القاهرة، 23 سبتمبر ، رويترز –
أصابت الأزمة السياسية الراهنة في مصر قطاع السياحة الحيوي بأضرارٍ بالغة وما زالت خسائر شركة مصر للطيران تتوالى مع استمرار عزوف السياح عن زيارة البلد .
وأطلقت الحكومة المصرية العديد من البرامج الترويجية لمحاولة إحياء قطاع السياحة وأعلنت وزارات الطيران المدني والسياحة والدولة للآثار في الآونة الأخيرة إنها تعكف على دراسة المزيد من المبادرات لإنعاش السياحة.
فقدت شركة الطيران الوطنية المصرية مليارات الجنيهات من دخلها السنوي خلال عامين ونصف العام منذ ثورة 25 يناير كانون الثاني 2011 التي أطاحت بحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.
كان آلاف السائحين من شتى أنحاء العالم يزورون منطقة الأهرام وأبو الهول يوميا. كما كانت المنتجعات المصرية المطلة على البحر الأحمر في شبه جزيرة سيناء مقصدا لآلاف السائحين الأوروبيين على مدى شهور العام.
وكانت إيرادات مصر من السياحة قبل الثورة تمثل 11 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. لكن أعمال العنف التي أعقبت عزل مرسي في يوليو تموز الماضي أبعدت النسبة الأكبر من السائحين عن مصر. وأشارت بيانات شركة إس.تي.آر جلوبال لأبحاث الفنادق إلى أن نسبة الإشغال في فنادق القاهرة في شهر يوليو تموز الماضي لم تزد على 17 في المئة مقابل 63 في المئة في العام السابق و70 في المئة في يوليو تموز 2011.
وذكر وزير السياحة المصري هشام زعزوع لرويترز أن تراجع أعداد السائحين يؤثر بدرجة كبيرة على الاقتصاد.
وقال “والله يعني يمكن السياحة هي القاطرة. لأن لما السائح بييجي هو الراكب اللي في الطائرة.. هو الزائر للمعبد أو للأثر عندنا. فإذا السياحة ما تحركت المنظومة كلها بتضبط.. المعادلة كلها بتشتغل صح.”
وتزايدت احتجاجات جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها في مختلف المدن المصرية منذ عزل مرسي. كما شهدت مصر العديد من الهجمات نفذها متشددون إسلاميون منها محاولة فاشلةلاغتيال وزير الداخلية.
وتخوض الحكومة التي يدعمها الجيش حملة تصفها بأنها حرب على الإرهاب والتطرف.
ويصف العديد من وسائل الإعلام جماعة الاخوان التي ينتمي إليها مرسي بأنها عدو للدولة.
وذكر محمد ابراهيم وزير الدولة المصري للآثار أن الدخل من زيارة السائحين للمواقع الأثرية المنتشرة في كل أنحاء البلد يكاد يتوقف.
وقال الوزير “الدخل بتاع وزارة الآثار كان في سنة 2009-2010 يقترب من مليار و374 مليون (جنيه مصر أي 199 مليون و339 ألف دولار). الدخل في 2012-2013 كان وصل 482 مليون (جنيه أي 69 مليون و928 ألف دولار). دخلنا في شهر أغسطس كله تلاتة مليون جنيه (435 ألف دولار).”
وأضاف “احنا بنحاول نعمل افتتاحات جديدة.. بنحاول نجذب الانتباه مرة ثانية.. لكن طبعا كله يعتمد على الجانب الأمني لأن العالم كله بيحس أن الشارع آمن. السياحة ما بتموتش.. السياحة تمرض شوية نتيجة العوامل الأمنية.. لكن إن شاء الله ترجع ثاني.”
وأصدرت حكومات عدة دول تحذيرات لمواطنيها من زيارة مصر منذ اندلاع أعمال العنف في يوليو تموز وأغسطس آب. وأعلنت شركة توماس كوك للسياحة في ألمانيا أنها سوف تستأنف الرحلات إلى مصر من آخر سبتمبر أيلول لكن كثيرا من شركات السياحة الأخرى ما زال مترددا.
وذكر عبد العزيز فاضل وزير الطيران المدني أن الحكومة يتعين أن تواصل جهودها لتوضح للعالم الخارجي أن عزل مرسي لم يكن انقلابا.
وقال فاضل لرويترز “موضوع أن الدول الأوروبية أصدرت توجيهات لرعاياها بعدم السفر إلى مصر دا أثر جامد جدا جدا جدا على حركة السفر أو الحركة السياحية في المناطق السياحية في شرم الشيخ والغردقة وبالتالي برضه على الركاب اللي بييجوا على طائرات مصر للطيران. فالوضع الحالي دلوقت طبعا هو أولا الوضع الأمني وعودة الأمن والاستقرار والجهود الدبلوماسية من وزارة الخارجية ومن الحكومة لإرسال رسالة طمأنينة إلى العالم الخارجي أن فعلا هناك استقرار وأن الحكومة مسيطرة على الموقف الأمني وأن ما حدث في 30 يونيو هو إرادة الشعب المصري وليس انقلاب عسكري وأن احنا ماشيين في مسار الديمقراطية.”
وذكر فاضل أن مصر للطيران تعتمد بصفة رئيسية في الوقت الحالي على رحلات الترانزيت مع استمرار تراجع حركة السفر على طائرات الشركة.
وتحدث الوزير عن حوافز تقدمها الشركة الوطنية للمسافرين قائلا “أعلنا الأسبوع اللي فات أن فيه تخفيض 20 في المئة على تذاكر السفر أو على تذاكر مصر للطيران اللي هي مصدرة من خارج مصر. دا بالنسبة لتنشيط مبيعات الشركة. والكلام دا مستمر في السفر إلى نصف ديسمبر القادم إن شاء الله. ودا الزملاء في القطاع التجاري بيشوفوا وضع السوق إيه وإمتى يحتاجوا أنهم يعملوا نوع من التحفيز للركاب بحيث يجذبوا أكبر عدد من الركاب إلى مصر أو إلى الركوب على طائرات مصر للطيران.”
وقال فاضل إن الآمال في تعافي قطاع السياحة والطيران هذا العام انهارت بعد أن وصلت خسائر مصر للطيران منذ مطلع 2013 إلى 1.6 مليار جنيه مصري.
وتعمل الحكومة حاليا على تحقيق الاستقرار الأمني وملاحقة العناصر المتطرفة والإجرامية لإعادة الشعور بالاطمئنان إلى المواطنين وتشجيع الزوار الأجانب على العودة إلى الآثار والشواطيء وغيرها من عناصر الجذب السياحي.