه غادر بعد ذلك ولم يتواصل معها منذ سنتين، وتقول يي بحزن “حياته ملك له”.