متى كانت آخر مرة قرأت فيها اتفاقية “شروط الاستخدام” التي عادة ماتكون مطلوب منك الموافقة عليها قبل الاشتراك بخدمات أحد المواقع والبدء باستخدامه أو تنزيل وتشغيل برنامج جديد على جهازك؟ أستطيع أن اجزم بنسبة 99.99% أن الجواب هو ولا مرة … فالمستخدمون عادة (و أولهم أنا) نقوم بالموافقة على قائمة الشروط التي تمتد لصفحات ونحن مغمضي العينين دون أن نقرأ ماتحتويه هذه اللائحة المملة. ولكننا بفعلتنا هذه نكون قد وقعنا على بياض لهذه المواقع للتصرف بحرية كاملة ببياناتنا الخاصة بدون أي رادع أو حماية لخصوصياتنا. فيما يلي عرض لبعض من هذه الصلاحيات التي نعطيها لبعض من المواقع المعروفة عند البدء باستخدامها:
1. قد يتم عرض صورك الخاصة للبيع
معظم مواقع وتطبيقات مشاركة الصور مثل Instagram لها الحق باستعمال، حذف ، تعديل أو عرض صورك بشكل علني. أما موقع Twitpic فقد أعطى نفسه صلاحيات أبعد من ذلك حيث أن له الحق في اعطاء هذه الصلاحيات لطرف ثالث أيضا (شركة خارجية مثلا). في عام 2011 ، وقعت الشركة عقد مع World Entertainment Celebrity News Network المختصة بأخبار المشاهير، هذا يعني ، اذا كنت قد التقطت صورة لأحد المشاهير فللشركة أحقية كاملة بالتصرف بالصورة وبيعها دون الحاجة للعودة لك أو حتى ذكر اسمك أو تعويضك.
2. قد لايكون بامكانك حذف حسابك من الموقع أبداً
برنامج المحادثة المجاني الأشهر Skype هو واحد من الخدمات التي لا توفر للمستخدمين امكانية حذف او الغاء حساباتهم الشخصية. وحسب صفحة الأسئلة و الأجوبة الموجودة بالموقع فإنها تقترح على المستخدم حذف جميع بياناته الخاصة ولكن دون الإفصاح اذا ما ستبقي الشركة نسخة من هذه البيانات على مخدماتها. و موقع التدوين WordPress هو مثال آخر للمواقع التي لاتعرض أي امكانية لحذف حسابك.
3. بامكان الشركات تعقب نشاطك على الانترنت حتى بعد مغادرتك لموقعها
في اتفاقية الاستخدام الخاصة بفيسبوك التي تشبه اللغز بسبب تعقيدها، يذكر الموقع أنه بامكان الشركة وضع بعض من (الكودات) التي يطلق عليها cookies في متصفح الانترنت الخاص بك لمتابعة نشاطك (الانترنتي). الكثير من المواقع تستخدم هذه الطريقة ولكن تكمن أهمية هذا الموضوع بالنسبة لفيسبوك بسبب كبر حجمه وانتشاره الواسع وعدد مستخدميه الذي سيصل لمليار مستخدم شهري قريبا جدا. فعندما تسجل دخولك للشبكة الاجتماعية وتتصفح مواقع اخرى فإن الشركة تراقب كل موقع تزوره يحوي زر Like أو Share ويربطها بحسابك وبريدك الالكتروني لمدة 90 يوما. وهو أمر مهيب جدا لدرجة أن الشركة نفسها لاتعرف كيف ستتصرف بهذا الكنز الذي تمتلكه ولكنها تعمل جاهدة لتستثمره بطريقة مجدية.
4. يمكن اعطاء بياناتك للجهات القانونية دون اخطارك بذلك
على الرغم من أن بضعة مواقع فقط تقوم باخبار المستخدمين عن سياستها الخاصة بالنسبة لاعطاء بياناتك للشرطة أو أي جهة قانونية إلا أن معظم الشركات التقنية لاتخبر مستخدميها ماذا سيفعلون بمعلوماتهم الرقمية اذا ماتم سؤالهم عنها من قبل الجهات المختصة، وذلك أنه في معظم الأحيان سيقدموها دون الرجوع لك. وتعد شركات الاتصالات الخليوية الأسوأ في هذا الموضوع.
5. سيتم منعك من رفع أي دعوى قضائية ضد الشركة
بعد سلسلة من الاختراقات الأمنية التي قضت مضجع سوني وشبكتها الخاصة بمنصة الألعاب PlayStation Network و التي تسببت في كشف البيانات الخاصة لملايين من مستخدميها، تواجه الشركة عدة دعاوي قضائية مشتركة من المستخدمين الممتعضين الذي تم تسريب بيناتهم. وبعد عدة أشهر على الحادثة، قامت الشركة بتحديث اتفاقية الاستخدام الخاصة بشبكتها منعت من خلالها المستخدمين من تشكيل تجمعات لعمل دعوى قضائية مشتركة ضدها. وهذه الاستراتيجية التي وافقت عليها المحكمة الأمريكية العليا في عام 2011 تم تبنيها من قبل كل من Microsoft و AT&T.
6. حتى لو حذفت بعض من بياناتك، فللشركة الحق بالاحتفاظ بنسخة منها
على الرغم من أنك قد قمت بحذف أحد الصور الخاصة بك والتي تبدو بها بحالة مخجلة أو مضحكة ، إلا أن هذا لايعني أن الأمر قد انتهى. فموقع facebook يحتفظ بهذه الصورة أو الملف لمدة زمنية معينة (غير واضحة) . و Twitpic سيحتفظ بصورك للأبد لضرورات “قانونية”. وعلى الرغم من أن Twitter أكثر وضوحا من هذه الناحية ولكن مع ذلك سيستغرق الأمر 5 اسابيع قبل أن يتم حذف صورتك نهائيا من مخدماتها. وطبعا اذا تم مشاركة أو نسخ هذا الملف أو حتى حفظ في ذاكرة غوغل cash memory فإنه من المستبعد أن يتم حذفها نهائياً.
7. حتى لو كانت قوانين الاستخدام عادلة أو جائرة فإن للشركة الحق بتغييرها في أي وقت
معظم مواقع الانترنت لها الحق في تغيير شروط الخدمة في أي وقت ولأي سبب كان. بعض الخدمات مثل Instagram تَعِد مستخدميها بإخبارهم مسبقا عن أي تعديل سيطرأ على شروطها. والبعض الآخر مثل Yahoo لن تخبرهم أبداً. وفي غالب الأحيان تقوم كبرى الشركات مثل Google بإعلامك عن التغيير قبل 14 يوما لمراجعة الشروط الجديدة وامكانية (رفضها) أما في حالة Facebook، فهو أكثر ديمقراطية من خلال وضع الشروط الجديدة التي ستطبق للتصويت قبل البت في تطبيقها.
العبرة من الموضوع: بما أن لكل شركة تعريف مختلف لكل من كلمة fair أو منصف و privacy أو خصوصية فإنه يجب على المستخدمين توخي الحذر والاهتمام أكثر بما يقومون بالموافقة عليه عند تسجيلهم لبياناتهم في هذه المواقع.
ثقافة أونلاين