أطفال غزة تحت القصف.. قصص دامية من الألم والصمود

أطفال غزة، الحلقة الأضعف في الحرب.. كان لهذه الحرب أثر مدمر عليهم وعلى مستقبلهم وأحلامهم البريئة، فالطفلة سما ابنة ال 9 اعوام أصبح حلمها هو العودة لمنزلها وهذا يغنيها عن باقي احلام الطفولة!

سما، طفلة فلسطينية مليئة بالأمل والطموح كانت أيامها مليئة بالضحك واللعب مع أصدقائها في حيها الصغير كانت تعشق مدرستها مكان حيوي مليئٌ بالألوان والمعرفة، حيث تلتقي بأصدقائها وتتعلم أشياء جديدة كل يوم.

ولكن، جاءت حرب غزة وتغير كل شيء بدأ القصف والقتال يحيط بمنزلها، وانعدم الأمان التي اعتادت عليه اضطرت عائلتُها مغادرة المنزل، تاركة كل ما تملك. تغير كل شيء، فسما بدل أن تلعب وتغني وتفرح أصبحت تتحدث عن مأساة وطن سلبت أرضه ودمرت ليكون هدفها الوحيد الحفاظ على أطلاله.

استبدال جدران المنزل بخيام في مراكز الإيواء لم يكن قلب سما يدق بلهفة للوصول إلى المأوى الآمن بقدر ما دق خوفاً من ضياع طفولة وحاضر ومستقبل لا تملك فيه حق المشاركة.

أخبار الآن التقت سما في مخيم جباليا شمال قطاع غزة والتي عبرت عن اشتياقها لحياتها القديمة قبل الحرب قائلةً: “الوضع صعب جداً تغيرت حياتي كلياً، اشتقت كثيراً لأصحابي ومدرستي وهنا لا يوجد لدي أصحاب. يوجد شح بالمياه وكل يوم أقف ساعات في طوابير لتجميع الماء وشربها، الكل يريد أن يشرب، أمضي وقتي بالبحث عن مياه. عندما أتذكر منزلي الذي دمرته الحرب، لا أستطيع إلا أن أشعر بالحزن العميق والشوق الشديد”.

وتابعت: “أريد أن أستمتع بطفولتي كما يفعل الأطفال في أماكن أخرى، بدون القلق بشأن الحصول على الماء. حلمي الوحيد هو العودة إلى منزلي، إلى أرضنا، حيث كانت ألعابي وأحلامي تتجسد. لم يكن يجب أن نخسر كل هذا، أريد فقط أن أعيش بسلام، وأن أكون مع عائلتي وأصدقائي بدون خوف من القصف أو الحروب. أتمنى أن يعود كل شيء كما كان”.

أطفال غزة.. قصة تعجز الكلمات عن سرد تفاصيلها

أخبار الآن ترصد أوضاع الأطفال الصعبة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة

أطفال غزة سلبت طفولتهم لتعطى لهم مرحلة النضوج كسرعة البرق فعندما تتحدث إليهم لا تشعر أنك تخاطب طفلاً بل إنسان ناضجاً وقيادياً ملماً بقضيته عاشق لوطنه.

طفولة سما أصبحت مرهونة برحلة يومية تتكرر عدة مرات لتجميع قطرات الماء لتوفير مياه الشرب لعائلتها، فهؤلاء الأطفال استبدلوا طوابير المدرسة بطوابير الحصول على الخبز والماء والحطب واستبدلوا ساحات اللعب والمرح بزقاق مخيمات اللواء الضيقة، سما ورغم صغر سنها، تمثل كافة أطفال غزة فهم يفهمون بوضوح الظروف الصعبة التي تحيط عائلاتهم ومجتمعهم.

تتحول الأطفال في تلك المناطق المتضررة بسبب النزاعات إلى شهود على العنف والدمار، ويتحملون عبء المسؤولية المبكرة للتعبير عن الظلم والاضطهاد الذي يعانونهم وعائلاتهم.

اليونيسف: لا يوجد مكان آمن لأطفال غزة مع تفاقم الأزمة الإنسانية

وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف يواجه أطفال غزة خطر الموت يومياً، فمع ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض، وانخفاض التغذية وغيرها من المشاكل بظل استمرار التصعيد، مما له تأثيرات كارثية على الأطفال والأسر، إذ يموت الأطفال بمعدل مقلق وفق اليونيسف، قُتل ما يقارب 13.000 طفل في هذا الصراع الحالي وإصابة آلاف آخرين. ويُقدّر أن 1.7 مليون شخص في قطاع غزة هُجّروا داخلياً، وأكثر من نصفهم أطفال

أطفال غزة.. قصة تعجز الكلمات عن سرد تفاصيلها

ولا يحصلون على ما يكفي من الماء والغذاء والوقود والدواء. هناك أكثر من 600 ألف طفل محاصرون في رفح وحدها، وليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه.

وخلال ذلك كله، يظل الأطفال معزولين عن الرعاية النفسية والاجتماعية. وحتى قبل التصعيد الأخير بحسب يونيسف، تمّ تحديد أكثر من 500,000 طفل في غزة في حاجة إلى دعم الصحة العقلية ودعم نفسي اجتماعي. واليوم، يتعرّض كل طفل لأحداث وصدمات مؤلمة للغاية، وإلى الدمار والتهجير على نطاق واسع. وفي الوقت نفسه، يتعرض الأباء والأمهات والقائمون على الرعاية أنفسهم إلى ضغوط نفسية شديدة وفق منظمة يونيسف.

وحذرت اليونيسف من أن قطاع غزة الذي يعيش فيه 2.3 مليون فلسطيني، على حافة الدمار والمجاعة وأنّ عدد القتلى في غزة سيرتفع بشكل كبير إذا ظهرت أزمة إنسانية وتُركت لتتفاقم.

شاهدوا أيضاً: وردة مرسومة .. بوابة أطفال غزة إلى الحياة