أخبار الآن | الرقة –  سوريا (رشيد الحمد)

"سيهزم الجمع ويولون الدبر" هو عنوان لأحدث إصدار لداعش، أراد به التحدث عن مجريات هجومه الأخير على تل أبيض. وبقراءة تحليلية للفيديو الذي تجاوزت مدته ثمانية عشر دقيقة، نرى أن هذا الإصدار لا يرتقي فنيا وتصويريا على ما تعودنا عليه من إصدارات سابقة وهو ما يؤكد أن داعش في حالة ترنح ويريد أن يثبت عكس ذلك.

يبدأ الفيديو بصورة "أبو عكاشة الماليزي" والذي يقوم بقيادة سيارة مفخخة يفجرها بإحدى تجمعات "الوحدات الكردية"، الفيديو قديم ويعود للخريف الماضي في قرية الفاطسة بريف عين عيسى الشرقي".

بعد ذلك تظهر صورة ليلية لسبعة مهاجرين أتراك ينشدون وهم يتحضرون لعملية في محيط "سد الفاروق" كما يسمونه ويقصد به "سد تشرين" الذي خسرته داعش لصالح "قوات سوريا الديمقراطية"، ولا يظهر من المعركة المفترضة سوى النار التي تخرج من فوهات البنادق ليلا. يتتابع الفيديو بصور نهارية، ويقول المتكلم أنها لسيطرة داعش على ثلاث قرى جانب سد الفاروق دون تسميتها وهو ما لم يحصل على الأرض منذ سيطرت "قوات سورية الديمقراطية" منذ ما يقارب من ثلاثة أشهر على المنطقة.

عند الدقيقة الثامنة يظهر أحد دعويي داعش وهو يشحذ همم مقاتلين قبل الانطلاق في مهمتم في ريف "عين عيسى" الشرقي، ومن الواضح أن الوقت في الخريف الماضي حيث تظهر حقول القطن وهي ناضجة، وعند الدقيقة العاشرة يظهر الانتحاري "أبو محمد" وهو يقود سيارة مفخخة باتجاه استراحة "النخيل" شرقي عين عيسى 6 كم وهي أيضا قديمة وتعود للشهر الأول 2016.

عند الدقيقة 12 يظهر مقاتلو داعش وهم يقتحمون قرية "نص تل" وقرية "الخويرة" وقرية "كنيطرة" في ريف "سلوك" الشرقي يوم 27 شباط بكاميرا بسيطة لم نتعود كمراقبين ومتابعين لإصداراته على استخدامه لها.

عند الدقيقة 14 يصور اقتحام بلدة "التركمان" جنوبي "سلوك" 5 كم، بتصوير نهاري يوم 27/2/2016 حيث يصور عناصر داعش بلباس "الوحدات الكردية" وهم يقتحمون البلدة، تلاه في الدقيقة 17 تفجير سيارة مفخخة بمقر للوحدات الكردية بصوامع "تل تمر" في ريف الحسكة وهو أيضا يعود تاريخه لأكثر من شهرين، وفي الدقيقة 17 يظهر أحد عناصر داعش يتكلم اللغة الكردية ويحمل سكينا بيده وأمامه يركع بلباس برتقالي "أحمد عواد المزيد" 49 سنة من أهالي "الجرنية" غربي الرقة 60 كم ويقيم في "رأس العين" وهو أحد مقاتلي "الوطنيين العرب" وهو فصيل تابع لـ PYD، مكوّنه من عرب المنطقة ويخاطب المقاتل الكاشف الوجه الأكراد والعرب مهددا.

أسرى لدى داعش .. وتشييع قتلى الوحدات الكردية

في الوضع المدياني، لا يزال طريق "تل أبيض-رأس العين" مقطوعا حسب بيان أصدرته "الأساييش" حتى يتم تمشيط المنطقة. وشيّعت "الوحدات الكردية" في تل أبيض أكثر من 52 عنصرا من PYD و"قوات سورية الديمقراطية" قضوا في الأحداث الأخيرة.

في الرقة المدينة، استهدفت طائرة من دون طيار مبنى "مؤسسة الأعلاف" في القسم الجنوبي الغربي من المدينة وحولته إلى ركام ما أدى إلى قتل كل من كان داخل البناء الذي تتخذه داعش كأحد مقراتها، وأيضا أمام مستشفى الأطفال استهدفت طائرة من دون طيارة سيارة "بيك أب" دبل كبين تابعة لداعش وقتل من كان بداخلها.

وأيضا في الرقة المدينة، قام داعش يوم أمس وفي مقر "المحكمة الإسلامية" الواقع في كنيسة الشهداء جانب حديقة الرشيد بقطع اليد اليمنى لثلاثة رجال هم "إبراهيم محوك ومحمود السخني وحسان الموح" بتهمة السرقة، وبنفس التهمة أيضا تم قطع يد شخصين في بلدة "الكرامة" في الريف الشرقي هما "ثابت نواف الصكر وممدوح علي السالم".

وفي الرقة المدينة ذكر عناصر من داعش في صلاة العشاء يوم أمس بجامع "الفردوس" أن التنظيم قد قام بأسر 49 شخصا في عمليته الأخيرة بتل أبيض "21 من ريف سلوك و17 من تل أبيض وعين العروس و11 من قوات سورية الديمقراطية".

وفي سياق متصل، أطلق ناشطون نداء استغاثة حول النقص الحاد للأدوية في الرقة وخصوصا الأنسولين الخاص بمرضى السكر وجلسات غسيل الكلية.