مناقشات رباعية مستمرة للعمل على وقف إطلاق النار في غزة

أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن أمله بأن يبدأ وقف إطلاق النار في غزة بحلول بداية الأسبوع المقبل.

وأضاف بايدن خلال زيارة إلى نيويورك، الاثنين، إنه يأمل في تطبيق وقف إطلاق النار بحلول يوم الاثنين المقبل الرابع من مارس.

وأوضح الرئيس الأمريكي: “مستشار الأمن القومي أخبرني أننا قريبون من الاتفاق على وقف لإطلاق النار في غزة، لكن لم ننته بعد من العمل عليه”.

وتحاول الدول الوسيطة، قطر ومصر والولايات المتحدة التفاوض بشأن تسوية بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى هدنة.

وأكد مصدر من حماس أن المناقشات تركز على المرحلة الأولى من خطة وضعها الوسطاء في كانون الثاني/يناير، وتنص على هدنة مدتها ستة أسابيع مرتبطة بالإفراج عن رهائن تحتجزهم حماس وسجناء فلسطينيين تحتجزهم اسرائيل، فضلاً عن دخول كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

لكن إسرائيل تطالب بالإفراج عن جميع الرهائن خلال فترة الهدنة، وأعلنت أن الهدنة لن تعني نهاية الحرب.

وتطالب حماس من جانبها بوقف كامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ورفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ العام 2007.

الهدنة “ستؤجل فقط” اجتياح رفح

وكانت قد توعدت إسرائيل الأحد، بشن هجوم بري واجتياح رفح المكتظة في جنوب قطاع غزة، رغم المفاوضات الجارية للتوصل إلى هدنة جديدة في الحرب ضد حماس.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقناة “سي بي إس” الأمريكية إن التوصل إلى اتفاق هدنة لن يؤدي إلا إلى “تأخير” الهجوم على المدينة التي يتجمع فيها ما يقرب من مليون ونصف مليون مدني على الحدود المغلقة مع مصر، وفق أرقام الأمم المتحدة.

وصرّح نتنياهو “إذا توصلنا إلى اتفاق فسوف تتأخر (العملية) إلى حد ما، لكنها ستتم”، مضيفا “إذا لم يحصل اتفاق، فسنقوم بها على أي حال. يجب أن تتم، لأن النصر الكامل هو هدفنا، والنصر الكامل في متناول اليد – ليس بعد أشهر، بل بعد أسابيع، بمجرد أن نبدأ العملية”.

بايدن يتحدث عن وقف إطلاق النار في غزة بحلول هذا الموعد

وبينما تستمر المحادثات في قطر، يحتدم القتال بين الجيش الإسرائيلي وحماس خصوصا في مدينة خان يونس المدمرة، على بعد بضعة كيلومترات شمال رفح.

وأحصت وزارة الصحة التابعة لحماس الأحد، سقوط 86 قتيلا خلال 24 ساعة في أنحاء القطاع الفلسطيني.

يستمر الوضع الإنساني في التدهور في القطاع حيث بات حوالى 2,2 مليون شخص، هم الغالبية العظمى من سكّانه، مهدّدين بخطر “مجاعة جماعية”، وفق الأمم المتحدة.

ويخضع إدخال المساعدات إلى غزّة لموافقة إسرائيل، ويصل الدعم الإنساني الشحيح إلى القطاع بشكل أساسي عبر معبر رفح مع مصر، لكنّ نقله إلى الشمال صعب بسبب الدمار والقتال.

نتيجة ذلك، دفع نقص الغذاء مئات الأشخاص إلى مغادرة شمال القطاع حيث يوجد 300 ألف شخص باتجاه الوسط، وفق ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس الأحد.

وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الأحد إنه لا يزال من الممكن “تجنب” المجاعة في غزة إذا سمحت إسرائيل للوكالات الإنسانية بإدخال المزيد من المساعدات.

وأضاف لازاريني عبر منصة إكس “إنها كارثة من صنع الإنسان (…) وقد التزم العالم بعدم السماح بالمجاعة مجددا”.

بايدن يتحدث عن وقف إطلاق النار في غزة بحلول هذا الموعد

سياسة التجويع

بين من غادروا شمال القطاع سمير عبد ربه (27 عاما) الذي وصل من جباليا إلى النصيرات صباح الأحد، نازحا بسبب الجوع مع زوجته وطفلته التي تبلغ عاما ونصف العام.

وقال لوكالة فرانس برس “جئت مشيا على الأقدام من شمال غزة من عزبة عبد ربه… لا أستطيع أن أصف كمية المجاعة هناك… عندي بنت صغيرة عمرها عام ونصف، لا يوجد حليب. أحاول أن أطعمها الخبز الذي أصنعه من بقايا العلف والذرة، لا تهضمه، لا مغيث، أملنا كبير فقط بربنا”.

من جهته، قال مصدر قيادي في حماس لوكالة فرانس برس الأحد “قتل شعبنا بالتجويع في غزة وشمالي القطاع جريمة إبادة جماعية تهدد مسار المفاوضات برمته”.

واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بعدما نفّذت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1160 شخصا غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيليّة رسميّة.

كما احتُجز خلال الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 130 منهم ما زالوا في غزّة، ويُعتقد أنّ 31 منهم لقوا حتفهم.

وأكد الجيش الإسرائيلي الأحد، مقتل الجندي عوز دانيال (19 عاما) الذي “ما زالت جثته محتجزة لدى حماس”، وفقا لمنتدى الرهائن والعائلات المفقودة الذي ذكر أن عوز قتل خلال هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وتعهّدت إسرائيل ردا على الهجوم، بـ”القضاء” على حماس التي تحكم غزة منذ 2007 والتي تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، “منظمة إرهابية”. وتردّ إسرائيل على الهجوم بقصف مدمّر على قطاع غزة وعمليات برية منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر ما تسبّب بمقتل 29692 فلسطينيا، غالبيتهم العظمى من المدنيين، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة.

وتعلن الوزارة عن سقوط نحو حوالى مئة قتيل يوميا في قطاع غزة، نتيجة القصف.

بايدن يتحدث عن وقف إطلاق النار في غزة بحلول هذا الموعد

“تفاهم” مبدئي حول اتفاق هدنة

أعلنت الولايات المتحدة الأحد، أن المحادثات التي جرت في باريس قادت إلى “تفاهم” حول اتفاق محتمل يقضي بإطلاق حماس سراح رهائن ووقف جديد لإطلاق النار في قطاع غزة.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان لشبكة سي إن إن “اجتمع ممثلو إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر في باريس وتوصلوا إلى تفاهم بين الدول الأربع حول الملامح الأساسية لاتفاق رهائن لوقف مؤقت لإطلاق النار”.

رفض ساليفان الخوض في التفاصيل، لكنه أوضح أن الاتفاق “لا يزال قيد التفاوض بشأن تفاصيله. ولا بد من إجراء نقاشات مع حماس عبر قطر ومصر، لأنه في نهاية المطاف سيتعين عليها الموافقة على إطلاق سراح الرهائن”.

وتابع “هذا العمل جار. ونأمل أن نتمكن في الأيام المقبلة من الوصول إلى نقطة يكون فيها بالفعل اتفاق متماسك ونهائي بشأن هذه القضية”.

في الأثناء، نقلت قناة فضائية مصرية الأحد عن مصادر مطلعة أن المحادثات استؤنفت في الدوحة وستعقبها جولة نقاشات أخرى في القاهرة بمشاركة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين ومن حماس.

ونقلت قناة “القاهرة الإخبارية” عن مصادر مصرية “استئناف مفاوضات التهدئة بقطاع غزة، من خلال اجتماعات على مستوى المختصين تعقد بالعاصمة القطرية الدوحة، وأخرى تعقبها في القاهرة” حيث التقى مديرو الاستخبارات المصرية والأمريكية والإسرائيلية ورئيس الوزراء القطري في 13 شباط/فبراير.

وتابعت “مباحثات الدوحة والقاهرة تجرى بمشاركة مختصين من مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل، بالإضافة إلى وفد من حركة حماس”.

وكان وفد إسرائيلي برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنيع زار باريس الجمعة لإجراء محادثات حول الهدنة.

وأفاد مصدر في حماس لوكالة فرانس برس إنه تم اقتراح “بعض التعديلات الجديدة” بشأن القضايا الخلافية، لكن “إسرائيل لم تقدم أي موقف جوهري بشأن شروط وقف إطلاق النار والانسحاب من قطاع غزة”.

ووصف نتنياهو مطلب سحب قواته بأنه “خيالي”.

بايدن يتحدث عن وقف إطلاق النار في غزة بحلول هذا الموعد

رفح “المعقل الأخير”

لكن للتوصل إلى اتفاق تشترط إسرائيل “الإفراج عن جميع الرهائن، بدءاً بجميع النساء”، وفق ما أعلن تساحي هنغبي، مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء.

وحتى إذا تم ذلك فإن “مثل هذا الاتفاق لا يعني نهاية الحرب”، وفق هنغبي.

تطالب حماس من جانبها بوقف كامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وتوفير مأوى آمن لمئات الآلاف من المدنيين الذين شردتهم الحرب.

في الأثناء، يتزايد القلق حول مصير مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع حيث يتكدّس ما لا يقل عن 1,4 مليون شخص، معظمهم نازحون، بسبب العملية البرية التي يُعدّ لها الجيش الإسرائيلي.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي السبت أنّه سيجمع “في بداية الأسبوع مجلس الوزراء للموافقة على الخطط العملياتية في رفح بما في ذلك إجلاء السكان المدنيين” من “المعقل الأخير” لحماس.

وأظهرت صور لوكالة فرانس برس تجدد القصف في المدينة الأحد، في حين استمر القتال أيضا في بيت لاهيا وحي الزيتون شمال قطاع غزة.

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد أن العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله في لبنان لن تتوقف، حتى وإن تم التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار والإفراج عن رهائن في غزة.

وتفقّد الوزير مقر القيادة العسكرية الشمالية في صفد الذي أصيب في وقت سابق من الشهر الحالي بصاروخ أطلق من جنوب لبنان وأسفر عن مقتل جندية.

من جهته، حذّر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأحد خلال استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان من خطورة مواصلة إسرائيل هجومها على غزة في شهر رمضان الذي يحل في آذار/مارس، مؤكدا ان هذا “الأمر سيزيد من خطر توسع الصراع”.

وأكد الملك “ضرورة بذل أقصى الجهود للتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين الأبرياء”.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي أدت بلاده دور الوساطة الرئيسي في حرب غزة، سيزور باريس هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع الرئيس إيمانويل ماكرون.