دبي، الإمارات، 27 نوفمبر، وكالات، أخبار الآن-

انتهت اليوم أعمال  القمة العالمية للتمويل الإسلامي التي شارك فيها ما يزيد على 2000 مسؤول ورجل أعمال ومستهلك من أنحاء العالم.
يذكر أن دبي ليست الوحيدة التي تتطلع لتكون مركزا للتمويل الإسلامي في العالم. فقد سعت البارونة وارسي وزيرة الدولة البريطانية للشؤون الخارجية في كلمتها في افتتاح المؤتمر إلى طرح اسم بريطانيا أيضا كمركز للتمويل الإسلامي.

افتتح رسميا حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي كان قد أعلن في يناير كانون الثاني خططا لتحويل الإمارة إلى مركز للتمويل الإسلامي.

وأصبح للمنتجات المتوافقة مع الشريعة من مستحضرات التجميل والفنادق إلى السياحة والسفر ومعجون الأسنان سوقا كبيرة في العالم الإسلامي.

وذكر حماد بوعميم الرئيس التنفيذي لغرفة دبي للتجارة والصناعة أن الإمارة ترى فرصة سانحة في هذا القطاع.

وقال بوعميم “إذا نظرنا إلى اقتصاد إسلامي ما في مدينة أو دولة نقدر نقول إنه هي فعلا المركز الآقتصادي الإسلامي. دبي تطمح إلى هذا الشي. هناك مجموعة مبادرات تغطي جميع المحاور الرئيسية سواء الجانب إلمالي.. جانب التأمين.. جانب صناعة الحلال.. السياحة وغيرها من المواضيع اللي نتوقع إن شاء الله بتساهم في دعم مكانة دبي أنها ترتقي.. أنها تكون عاصمة الإقتصاد الإسلامي.”

وكانت الحكومة البريطانية أعلنت في الآونة الأخيرة أنها ستصدر أول صكوك إسلامية. كما عقدت قمة للتمويل الإسلامي في لندن الشهر الماضي.

وتأتي مساعي بريطانيا لطرح اسمها كمركز رائد للتمويل الإسلامي في وقت تشتد فيه المنافسة مع مراكز مالية أخرى في آسيا وفي الشرق الأوسط.

وذكر بوعميم أن من الممكن التعاون مع مدن أخرى في جعل دبي مركزا كبيرا للتمويل الإسلامي.

وقال “عندنا يقين تام بأن هذا الشيء ما يتحقق إلا بالتعاون مع المراكز الأخرى مثل كوالالمبور اللي عندها أكثر من 30 سنة خبرة ولندن أيضا اليوم اللي عندها خطى وطموحها أن تكون عاصمة الغرب الأوروبي الإسلامي فإن شاء الله بالتعاون أيضا نقدر نحقق هذا الشيء.”

ويقدر عدد المسلمين في العالم بزهاء 1.6 مليار نسمة.

وجاء في تقرير لشركتي تومسون رويترز ودينار ستاندرد الاستشارية في نيويورك أن الإنفاق الاستهلاكي للمسلمين على الأغذية والمنتجات الاستهلاكية والكمالية الأخرى في عام 2012 يقدر بنحو 1.62 تريليون دولار.

وقال بوعميم “هناك تحديات وهناك فرص. الكثير يتكلم أن الناتج المحلي الإجمالي للدول الإسلامية يفوق ثمانية تريليون دولار. مجموع سكان الدول الإسلامية أكثر من مليار و600 (ألف) وقيه نمو كبير.”

وذكر طراد محمود الرئيس التنفيذي لمصرف أبوظبي الإسلامي أن نظام التمويل الإسلامي يتمتع “بمصداقية” أكبر من نظام المصارف التقليدية.

وقال “العنصر الأساسي لجذب الزبائن هو عنصر المنفعة.. هو عنصر عدم المفاجأة. البنوك الإسلامية نجحت بشكل باهر في إثبات قدرتها وجدارتها بالمصداقية. ما فيه مفاجئات. رأس المال أمانته فلبنوك الإسلامية أعلى بكثير من البنوك التقليدية. البنوك التقليدية انكسرت في العالم.. أفلست في بريطانيا.. في أمريكا وفي دول أخرى.. في قبرص أخذوا أموال العالم استولوا عليها.”

وما زالت المصارف التقليدية التي تتجاوز أصولها مئة تريليون دولار على البنوك الإسلامية من حيث حجم الأصول.

لكن إرنست آند يونج تقول إن أكبر 20 مصرفا إسلاميا نمت بمعدل 16 بالمئة سنويا في الأعوام الثلاثة الماضية وهو معدل يفوق كثيرا ما حققته البنوك التقليدية.

وأضاف طراد محمود “كان الرهان في البدية أنه هي تجربة يمكن قصيرة الأمد لأنه عم يلبوا طلبات جالية مسلمة من المحافظين المسلمين. لنا 40 سنة شغالين.. البنوك الإسلامية انتشرت ونمت بطريقة أسرع من البنوك التقليدية وبينت أنها أمينة أكثر. فأعتقد أنه هذا الآن سر مكشوف والمنفعة للجميع. وأعتقد أن النمو ح يستمر بطريقة أحسن من البنوك التقليدية لفترة طويلة من الزمن.”

وتبذل دبي أول جهد منظم في العالم للاستفادة من قطاع السلع والخدمات “الحلال” أو المتوافقة مع الشريعة الإسلامية بوضع معايير دولية تنظم القطاع ومنح شهادات اعتماد للجهات المتوافقة مع تلك المعايير.

وقد يبدو من الصعب الترويج لتلك الفكرة في مدينة تنتشر بها المشروبات الكحولية وملابس البحر المكشوفة بين المقيمين الأجانب وملايين السائحين الوافدين كل عام. لكن الإمارة – التي أصبحت مركزا ماليا وتجاريا رائدا بالخليج – قد يكون لديها المهارة التجارية والعلاقات الدولية لإنجاح هذا الجهد.