زاكية، ريف دمشق، سوريا، 5 فبراير، (خبيب عمار، أخبار الآن) –

في استكمال لسياسة “براميل الموت المتنقلة” كما يسميها السوريون؛ والتي بدأت في حلب ثم انتقلت إلى الريف الدمشقي بدءًا من خان الشيح إلى داريا ووصلت إلى مدينة زاكية، حيث استهدف الطيران المروحي وفي خطوةٍ غيرِ مسبوقة الأحياء السكنية في مدينة زاكية ببرميلين متفجرين أسفرا عن سقوط 35 جريحا جلهم من الأطفال والنساء.

مدينة زاكية الواقعة في الريف الغربي للعاصمة دمشق والتي تعد مدينةً هادئةً نسبياً وملاذا آمنا لعشرات الآلاف من النازحين القادمين من المنطقة الجنوبية والريف الغربي بشكل عام وبالأخص مدينة داريا وذلك نظراً لقرب هذه المدينة من مدينة داريا كما أن موقعها الجغرافي جعلها صلة الوصل مع خان الشيح التي يسيطر عليها الثوار حيث يعد تجمع خان الشيح أكبر تجمع للمقاتلين في الريف الغربي لدمشق.

وأكد بيان نشره المجلس المحلي أن المدينة تلقت تهديدات من النظام والمليشيات الشيعية بالقصف إذا لم تقطع المدينة الطريق على مقاتلي الثوار من جهة خان الشيح وتمنعهم من التزود بالماء والطعام والدواء من المدينة، وفي تصريح خاص لأخبار الآن أشار صقر أبو الجود عضو المكتب الإعلامي لمدينة زاكية إلى “أن هذا الاستهداف جاء كرسالة من الفرقة السابعة بأننا نعد وننفذ وإن لم يتم الاستجابة لمطلبها الرامية إلى منع مقاتلي المعارضة المسلحة من خان الشيح الدخول إلى المدينة، وهذا الأمر نحن نرفضه مهما كانت النتائج لان قائد الفرقة السابعة يريد تحويل سكان المدينة لميليشا تعرف في سوريا باسم “اللجان الشعبية” تابعة له ولضرب الجيش الحر مع سكان المدينة”.

ويشير أبو الجود إلى أنّ الشارع الذي استهدفته براميل النظام في المدينة يحوي على أقل تقدير أكثر من خمسةِ آلاف نازح؛ غير أنّ العناية الإلهية شاءت أن يسقط جرحى فقط. وتزامن قصف المدينة مع طرح النظام هدنة على مدينة داريا؛ حيث يرى ناشطون أنّ الجيش الحر المرابط في مدينة داريا رفض هذه الهدنة وبلا أدنى شك فإن النظام أراد من قصفه هذا الضغط على المقاتلين هناك بقصف ذويهم النازحين هنا حيث تشكل نسبتهم ثلاثة أضعاف سكان المدينة الأصليين حيث يبلغ عدد سكان المدينة ما يقارب عشرين ألف نسمة بينما النازحين من داريا فقط أكثر من خمس وخمسين ألفاً. ويعتقد ناشطون ومدنيون في المدينة أنّ الأيام القادمة ستشهد تصعيداً عنيفاً من النظام لفرض خططه وسياسته الرامية لتطبيق الهدن في المناطق المضطربة بالضغط على مقاتلي المعارضة من خلال ملاحقة ذويهم وقصفهم في المناطق الهادئة.