براءة أطفال غزة تقهر صواريخ إسرائيل

رغم كل التحديات والمصاعب التي يواجهها الأطفال في قطاع غزة مع استمرار القصف الإسرائيلي، إلا أن براءتهم وقدرتهم على تحويل أصعب الظروف إلى لحظات من الفرحة لا تزال حاضرة.

وأبرز مثال على ذلك تجسد في مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي لأطفال يلعبون في حفرة صنعها صاروخ إسرائيلي داخل مدرسة لإيواء النازحين شمال قطاع غزة.

استطاع أطفال غزة تحويل حفرة ناجمة عن حطام صاروخ إسرائيلي إلى ملاهي ألعاب صغيرة، حيث يستمتعون بلحظات من الفرح والتسلية.

يرى الكثيرون في هذا المظهر المؤثر للأطفال رمزًا لروح المقاومة والصمود في وجه التحديات مثل إياد الحمود الذي قال إن هذا المشهد يعكس المثل الشهير القائل “الضربة التي لا تقتلك تقويك”، حيث يظهر الأطفال وهم يستمتعون بلحظات بسيطة من المرح رغم الصعوبات التي تحيط بهم.

في جنوب القطاع، يتشبث الأهل بالحياة على الرغم من الدمار الذي أحدثه القصف العنيف، فالأطفال يبدعون في استغلال الحفرة التي أحدثها صاروخ الجيش الإسرائيلي ويحولونها إلى منطقة للحب واللعب كزحلوقة، حيث يتسلق الأطفال إلى أعلى الحفرة وينزلون مرة أخرى بسرعة إلى منتصفها،  مجسدين مظهراً للصمود والتحدي.

علقت الجوري على مقطع الفيديو عبر منصة إكس وقالت: “والله لما أشوفهم اقتنع أكثر وأكثر أن السعادة قرار .. فرغم حالة الحرب والرعب اللي عايشينها إلا أنهم قرروا يصنعون لهم شي يونسهم ولو بسيط، الله يجبر قلوبهم ويسعدهم وينصرهم.. آمين”

بينما قالت جمانة: “الطبيعي للطفل أن يلعب، لا أن يعيش في رعب وخوف.. حسبنا الله على الظلمة”

وعلق حبيب وكتب: “ليس غريبا أن يكون الشعب الفلسطيني شعب الجبّارين، مع كلّ موقف نتأكد من ذلك.. الله ينصرهم”

هذا ونُكّست الأعلام على مقارّ الأمم المتحدة في كل أرجاء العالم الإثنين ووقف الموظفون دقيقة صمت حداداً على أرواح أكثر من 100 من زملائهم الذين قضوا في قطاع غزة في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس.

وهذه “أعلى حصيلة قتلى لأفراد طواقم إنسانية للأمم المتحدة يقتلون في نزاع خلال هذا الوقت القصير”، كما ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة نشرها على إكس.

وبالإضافة إلى موظفيها الذين قتلوا في القصف، أعلنت الأونروا أنّ القصف طال 63 مدرسة ومنشأة صحيّة تديرها في غزة، ما أسفر عن سقوط 66 قتيلاً و651 جريحاً على الأقلّ في صفوف مدنيين نزحوا إلى هذه المنشآت طلباً للأمان.

وتؤوي الأونروا حاليا حوالى 780 ألف شخص في أكثر من 150 موقعا في قطاع غزة، بحسب ما أوضحت، مشيرة إلى أن “هؤلاء الأشخاص جاؤوا بحثا عن حماية وأمن في تلك الملاجئ تحت راية الأمم المتحدة”.