ما الذي يفسر صمت بشار الأسد إزاء 7 أكتوبر.. وماذا عن علاقته مع حماس؟

لم يبد الرئيس السوري بشار الأسد، أي موقف داعم لحماس منذ بدء حربها مع إسرائيل، إلا عبارة عن بيان يشبه استعراض مهارات كتابية، لمن قام ببيان دعم الهجوم. لكن على الأرض غاب أي دعم سوري لحماس إزاء الحرب، وهو ما لم يكن في حروبها السابقة، فلماذا صمت الأسد؟

على صعيد آخر كشفت خمسة مصادر مطلعة لرويترز أن الحرس الثوري الإيراني قلص انتشار كبار ضباطه في سوريا بسبب سلسلة من الضربات الإسرائيلية القاتلة، مشيرةً إلى أنه سيعتمد بشكل أكبر على الفصائل المتحالفة معه للحفاظ على نفوذه هناك.

وعانى الحرس الثوري من واحدة من أكثر فتراته إيلاما في سوريا منذ وصوله قبل عشر سنوات لمساعدة الرئيس بشار الأسد في الحرب السورية.

ومنذ ديسمبر/كانون الأول، قتلت الغارات الإسرائيلية أكثر من ستة من أعضائها، من بينهم أحد كبار جنرالات الاستخبارات في الحرس الثوري.

وقالت ثلاثة من المصادر لرويترز إنه في الوقت الذي يطالب فيه المتشددون في طهران بالانتقام، فإن قرار إيران سحب كبار ضباطها يرجع جزئيا إلى نفورها من الانجرار مباشرة إلى صراع محتدم في الشرق الأوسط.

وبينما قالت المصادر إن إيران ليس لديها نية للانسحاب من سوريا – وهي جزء رئيسي من مجال نفوذ طهران – فإن إعادة التفكير تسلط الضوء على كيفية ظهور عواقب الحرب التي أشعلها هجوم حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل في المنطقة.

وناقشت حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن هذه التفاصيل، وتأثيراتها، وأسباب صمت الأسد عما حصل في 7 أكتوبر، وإمكانية انسلاخه عن الإيرانيين.

حول ذلك قال منسق مجلس إدارة تيار الحرية والتغيير سليمان الكفيري إن “النظام السوري لا يستطيع الآن أن ينسلخ تماماً عن الإيرانيين لأنهم تغلغلوا في كل مؤسسات النظام”.

 

وتابع القول: “الإيرانيون يعبثون فساداً ذو طابع أخلاقي وديني في سوريا وأحيوا منابر شيعية ليقولوا للآخرين إن الثورة السورية هي انتفاضة سنية”.

وأكد أن “الامتيازات الإيرانية في الجنوب السوري لم تلق دعماً جماهيرياً فلجؤوا إلى تجارة المخدرات”. مشيرًا إلى أن “مصانع المخدرات موجودة ومعروفة ولم يقصف حتى الآن مركز صناعة الكبتاغون ولا في أي منطقة”.

ما هو سر صمت بشار الأسد منذ بداية أحداث 7 أكتوبر؟

وأردف: “الإيرانيون يريدون افتعال مشاكل دينية لتمشية مصالحهم”.

وأكمل حديثه: “النظام السوري ليحد من تأثير الإيرانيين فلا بد أن يكون هناك بدائل دولية تدعمه، لأنه بلا دعم روسي أو إيراني لانتصر الشعب السوري من البدايات”.

وشدد على أن “الخلاص من الطغمة الإيرانية تحتاج إلى ثورة وطنية تحررية جديدة لنكنس الإيرانيين مع الروس من الأرض السورية”.

بدوره أكد الضابط السابق في شعبة الأمن السياسي العميد منير الحريري أن “القرار في سوريا ليس بيد بشار الأسد، فهو بيد الإيرانيين أولاً ثم الروس”.

وأضاف: “هناك احتمالان يفسران صمت الأسد إزاء أحداث 7 أكتوبر.. إما أن ذلك فرض من قبل إيران، أو أنه العداء بين الأسد وحماس”.

ما هو سر صمت بشار الأسد منذ بداية أحداث 7 أكتوبر؟

ولفت إلى أن “قادة حماس أعلنوها مرات عدة أنهم تعرضوا للغدر، بمعنى أنها كان من المفترض أن تكون حرباً شاملة من كل الجبهات”.

وأكمل: “في بداية الحراك الثوري السوري، أيدت حماس الثورة، فلاحق الأسد قادتها هناك”.

وواصل: “الحرب الموجودة على حدود لبنان هي عبارة عن تمثيلية، وإسرائيل تستهدف قرى سنية ومسيحية على الحدود ولا تستهدف قرى شيعية”.

 

وسعت إيران، الداعمة لحماس، إلى البقاء خارج الصراع نفسه حتى في الوقت الذي تدعم فيه الجماعات التي دخلت المعركة من لبنان واليمن والعراق وسوريا – ما يسمى “محور المقاومة” المعادي لإسرائيل وما تسمّيه المصالح الأمريكية.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الحرب السورية. وبينما كان من بين هؤلاء أعضاء من الحرس الثوري، الذين يعملون رسميًا كمستشارين، فإن الجزء الأكبر منهم كانوا من رجال الميليشيات الشيعية من جميع أنحاء المنطقة.

وفي سياق منفصل، قتل العشرات في قصف إسرائيلي استهدف مختلف أنحاء قطاع غزة خلال الليل فيما تدور معارك الأحد في جنوب القطاع المحاصر بينما تدرس حماس مقترحا يهدف لإيقاف الحرب المتواصلة منذ تشرين الأول/أكتوبر.

في الأثناء، بدأ وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أول جولة له في الشرق الأوسط منذ تولى المنصب، بهدف الضغط لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، بينما يتوقع وصول نظيره الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة في وقت وشيك.

وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن القصف الإسرائيلي أودى بـ127 شخصا خلال الساعات الـ24 الأخيرة.

وذكر مراسل فرانس برس بأن القصف الإسرائيلي استهدف خان يونس ورفح جنوبا التي تؤوي مئات آلاف النازحين الفارين من المعارك منذ تشرين الأول/أكتوبر والتي حذّرت إسرائيل من احتمال تقدّم قوّاتها البريّة باتّجاهها.

أعلن الجيش الأحد أن قواته دهمت “مجمّعا يستخدمه قائد كتيبة حماس في خان يونس” وصادر أسلحة، مؤكدا أن ضربات جوية وبحرية استهدفت المدينة.

وأشار إلى مقتل عدد من المسلحين بعدما حاولوا مهاجمة قوات إسرائيلية.

وفي وقت تقترب الحرب من دخول شهرها الخامس الأربعاء، يضغط الوسطاء الدوليون للتوصل إلى اتفاق هدنة طُرح خلال اجتماع استضافته باريس لكبار المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين والمصريين والقطريين.