أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (صحف)

نجحت الايزيدية ليلى (35 عاما) بالوصول الى عائلتها النازحة في دهوك العراقية قبل شهر تقريباً، هاربة من تنظيم داعش الذي استعبدها طوال ثلاث سنوات. إنها واحدة من عشرات القصص لناجيات اختطفهن التنظيم المتشدد في 3 آب / أغسطس 2014، الا أن المختلف في قصة ليلى أنها تمكنت من التحايل على عناصر التنظيم والهرب مع أطفالها الثلاثة.

إقرأ أيضا:  3 سوريات تزوجن بـ"دواعش" أجانب.. وأطفالهن مكتومو القيد

وتروي الناجية الايزيدية قصة اختطافها ونجاتها: "في بداية الأمر، قبل ثلاثة أعوام (3 آب / أغسطس 2014)، اختطفونا أنا والنساء والفتيات الأخريات من منازلنا، حيث فرقونا عن الرجال وغرقنا في موجة من الذعر والهلع". لم تستغرق ليلى في توضيح لحظات الخوف التي رافقت عملية اختطافها هي واطفالها من منزلها بجبل سنجار، إذ لم تملك أمام سردها المر إلا البكاء، فانتقلت الى باقي تفاصيل تنقلاتها داخل معسكرات التنظيم المتطرف في العراق وسوريا. وتواصل: "نقلونا الى قضاء تلعفر (غرب الموصل)، ومنه الى مدينة الرقة السورية، وأسكنونا في مقر تابع للتنظيم، ثم قام عناصره بعد ذلك بتوزيعنا على مقراتهم الأخرى".

 
وتعرضت الأم الايزيدية الشابة الى التعذيب والاعتداء الجنسي لمرات عدة من قبل عناصر التنظيم فور وصولها مع 900 ايزيدية من مختلف الاعمار الى الميادين السورية. وتعرض تفاصيل بيعها بين عناصر داعش لاغراض الاستبعاد الجنسي والتنظيف والطبخ في المنازل والمقرات: "أحد عناصر التنظيم، بعد أن قام بأخذي الى منزله، باعني بمبلغ 400 دولار الى شخص يدعى أبو سياف السوري (24 عاما)، هو أحد أمراء التنظيم، والمسؤول عن التسليح في ما يسمى "ولاية بلدية الصفاف" بمدينة الطبَقة السورية، واسمه الحقيقي رضوان كما فهمت بعد ذلك". 

إقرأ أيضا:  في الذكرى الـ3 لهجوم سنجار.. 6000 مختطف إيزيدي لدى داعش

وتشير: "بقيت معه أنا وأولادي في الطبَقة لمدة أسبوع واحد، وبعد حصول مشاكل له مع أهل خطيبته بسببي قام ببيعي الى شخص يسمى أبو براء الحلبي، وهو أحد تجار ما يسمى بالجواري، بقيمة 400 دولار". وتردف الناجية الايزيدية: "بقيت مع أبو براء لمدة أربعة أشهر وعملت كخادمة في مقره بالميادين، ثم باعني بـ400 دولار ايضاً الى شخص يدعى أبو زين السوري وهو أحد قياديي التنظيم في مدينة الطبقة، وسكنت مع أولادي بمقره في دير للمسيحيين، لمدة سنة وخمسة أشهر تقريبا".. مستدركة: "بعد ذلك أرجعني الى أبو براء (تاجر الجواري) حيث قام ببيعي الى قيادي في التنظيم يدعى أبو مهاجر السوري، وقضيت معه ثلاثة أشهر في الرقة السورية، ثم بعد ذلك ارجعني الى التاجر الحلبي (ابو براء) والذي قام ببيعي الى قيادي آخر في التنظيم يدعى فلاح الجزراوي، بمبلغ 4500 دولار". وتستطرد: "خلال فترة تواجدي مع عناصر داعش كنت اقوم بأعمال شاقة مختلفة في بيوت ومقرات التنظيم"، لافتة الى أنه "خلال قيامي بأداء تلك الأعمال كان يتم الاعتداء عليّ من قبل ضيوف المقر أو البيت الذي كنت أسكن فيه".

 لم تكن ليلى هي الوحيدة من عائلتها المختطفة لدى داعش، بل كان لديها شقيقة تبلغ من العمر 30 عاما وهي متزوجة ايضا، إذ رأتها بالصدفة في الرقة سبية لدى شخص ملقب بالجزراوي ايضاً ويدعى أبو نداء (قريب لفلاح الجزراوي).
 وتنوه الى أن "فلاح الجزراوي كان أكثر الأشخاص الذين تعاملوا معي بقسوة حتى أنه قام بدهس قدم طفلي الصغير ليحرق قلبي، وطلب مني اعتناق الاسلام حتى اكون حرة غير عبدة"، مشيرة الى أن "هذا الامر دفعني الى اظهار الاسلام، وتقديم شكوى ضده في مقر التنظيم بالميادين (السورية)".. "ثم نقلوني مع أطفالي الثلاثة الى المطاف في الميادين السورية، وهو عبارة عن مكان يضم نساء داعش المسلمات من المطلقات والارامل، وبقيت هناك نحو 9 أشهر، ثم قررت الفرار مع أطفالي الثلاثة بالاتفاق مع وسطاء ساعدوني في عملية الوصول الى دهوك مرورا بالقامشلي الحدودية". وأشارت الى أن ابنتها (9 اعوام) ظلت عالقة في منطقة القامشلي، للتحقيق معها من قبل حزب العمال الكردستاني الذي يتواجد في المنطقة.

إقرأ أيضا:  داعش يقتل إيزيديات حرقا رفضن العمل كجواري في الموصل

ولتسليط الضوء على قصة هربها، يقول زوج العراقية الايزيدية المفرج عنها، مشترطاً عدم ذكر اسمه لأسباب خاصة إن "أحد الاقارب أبلغني بأن صور زوجتي وأبنائي تم عرضها بالمزاد للبيع، وبعد أن تم الاتصال بوسطاء يعملون مع داعش، قمت بشراء زوجتي وابني البالغ أربع سنوات بمبلغ 20 ألف دولار من فلاح الجزراوي".

 ويضيف: "بعدها بفترة تم عرض صورة ابنتي البالغة 9 أعوام، وقد اشتريتها بمبلغ 1600 دولار من الجزراوي ذاته"، لافتا الى أن "قوات حزب العمال الكردستاني أبلغتني بالعثور على ابنتي في منطقة القامشلي، وأنهم سيقومون بتسليمها لي بعد إكمال بعض التحقيقات والاجراءات معها".

 ويروي وائل مراد وهو ناشط في مجال انقاذ الايزيديات من قبضة التنظيم، تفاصيل عملية شراء الايزيديات المختطَفات لدى التنظيم، قائلا "نحن نتعامل مع المهربين ممن لديهم علاقة مع عناصر تنظيم داعش في سوريا". وفيما أشار الى أن "المهربين يبعثون لنا عبر خدمة الواتساب على الموبايل بين فترة واخرى صوراً لفتيات ايزيديات معروضات للبيع في سوق النخاسة، نقوم بدورنا بإيصال الصور الى العوائل الايزيدية لكي يتعرفوا عليها، وبعدها تتفاوض عائلة صاحبة الصورة بالتعاون معنا مع المهرب على قيمة المبلغ المطلوب، يقوم المهرب بالاتفاق مع داعش بالسماح للمخطوفة ان تتحدث مع ذويها عبر الواتساب وتطمئنهم انها لدى المهرب حالياً".

ومنذ سيطرة التنظيم على سنجار، اشتهر بين الايزيدين اسم الرجل الخمسيني (أبو شجاع دنائي)، لكثرة تعامله مع المهربين في شراء المخطوفات الايزيديات. وبحسب الناشط وائل مراد، فان أبو شجاع اشترى مئات المخطوفات من عناصر التنظيم المتشدد بسوريا، وتمكن من تحريرهن بسلامة تامة.

للمزيد:
ونسة .. فتاة إيزيدية تصف هروبها المروع من داعش

تابعوا كذلك بثنا المباشر عبر "يوتيوب" لمزيد من البرامج والنشرات‎