كوب28 يختتم أعماله في دبي اليوم

تواصلت المفاوضات في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) حتى وقت متأخر من ليل الإثنين-الثلاثاء بشأن مشروع الاتفاق الذي اقترحته الرئاسة الإماراتية للمؤتمر ولاقى رفضًا واسعًا لافتقاره إلى الطموح في التخلي عن الوقود الأحفوري.

وفي ساعات الفجر الأولى من الثلاثاء، اليوم الذي يُفترض فيه أن تختتم أعمال المؤتمر في دبي، كرّرت الدول الغربية والدول الجزرية إضافة إلى دول إفريقية وأمريكية لاتينية معارضتها للنصّ المقترح خلال جلسة مغلقة.

وفي مستهلّ ليلة مشاورات طويلة، قال المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري “إنه آخر مؤتمر كوب ستتاح لنا فيه فرصة الإبقاء على هدف “حصر الاحترار المناخي بـ1,5 درجة مئوية قابل للتحقيق”.

كوب28.. الوقود الأحفوري أزمة تعيق التوصل إلى اتفاق حول حماية الكوكب

وأفاد مندوبون ومصدر مقرّب من الرئاسة الإماراتية للمؤتمر أنه يؤمل في أن ينشر صباح الثلاثاء نصّ جديدً يكون ثمرة المفاوضات الليلة في اليوم الثالث عشر من المؤتمر.

إلا أنّ هدف رئيس المؤتمر الإماراتي سلطان الجابر إعلان اتفاق تاريخي الثلاثاء في الذكرى السنوية لاتفاق باريس، بات الآن غير قابل للتحقّق بالنسبة للعديد من المندوبين.

وقالت وزيرة  الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن هذا الأمر لا يمثل “مشكلة بالنسبة للوفد الأوروبي، لدينا وقت وقد استعدّينا للبقاء لفترة أطول قليلًا”.

واقترح الجابر الذي يشغل أيضًا منصب رئيس شركة “أدنوك” النفطية العملاقة، مشروع اتفاق يترك الحرية الكاملة للدول في اختيار طريقتها لـ”خفض” استخدام الوقود الأحفوري.

والنصّ المؤلف من 21 صفحة لم يعد يحدد أي هدف مشترك “للتخلي” عن النفط والغاز والفحم، كما كانت تضمّنت النسخ السابقة منه ما كان سيُشكّل قرارًا تاريخيًا لو تمّ تبنيه بإجماع 194 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي وهي الأطراف الموقّعة على اتفاق باريس.

كوب28.. الوقود الأحفوري أزمة تعيق التوصل إلى اتفاق حول حماية الكوكب

ومصادر الطاقة الأحفورية مسؤولة عن حوالى ثلثَي انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم. وتتسبّب هذه الغازات بالاحترار المناخي وتداعياته الكارثية جفاف وموجات حرّ وفيضانات.

وفي حال لم يتمّ تخفيض 43% من الانبعاثات مقارنة بما كانت عليه في العام 2019، فإنّ ارتفاع درجة حرارة الأرض بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية قد يبلغ 1,5 درجة مئوية اعتباراً من مطلع العقد المقبل.

وتسبب استهلاك الوقود الأحفوري منذ القرن التاسع عشر بارتفاع حرارة الأرض بمقدار 1,2 درجة مئوية.

كوب28.. الوقود الأحفوري أزمة تعيق التوصل إلى اتفاق حول حماية الكوكب

اعتراض على القرار

وبعد نشر مشروع الاتفاق، قال وزير الموارد الطبيعية في جزر مارشال ورئيس وفدها، إنّ “جمهورية جزر مارشال لم تأتِ إلى هنا لتوقّع أمر إعدامها”.

واعتبر الاتحاد الأوروبي النصّ “غير كافٍ” ودعت الولايات المتحدة إلى “تقوية” صيغته.

وندّدت منظمات غير حكومية بمشروع يعدّد الكثير من الخيارات غير الملزمة، ووصفه خبراء بأنه “لائحة تسوّق”، إذ إنّه يضع على قدم المساواة تطوير قدرات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية والهيدروجين وتقنيات احتجاز الكربون.

كوب28.. الوقود الأحفوري أزمة تعيق التوصل إلى اتفاق حول حماية الكوكب

وقالت وزيرة انتقال الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشيه “هناك عناصر غير مقبولة كما وردت”.

لكنّ مصدرًا في الرئاسة الإماراتية لمؤتمر كوب28 رأى في كلّ هذا “حركة انفتاح وينبغي الانطلاق منه والبناء عليه”.

ويسعى الجابر منذ أيام عدة إلى إيجاد نقطة توازن بين السعودية وحلفائها من جهة وأكثر من 100 دولة من جهة أخرى تريد أن يتضمن النصّ الختامي دعوة مباشرة إلى التخلّي عن الوقود الأحفوري.

وتتّجه الأنظار أيضًا إلى الصين والولايات المتحدة، البلدين المسؤولين عن 41% من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم