خرائط الذكاء الاصطناعي الدقيقة تساعد على تقليل أعمال الحفر والتنقيب الأولية بنسبة تصل لـ90%

تتعاظم تقنيات الذكاء الاصطناعي بوتيرة سريعة في مجالات متعددة، منها الرعاية الصحية والصناعة والزراعة والتصنيع والتعليم، مما يؤثر بشكل عميق على طريقة عملنا وعيشنا.

وتشهد تقنيات الذكاء الاصطناعي تطورًا سريعًا، يمكنه التأثير على مختلف جوانب حياتنا، مثل طريقة العمل عبر أتمتة العديد من الوظائف، وظهور وظائف جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى طريقة العيش، عبر تحسين نتائج وجودة الأعمال والخدمات.

ومؤخرا، اقتحم الذكاء الاصطناعي مجال رسم الخرائط، بهدف الوصول إلى نتائج أكثر دقة وكفاءة.

واستعانت شركة “إكسوديجو” Exodigo، بالذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار، لإنجاح مشروعها الرامي لرسم خرائط تحت الأرض، لاستخدامها بواسطة شركات الطاقة والمرافق والنقل والبناء في العالم.

وذكرت الشركة أن تلك الخرائط التي تُرسم تحت الأرض، يمكنها المساعدة في جعل عملية الحفر التي تنفذها كبريات الشركات في العالم، أكثر كفاءة، وأقل تكلفة، وفق “بلومبيرج”.

وأشارت الشركة إلى أنها استعانت بأجهزة استشعار لمسح باطن الأرض، وتسعى لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لجعل البيانات قابلة للاستخدام، مضيفة أن خرائطها يمكنها المساعدة على تقليل أعمال الحفر والتنقيب الأولية بنسبة تصل إلى 90%.

وتابعت أن كبريات الشركات العالمية تنفق أكثر من 100 مليار دولار سنويًا على عمليات التنقيب والحفر الاستكشافي، وبالتالي فإن مشروع الخرائط تحت الأرض سيساعد في تجنبها، كما يقلل الإضرار بالبيئة الناجمة عن الحفر والتنقيب.

وأعلنت الشركة، الثلاثاء، أنها أغلقت جولة تمويل بقيمة 105 ملايين دولار، بعد مشاركة مستثمرين جدد بها.

ويوجد أكثر من 20 مليون ميل من خطوط الأنابيب والكابلات والأسلاك المدفونة في الولايات المتحدة وحدها. وتتكبد الشركات تكاليف تزيد على 30 مليار دولار سنويًا، بسبب الأضرار التي تلحق بالبنية التحتية، وفقا للمجموعة التجارية.

أهمية رسم الخرائط تحت الأرض

يمكن لمشاريع رسم الخرائط الدقيقة لباطن الأرض أن يوفر مميزات أبرزها:

 تعزيز السلامة

من خلال توفير خرائط دقيقة ومفصلة تحت الأرض، يساعد ذلك مختلف الصناعات، بما في ذلك المرافق والنقل والبناء، على تجنب الحوادث والإصابات.

ويمكن لتلك الخرائط أن تكشف الموقع الدقيق للبنية التحتية تحت الأرض مثل الكابلات والأنابيب وغيرها من الأصول، مما يسمح للشركات بالتخطيط لأنشطة الحفر والبناء بأمان، والتقليل من مخاطر الإضرار بالبنية التحتية القائمة، بالإضافة إلى تحديد مواقع المرافق الموجودة تحت الأرض وصيانتها بكفاءة، مما يقلل من احتمال حدوث أعطال عرضية ومخاطر على السلامة.

تحسين الكفاءة

من خلال الخرائط الدقيقة تحت الأرض، يمكن للشركات، تبسيط عمليات الصيانة والإصلاح، بعد تحديد المشكلات وتحديد موقعها بدقة بسرعة، مما يتيح إجراء عمليات الإصلاح المستهدفة وتقليل وقت التوقف عن العمل.

كما يمكنها أيضا المساعدة على تخطيط المشاريع وتنفيذها بشكل أكثر فعالية، وتقليل حالات التأخير والاضطرابات الناجمة عن العقبات غير المتوقعة مثل المرافق المخفية.

اتخاذ القرارات المستنيرة

يمكن الفهم الشامل للمشهد تحت الأرض الشركات من اتخاذ قرارات أفضل، وإجراء تقييم دقيق لجدوى المشاريع المقترحة، مع الأخذ في الاعتبار التحديات المحتملة مثل البنية التحتية الحالية أو الظروف الجيولوجية.

كما يمكنه أيضًا المساعدة على تخصيص الموارد والقوى العاملة بشكل فعال لتلبية الاحتياجات تحت الأرض، وضمان بقاء المشاريع ضمن الميزانية والجدول الزمني.

الذكاء الاصطناعي ورسم الخرائط

يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا متزايد الأهمية في رسم الخرائط، مما يؤدي إلى تحسينات كبيرة في دقة وسرعة وكفاءة هذه العملية.

ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في رسم الخرائط عبر:

تحليل الصور

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور الجوية والفضائية لتحديد معالم مثل الطرق والمباني والغطاء النباتي، ويساعد ذلك في إنشاء خرائط أكثر دقة وحداثة.

التعلم الآلي

يمكن استخدام التعلم الآلي لتحديد الأنماط في البيانات، مما يساعد في استخراج المعلومات من الصور والبيانات الأخرى ذات الصلة برسم الخرائط، ويمكن استخدام ذلك لتحديد أنواع مختلفة من الأشجار في غابة من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية.

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في رسم الخرائط "تحت الأرض"؟ وما أهمية ذلك؟

البيانات الضخمة

يمكن استخدام تقنيات البيانات الضخمة لمعالجة وتحليل كميات هائلة من البيانات، مثل بيانات حركة المرور والبيانات الجغرافية، مما يساعد في إنشاء خرائط أكثر دقة وحداثة.

الروبوتات

يمكن استخدام الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لجمع البيانات في المناطق التي يصعب الوصول إليها، مثل المناطق الجبلية أو الغابات الكثيفة، وتساعد هذه البيانات في إنشاء خرائط أكثر شمولاً ودقة.

الواقع المُعزز

يمكن استخدام الواقع المُعزز لدمج المعلومات الرقمية مع العالم الحقيقي، مما يساعد في تحسين تجربة المستخدم عند استخدام الخرائط. على سبيل المثال، يمكن استخدام الواقع المعزز لعرض معلومات حول المباني والأماكن الأخرى على شاشة الهاتف الذكي أثناء المشي في الشارع.

ومع استمرار تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكننا أن نتوقع المزيد من التحسينات في مجال رسم الخرائط.