مصر.. ما هي الدلالات البيئيّة لحادثة قرش الغردقة
بعد مشهد مأوساوي تصدّر مواقع التواصل الإجتماعي، بعدما انقضت سمكة قرش على سائح روسي في مدينة الغردقة بالبحر الأحمر في مصر، والتهمته إلى أن فقد الحياة، انتشرت الكثير من التعليقات والتحليلات بسبب خطورة ما حدث، ولا تزال حالات الهلع والخوف تتملك الناس من إمكانيّة تكرار هذه الحادثة.
برنامج تلي Thérapie ، تابع تطوّرات هذا الحادث، من خلال وجهات نظر مختلفة مع بعض من صُناع المحتوى وخبراء في البيئة.
صانع المحتوى والمؤثر على مواقع التواصل الإجتماعي محمد جابر، قال إن “السبب المنطقي لهذه الحادثة والأقرب للواقع، هو أن انثى القرش كانت حامل، وهذا النوع من القروش، قرش النمر، عندما تكون حامل فهي تبيض البيض داخل جسمها، وبعد ذلك تفقس البيض، ومن ثم تولد ولادة طبيعيّة بمجموعة قروش عادية جدا، مثل الولادة الطبيعيّة للبشر، وفي الطبيعي قرش النمر قبل الولادة بيوم يزور المكان الذي يريد الولادة فيه ليتأكد بأن المكان آمن ومستقر، وليس هناك ما يُعكر ولادته، وبالتالي عندما يذهب إلى هذا المكان ويجد ما يشكل خطر على عمليّة الولادة وعلى أولاده الذين سوف يولدون، فيهاجم هجوم غريزي، لأنه خائف على أولاده ويريد أن تكون الولادة مستقرة، وعندما شاهد السائح في هذا الوقت، وهو كان يقترب من الشاطئ ليجد مكان هادىء وطبيعي، فظنّ أن السائح يشكل خطر عليه وعلى عمليّة الولادة، التي لن تتم بالشكل المناسب لها بوجود هذا السائح”.
وأوضح صانع المحتوى محمد جابر “أن القروش لا تهاجم البشر ولا تأكل لحومها، والبعض منّا عندما نشاهد الأفلام نتخيّل بأن القرش يسعى في البحر ليأكلنا، ولو حصل حادث عرضي وهجم القرش على شخص، وأكل قطعة من لحمه فهو يبصقها، لأن القرش مهتم بأكل اللحوم التي تكون فيها دهون، لكن اللحم البشري لا يفتح شهيته”، مضيفا أنه من أهم الأشياء التي يجب أن نقوم بها عندما يهاجمنا القرش، هو لكمه على أنفه، وهذه من أهم الأسباب التي سوف تنقذنا من هجوم القرش بشكل عام، من وجهة نظره.
أمّا الخبير البيئي عادل عزوني من تونس، قال إن حوادث القرش ليست متكررة، وهي قليلة جدا في السنة، ويمكن أن تحصل من أربعين إلى خمسين مرة، ولا نستطيع القول بأن البشر فريسة القرش، وهي حوادث قليلة، وجود قرش على الشواطىء الساحليّة ليس مرتبط بالتغيرات المناخيّة أو الإحتباس الحراري، وسمك القرش موجود في كل محيطات العالم سواء الدافئة المعتدلة أو البحار الباردة.
وأضاف “نحن نتحدث عن القرش المتواجد منذ أكثر من أربعمائة مليون سنة موجود على الأرض، وهو أكثر حيوان يقاوم التغيرات المناخيّة، وكل التغيرات التي تطرأ على الأرض، لكن يعتبر الحادث صدفة أكثر منه مستقصد، وخاصة بعد التحاليل التي ظهرت في مصر بأن سمكة القرش أنثى، فربما كانت تبحث على مكان لولادة أطفالها، وعادة قبل أن يولد القرش يبحث ويتفقد المكان الذي ستولد فيه من باب الاطمئنان، وغالبا تضع الأنثى مواليدها قرب ساحل البحر، فيمكن الصدفة والفضول بوجود هذا السائح الذي تسبب للأسف في هذه الحادثة”.
وأشار إلى أن الحادثة التي حصلت في الغردقة، ليس لها علاقة بالتغيرات المناخيّة أو الإختلال البيئي، والقرش لا يستقصد الإنسان، والعكس فالإنسان هو من يهدد ويشكل خطرا كبيرا على سمك القرش وليس العكس.
أضاف عزوني أن “البيئة المتوازنة مثل البحر الأبيض المتوسط الموجود في مصر أو في تونس، والقرش الأبيض الكبير الموجود في بحارنا، لم يشكل علينا خطر ولم نسمع بقرش قتل انسان، والقرش الأبيض الكبير لا يصل الى السواحل التونسيّة للشاطىء، ولا يمثل خطرا على الإنسان، وهذا هو الإختلاف البيئي ويجب أن نتوقع كل شيء من الطبيعة، فالقرش لا يمثل خطرا علينا مثل ما نمثل نحن عليه خطرا”
من جهة أخرى اعتبر صانع المحتوى والمؤثر على مواقع التواصل الإجتماعي أحمد عادل عباس من مصر، أن قرش النمر من الأنواع التي أوشكت على الانقراض، وأوشكت أن تصنف من الأسماك المهددة بالانقراض، ومن ثم يجب أن ندرس السلوك، مضيفا أن مصر قد منعت الصيد في البحر الأحمر حفاظا على الأسماك وعلى الحياة البحريّة.
عباس أكد أن هجوم القرش يحصل في كل مكان في العالم، وخاصة الدول التي لديها حدود ساحليّة، وأن هذا الحادث سوف يحصل مرة أخرى، لكن يجب مكافحته وإيجاد طريقة نجعل فيها القروش لا تتخطى الشاطىء، مؤكدا أنه ليس هناك تخوّفات في مصر وقد تم تمشيط المكان، وأن هذه سمكة القرش الوحيدة التي كانت وقد تم اصطيادها، وقد سلمت إلى وزارة البيئة ليتم تشريحها، واضاف بأن هذه الحادثة عرضيّة ليس أكثر.