دبي، 2 فبراير (the guardian-أخبار الآن)–
مواقع التراث التي بنيت منذ ما يزيد عن 5000 عام يصبح الكثير منها أنقاضا تحت التراب.في شوارع حلب القديمة حيث كان الناس يمشون و يأكلون ويصلون في سلام طالت الحرب التي لا ترحم و التي تستمر منذ ثلاث سنوات الإرث التاريخي الضخم لهذه المدينة التي تغنى الكثيرون بها على مر التاريخ.
هذه الصورة للمسجد الأموي في حلب، الصورة في الأعلى عام 2012 وفي الأسفل عام 2013.
تصوير:Alamy, Corbis
تكشف الفيديوهات المتعددة للمعارك التي تحدث في سوريا عن بشاعة الدمار الذي لحق بالقرى و المدن المختلفة فدمر الكثير من الإرث الإنساني من جوامع قديمة وكنائس و أسواق ومنازل تعود لآلف السنين.
وهذه الأحداث التي تشهدها سوريا بالإضافة لإزهاق أكثر من 130,000 روح، شردت أكثر من مليونين شخص الى دول مجاورة و مليونين آخرين أجبرتهم الأحداث على النزوح داخل حدودها.سوريا تملك 6 موقع أثرية مسجلة من منظمة اليونسكو أي ما معدله 2000 عام من تاريخ البشرية وجميعها تتعرض للدمار.
الأسواق المسقوفة ساحات للمعارك
في مدينة حلب واحد من أقدم الأسواق المغطاة في العالم تحول إلى دمار حيث أصبح محلا للإشتباكات و المعارك منذ ما يزيد عن 18 شهرا كما قصف سقفه من قبل طائرات النظام.
هذه الصورة للسوق القديم في مدينة حلب، الصورة العلوية من عام 2007 و في الأسفل عام 2013
تصوير :Corbis, Stanley Greene/Noor/Eyevine
تظهر هذه الصور للعالم بشاعة ما تمر به سوريا.فتاريخها الذي ينعكس على عقود من التاريخ البشري أصبح اليوم أنقاضا في أغلبه أخذا معه سلام المدن و القرى التي كانت تحتضنه.
هذه الصورة لمشفى الكندي بحلب،الصورة في الأعلى 2012، في الأسفل 2013
تصوير : Getty
إستهداف القلاع الأثرية
إلى الجنوب حيث المدينة الثالثة في سوريا تقف قلعتها الأثرية التي هي واحدة من قلاع القرون الوسطى الأكثر أهمية في العالم تقف الآن على تلتها شبه مدمرة جراء القصف الذي طالها حيث تعرضت لقذائف مباشرة من طائرات و مدفعية النظام السوري.
مدينة حمص نفسها نالت نصيبا كبيرا من الدمار فشوارع و أحياء بكاملها دمرت كما في هذه الصورة، فلم تعد المدينة الهادئة المحاطة بالأشجار هي نفسها.
الصورة في الأعلى 2011 وفي الأسفل 2014
جوامع أثرية
دمر الشارع وتوسطته دبابة مدمرة كما دمرت المئذنة الأثرية الموجودة تعود الصورة في الأعلى الى 2011 و السفلية الى2013.
تصوير : رويترز
سوريا نسيج حضاري فريد
في مايو 2012 قدمت "إيما كونليف"وهي طالبة دكتوراه في جامعة دورهام وعضو في شبكة التراث العالمي" اليونسكو" تقريرا أعدته عن الأضرار التي لحقت بمواقع التراث السوري، يتضمن التقرير تفاصيل عن نسيج الحضارات التي ساعدت في بناء سوريا المعاصرة.
يقول التقرير "استوطن في سوريا العديد من الحضارات منذ العصر البرونزي، بما في ذلك البابليين والآشوريين والحثيين وبعد ذلك الإغريق، والساسانيين، والفرس، والرومان والعرب، كما جاء الصليبيون من أوروبا وتركت كل هذه الحضارات المتعاقبة بعض من القلاع الأكثر إثارة للإعجاب في العالم.كما تركت الإمبراطورية العثمانية بصمتها أيضا"و كل هذه الثقافات تعايشت مع بعضها منذ أقدم العصور و الأزمان مكونة نسيجا مميزا و خاصا لا يوجد من كان آخر في العالم".
هذه الصورة من سوق باب أنطاكيا في حلب، الصورة في الأعلى من عام 2009 وفي الأسفل بعد تعرضه لهجوم عام 2012.
تصوير :Alamy, Reuters
تقرير اليونسكو:كل المواقع الأثرية لحقها الدمار
ووفقا لهذا التقرير الذي قدم الأسبوع الماضي أضافت الدكتورة : "أن ما تتعرض له سوريا الآن هو خطرا على التراث السوري أكبر من أي وقت مضى.حيث المواقع الأثرية في سوريا غالبا ما تكون في الخطوط الأمامية للصراع وتعاني من أضرار جسيمة.وانخفاض الأمن يعني الى حد بعيد كثرة القتال والنهب.وهذا ما يفقد ليس فقط السوريين ولكن العالم أجمع تراثا غنيا يمكن أن يوفر مصدرا للدخل ومصدر إلهام في المستقبل".
كذلك يتم استخدام صور الأقمار الصناعية لتتبع الدمار الذي لحق بالآثار السورية فوفقا لمدير صندوق التراث العالمي للمشاريع العالمية، دان تومبسون: "كل مواقع التراث العالمي في البلاد تعرضت لأضرار، بما في ذلك مدن مواقع اليونسكو، وعدد كبير من المعالم الأخرى في البلاد كلها قد تضررت، أو دمرت أو تخضع لعمليات نهب شديدة".