نيجيريا تحتل المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة وروسيا في العام 2020 من بين أكبر 10 دول من حيث أحجام التداول

يستمر تداول العملات المشفرة في نيجيريا أكثر من أي مكان آخر في العالم تقريباً، مما يعكس فقدان الثقة في أشكال الاستثمار الأكثر تقليدية، وفق ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC“.

ووفقاً لاستطلاع أجرته منصة البيانات “Statista” في العام 2020، فإن 32% من النيجيريين يستخدمون العملات المشفرة، وهي أعلى نسبة في أي بلد في العالم.

وأشارت “BBC” إلى أنّ نيجيريا احتلت المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة وروسيا في العام 2020 من بين أكبر 10 دول من حيث أحجام التداول، إذ حققت أكثر من 400 مليون دولار من المعاملات.

وعلى الرغم من أن نيجيريا قد خرجت من ركودها الثاني في أقل من 5 سنوات، إلا أن المناخ الاقتصادي الصعب لا يزال قائماً، مما يجعل العملات البديلة جذابة.

وخفض البنك المركزي النيجيري قيمة العملة الرسمية بنسبة 24% خلال العام الماضي، وهناك مخاوف من حدوث المزيد من الانخفاض في القيمة بنسبة تصل إلى 10% هذا العام.

وفي غضون ذلك، تستمر الأسعار في الارتفاع، مع ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية إلى أعلى مستوى لها منذ شهر يوليو/تموز 2008.

في نيجيريا.. المواطنون يرون العملات المشفرة كوسيلة للالتفاف حول قيود العملات الأجنبية

نيجيريا.. السكان يُقبلون على استخدام العملات المشفرة بشكل كبير

صورة توضيحية لعملات مشفرة. المصدر: getty

وسردت “BBC” قصة شخص يدعى مايكل أوغو، استثمر في العملات الرقمية، وجاء في تقريرها: “عندما باع أوجو، مؤسس شركة إعلامية في لاغوس، أرضاً يملكها في عام 2018، أدرك أنه بحاجة لاستكشاف فرص استثمارية جديدة. وبالرغم من ارتفاع أرباحه بالعملة المحلية، إلا أن السعر تراجع بالمقارنة مع قيمتها بالدولار الأمريكي بسبب انخفاض قيمة العملة”.

وبحسب “BBC”، يقول أوغو: “كسبت بالعملة المحلية لكنني خسرت بالدولار الأمريكي وعندها أدركت أننا نرجع إلى الوراء وبدأت بالبحث عن بيتكوين”.

وأتت خطوة الاستثمار في العملات الرقمية ثمارها، حيث ربح في بعض عملاته 50 ضعف ما استثمره، ونمت بيتكوين 10 مرات في العام الماضي.

وعلى الرغم من جاذبيتها، فإنّ الاقتصاديين في جميع أنحاء العالم يحذرون من أن عملة بيتكوين وغيرها من العملات المشفرة هي استثمارات عالية المخاطر.

وهناك مخاوف مشروعة من أن ارتفاع قيمة بيتكوين هو رهان تخميني يترك الكثيرين يوماً ما في حالة تعاسة، وفق “BBC”.

ويقول مصرفي دولي مقيم في نيجيريا: “إنها منتج مالي ينطوي على مخاطر تنظيمية محتملة كبيرة، ولم تقرر الحكومات والبنوك المركزية بعد ما إذا كان بإمكانها أو ينبغي لها تنظيمها”.

ويضيف: “لست متأكداً على المستوى التقني من أن الأمان الذي تستخدمه مضمون تماماً، وأعتقد أنه لا تزال هناك بعض الشكوك الفنية”.

وفي محاولة لتنظيم السوق، حظر البنك المركزي النيجيري البنوك من تسهيل المعاملات المتعلقة بالعملات المشفرة في العام 2017، لكن الحظر ظل غير مطبق إلى حد كبير.

وأصدر البنك المركزي النيجيري بياناً في 7 فبراير/شباط أشار فيه إلى ضرورة حماية الناس والبلاد من التهديدات المحتملة التي تشكلها الكيانات غير المعروفة وغير الخاضعة للتنظيم المناسبة للأنشطة غير القانونية.

ويقول العديد من المستثمرين إنهم يستمرون في التداول باستخدام حساباتهم المصرفية الخارجية، وبإمكانهم العودة بسهولة إلى المعاملات من نظير إلى نظير. ويعني هذا أنه بدلاً من تحويل الأموال بين مؤسسة مالية ومنصة تداول العملات المشفرة عبر الإنترنت، يقوم المستثمرون بتحويل الأموال مباشرةً إلى بعضهم بعضاً أو من خلال شخص وسيط أثناء الشراء والبيع.

واستخدم مجتمع العملات المشفرة في نيجيريا هذه الطريقة قبل تطوير النظام البيئي لسوق العملات الافتراضية في البلاد.

ومع هذا، يرى النيجيريون العملات المشفرة كوسيلة للالتفاف حول قيود العملات الأجنبية، حيث هناك الكثير من القيود على ما يمكن فعله وما لا يمكن فعله بالعملة الأجنبية، ويجدون أنه من الأسهل استخدام العملة المشفرة كأداة استثمار.

وسط كثرة الإختراقات الرقمية.. كيف تحافظ على سرية بياناتك في الإنترنت؟

ليس خافياً على الجميع أن الإنترنت أصبح جزءاً مهماً من حياتنا اليومية ، اذ ترتبط به كثير من الأمور من ضمنها أمور عملنا ومراسلاتنا وأحياناً عمليات شرائنا لكثير من الحاجيات خاصة في ظل أزمة جائحة كورونا المستجد وإضطرار كثير من الناس الى إتمام كثير من مهامهم عبر الانترنت ، لذا في ظل التزايد الكبير للمستخدمين للإنترنت حول العالم يسعى كثير من مستخدمي الشبكة العنكبوتية اليوم للحفاظ على سرية بياناتهم عند استعمال هذه التقنية.