دبي ، الامارات العربية ,3 أغسطس (متفرقات – أخبار الآن) – بلدة فيلا إبيكوين هي بلدة سياحية قديمة جنوب العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس. وقد قضت هذه البلدة تحت الماء 25 عاماً، وهذه صورة لها قبل الغرق وبعد إعادة اكتشافها.
في العشرينات تم إنشاء قرية سياحية اسمها فيلا إبيكوين (Villa Epecuen) على طول شاطئ إبيكوين لاغو، وهي بحيرة مالحة على بعد نحو 600 كيلومترا جنوب غرب بوينس آيرس في الأرجنتين.
إبيكوين لاغو هي مثل معظم البحيرات الجبلية الأخرى، باستثناء فارق واحد مهم، هو أن مستويات الأملاح فيها مرتفعة جداً إذ تحتل المرتبة الثانية بعد البحر الميت.
كانت البحيرة مشهورة لعدة قرون كمركز سياحي علاجي، وتقول أسطورة ان البحيرة تشكلت من دموع رئيس كبير من شدة ألمه وبكاءه على فراق حبيبته. ويقال كذلك أن بحيرة إبيكوين أو “الربيع الأبدي” – يمكنها علاج الاكتئاب، والروماتيزم، والأمراض الجلدية، وفقر الدم، وعلاج مرض السكري.
من أواخر القرن التاسع عشر، وصل أوائل السكان والزوار للإقامة في خيام على ضفاف إبيكوين. وتحولت فيلا إبيكوين من قرية جبلية هادئة إلى منتجع سياحي حافل بالنشاط. وتم إنشاء خط للسكك الحديدية يربط القرية ببوينس آيرس. وتدفق إليها السياح من جميع أنحاء أمريكا الجنوبية والعالم، وفي الستينات كان يتوافد عليها أكثر من 25 ألف سائح سنوياً للاسترخاء والسباحة في مياهها المالحة.
بلغت نسبة السكان ذروتها في القرية في السبعينات إذ تجاوز عددهم 5000 نسمة، كما تأسست نحو 300 شركة بما فيها الفنادق والنزل والمنتجعات والمحلات التجارية، والمتاحف.
في نفس الفترة تقريبا، شهدت أحول الطقس تغيرات مستمرة أدت إلى هطول الأمطار بكثافة على التلال المحيطة ودام الأمر لسنوات، مما تسبب في ارتفاع منسوب المياه في بحيرة لاغو إبيكوين بشكل غير اعتيادي.
وفي العاشر من شهر نوفمبر 1985 تدفق الحجم الهائل من المياه من خلال السدود الصخرية وغمرت أجزاء كبيرة من البلدة ووصل منسوب المياه فيها إلى أربعة أقدام. وبحلول عام 1993، واصل الطوفان البطيء زحفه نحو المدينة حتى دفنها تحت 10 أمتار من المياه.
بعد 25 عاما، أي في عام 2009، انقلبت أحوال الطقس وعادت إلى طبيعتها السابقة، وبدأت المياه في الانحسار، حتى برزت فيلا إبيكوين إلى السطح.
ولم يعد إليها أي أحد من سكانها الذين هجروها إلا شخص واحد وهو مسن يدعى نوفاك بابلو (81 عاما) وهو اليوم المقيم الوحيد في مدينة فيلا إبيكوين.
ويقول “أنا مرتاح هنا رغم شعوري بالوحدة، أقرأ الصحيفة وأستحضر دوما الحقبة الذهبية للمدينة في الستينات والسبعينات.
في عام 2011، زار مصور من وكالة فرانس برس أطلال مدينة فيلا إبيكوين والتقى بساكنها الوحيد والتقط هذه الصور.