أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة –  بواسطة "ماهر دهمان" بالتعاون مع أراجيك

الثلاثينيات هي سنوات تأسيس الأعمال والمهن، إنجاب الأطفال وبناء قاعدة اقتصادية قوية استعداداً للمستقبل القادم، الناس عادة ما يرتكبون بعضاً من الأخطاء أثناء سعيهم إلى تحقيق هذه الأهداف، و للأسف بعض هذه الأخطاء تكلفهم الكثير و الكثير من سنوات العمل.

عدم سداد ديون بطاقات الاعتماد

لكل شيء ميزات و مساوئ، من ميزات بطاقة الاعتماد أنها وسيلة للتسوق وتسديد الفواتير دون الحاجة لحمل الكاش والسداد على الحساب، لكن في حال عدم قدرتك سداد قيمة ما دفعته عبر بطاقات الاعتماد خلال الشهر، فأنت ترتكب خطأً كبيراً، فديون بطاقات الاعتماد ستبقى حملاً عليك لسنوات منهكة قواك المالية.

فلنفترض أن لديك رصيد 1000$ على أي بطاقة اعتماد، إن دفعت الحد الأدنى فقط من المدفوعات المسموحة فسينتهي بك المطاف بألف دولار من الفوائد يتوجب عليك دفعها فوق الألف دولار السابقة، إن لم تتعامل مع الموقف فستبقى عالقاً في هذه الدوامة لفترة طويلة.

عدم تنويع مصادر الدخل
ليس من الصعب التركيز على مجال عمل واحد و استثمار كل وقتك و طاقتك لضمان قوته و استمرار ازدهاره، لكن من الممكن أن تأتي أوقات، تكون وطأة خطر اقتصادي كبير، قد يغلق مديرك شركته بسبب أزمة اقتصادية أو قد تنهار شركتك بسبب انخفاض الطلب على ما تقدمه، ولن يتبقى لديك سوى سيرة ذاتية عديمة النفع.

لتفادي هذا الموقف، من اللازم تنويع وسائل الدخل الخاصة بك، وذلك عن طريق البدء بعمل جانبي يدر عليك بالأموال، أولا ابدء بالأعمال الحرة أو افتتح قناة على موقع youtube، ويمكنك أيضاً التفكير في كتابة كتاب أو تأسيس موقع على الإنترنت، هنالك الكثير من الأشياء التي يمكن فعلها لتكتسب عبرها بعض المال في وقت فراغك.

إنفاق الأموال على المظاهر و الأشياء الثانوية

لا أعلم إن كان هذا جزئاً من الطبيعة البشرية أم لا، لكن هنالك دوماً حاجة ملحّة لدى الناس لأن يظهروا ناجحين أمام الآخرين. و هذه الحاجة تجسد نفسها عبر شراء منزل فاره أو سيارة فخمة أو ملابس من أشهر الماركات، بالإضافة إلى الأثاث باهظ الثمن.

هذه الأشياء ليست رخيصة البتة، و اقتنائك لهذه الأشياء ليست علامة على نجاحك الاقتصادي، بل هي علامة على أنك دوماً تسدد ضربات موجعة إلى حسابك البنكي عبر إنفاقك على أشياء غير ضرورية، لخدمة جانب الغرور فيك فقط. 

غالباً من ينفق بهذه الطريقة، لا ينفق على الأشياء التي تستحق بالفعل أن يُنفق عليها، مثل تسديد القرض أو الادخار لفترة ما بعد التقاعد، ما يفعله ببساطة هو تجميد أمواله في أصول تهتلك ببطء (المنزل) أو تخسر قيمتها بشكل سريع (السيارة و الملابس و الأثاث)، هذا أكبر خطأ.

 تجنب القيام بالتحضيرات المالية الأساسية

عندما تكون صغيراً، من السهل أن تتناسى أن هنالك احتمال أن تتعرض للأذى بسبب حالة طبية أو حادث من الحوادث، لا تعرف فقد تنتهي حياتك مبكراً، لكن غالباً ما نتجنب التفكير في مثل هذه السيناريوهات ونقول هذا لن يحصل إلا بعد 40 أو 50 سنة من الآن، فهذا غير صحيح، الكثير من الأشياء التي تغير (أو تنهي) الحياة قد تحصل في الثلاثينيات، ابتداء بحوادث السيارات و انتهاءً بالأمراض كالسرطان، عدم امتلاكك لخطة أو وصية أو تأمين على الحياة سيكون له تأثير كارثي على من تعيلهم و تحبهم في حياتك بعد غيابك.

الإنفاق بشكل مسرف على الأطفال

كما قلت سابقاً، فالثلاثينيات هي غالباً سنوات تأسيس عائلة وإنجاب أطفال، أن تكون أباً في هذه الأيام يضعك تحت الكثير من الإغراء للشراء وبخاصة الهدايا و الألعاب لأطفالك، نشاطات الشراء هذه عندماً تصبح أمراً روتينياً قد تشكل تهديداً على ثباتك المالي، 

لست مضطراً كل مرة لصرف كل مدخراتك على ترتيب حفلة عيد ميلاد رائعة لابنك و شراء هدية باهظة قد لايحتاجها، أو صرفها على رحلة ليس الهدف منها سوى السباحة و التخييم، عليك التفكير دوماً حيال كون هذا الإنفاق منطقي أم لا.

تأجيل الإدخار لفترة التقاعد
عندما تكون في الثلاثينيات، تبدو كلمة “تقاعد” شيئاً بعيداً عنك. فمازال التقاعد على بعد 30 أو 35 سنة فلماذا تفكير فيه؟

 فعندما تقوم بالادخار بعمر أصغر فإن ذلك سيعود عليك بفائدة أكبر و ستعمل السنوات على زيادة رأس المال و أرباحه، مثلاً إن وضعت مبلغ 1000$ في سوق للأوراق المالية بمعدل ربح 7% بعمر 30 سنة فهذا المبلغ سيصبح 10.677$ ببلوغك الـ 65، استثمار الـ 1000$ نفسها لكن بعمر 45 سيعطيك فقط 3.870$ بعمر الـ 65، الانتظار هو بمثابة ذهاب 6.807$ هباءً، فكلما بدأت مبكراً كان أفضل.

فدائما من اللازم أن تعرف، أن الثلاثينيات هي الوقت الذي عليك أن تعيد تنظيم خطتك المالية فيه لتؤمن على ما تبقى من حياتك، فأنت على الغالب في هذه المرحلة تكون قد أسست عملاً جيداً و مازلت تملك الكثير من الطاقة. بالإضافة إلى أن الوقت و السنوات الكثيرة التي مازالت أمامك و التي ستعمل لصالحك عبر الاستثمار و الادخار .. فلا تفوت هذه الفرصة لأنها لن تعود.