لندن، بريطانيا، 14 اكتوبر 2013، رويترز
المقدم عبد الناصر غارم من القوات المسلحة السعودية، فنان سعودي من نوع مختلف، فأعماله هي الأكثر مبيعا لفنان خليجي.
يعرض غارم أعماله ضمن معرض خاص به في لندن، بالاشتراك مع قاعة أيام للمعارض الفنية، ويستمرالمعرض حتى الثامن من نوفمبر تشرين الثاني المقبل.
يستخدم غارم في أعماله مزيجا من الفيديو والتركيب والرسم والكولاج، ويعتبر أعماله محاولة للحوار في وقت يموج فيه الشرق الأوسط بالاضطراب.
في متحف فيكتوريا وألبرت في لندن وفي متحف الفن بمقاطعة لوس أنجليس بالولايات المتحدة، عرضت أعمال عبد الناصر غارم مع أعمال فنانين آخرين.
غارم فنان مفاهيمي يقول إنه في مهمة سلام وإن عمله في الجيش له تأثير إيجابي على عمله الإبداعي.
وقال غارم لتلفزيون رويترز خلال افتتاح أول معرض منفرد لأعماله في لندن يوم الثلاثاء (8 أكتوبر تشرين الأول) “استغرقت نحو 18 عاما لأعثر على نوع من التوافق بين كوني فنانا وكوني ضابطا في الجيش. لكن عملي في الجيش خصوصا في هذا الوقت ميزة لأنه ساعدني ودعمني في عملي الفني وفي القضية التي أسعى للتعبير عنها من خلال عملي الفني.”
وذاعت شهرة غارم عام 2011 عندما بيع أحد أعماله في مزاد لقاعة سوذبي في دبي مقابل 842500 دولار. وخصص الفنان ذلك المبلغ لإنشاء مؤسسة يديرها فنانون تشكيليون في العاصمة السعودية الرياض.
وذكر غارم أن الفرق ليس كبيرا بين عمله في الجيش وعمله كفنان.
وقال “أعتقد أن عملي كضابط في الجيش هو حماية الناس. وأنا أحاول أن اضطلع بمهمة الحماية قدر الإمكان بتوجيه رسائل من خلال أعمالي الفنية لتشجيع الناس على أن يكونوا أكثر تعقلا وأكثر واقعية.”
وأضاف “العمل الفني في آخر المطاف يصبح منبرا للحوار والنقاش وهو ما أعتقد أننا بحاجة إليه في الوقت الراهن.”
ومن أعمال غارم الفنية لوحة جدارية لكلمة “الصراط” على جسر منهار في قطاع تهامة.
ويستخدم الفنان في بغض أعماله الكتل الخرسانية التي توضع في الأرض أمام المباني الحكومية.
وقال غارم “أعتقد أنني أحاول توليد شرارة.. لتشجيع الناس على أن يتفاوضوا في شؤونهم.”
وأضاف “هذه اللغة المرئية لا تحتاج إلى مترجم.. لا تحتاج إلى من يشرح معناها بل هي تفسر نفسها. هذا هو ما أحاول أن أفعله من خلال هذا النوع من الأعمال الفنية.”
وذكر ستيفن ستيبلتون الذي شارك غارم في تأسيس قاعة (إيدج اوف أرابيا) للمعارض الفنية في لندن أن أعمال الفنان السعودي “قصة إنسانية مهمة” نحوي منظورا مختلفا للشرق الأوسط وتساهم في التواصل عبر الحدود الثقافية.
وقال ستيبلتون “كونه جنديا سعوديا من جنوب المملكة العربية السعودية وبدأ عمله في نحو توقيت 11 سبتمبر (أيلول 2001) هو قصة إنسانية بالغة الأهمية.. نافذة بالغة الأهمية نطل منها على ذلك الجزء من العالم.”
وأضاف “أتمنى أن تولي المؤسسات والإعلام اهتماما بمثل هذه الأصوات لأن الصوت الآخر هو المهيمن دائما.. العنف والتطرف. لدينا هنا جندي سعودي إنسان ومبدع قادر على التواصل عبر تلك الحدود التي تقودنا في الغالب إلى الصراع.”
ويرى ستيبلتون أن ثمة تعطشا للأعمال الفنية التي يبدعها فنانون من الشرق الأوسط لكن أولئك الفنانين لا تتاح لهم الفرصة لتقديم أعمالهم على المستوى الدولي.
وقال “أعتقد أن فناني الشرق الأوسط ما زالوا على الحافة.. ما زالوا في النطاق الخارجي.. ليسوا جزءا من الساحة الفنية الرئيسية. هذا ما نحاول في إيدج أوف أرابيا أن نفعله.. تقديم فنانين نعتقد أنهم الأهم في جيلهم إلى العالم في واحدة من أعظم مدن الفن في العالم.”
ويحظى غارم بإعجاب كثير من السعوديين وله عدد كبير من المعجبين على صفحات مواقع التوصل الاجتماعي والمواقع الثقافية على الإنترنت.
وسافر علاء يوسف من موقع (تلفاز 11) السعودي غلى الإنترنت إلى لندن لحضو افتتاح معرض غارم.
وقال يوسف إن السعوديين فخورون جدا بعبد الناصر غارم وبوجهات نظره ورؤيته.