أوروبا تترقب سقوط القمر الصناعي ERS-2 على الأرض

أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية أن قمرا صناعيا يزن نحو طنين سيصطدم بالأرض الأربعاء، وذلك بعد نحو 29 عاما من إطلاقه إلى الفضاء وإعلان خروجه عن الخدمة عام 2011.

ووصل القمر ERS-2 إلى الأرض الأربعاء، حسب ما أفادت به صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

وبالرغم من عدم قدرتهم السيطرة على القمر الصناعي، إلا أن عودته كانت متوقعة سابقاً.

وخلال مؤتمر صحفي عقد يوم 13 فبراير، قدرت وكالة الفضاء الأوروبية “أن أكبر جزء من القمر الصناعي يمكن أن يبلغ سطح الأرض هو 52 كيلوغراما، وحسب الوكالة، “تقدر احتمالات سقوط قطعة من القمر الصناعي على رأس شخص ما بواحد في المليار، فعندما يؤخذ في الاعتبار أن 71% من سطح الأرض عبارة عن ماء، فمن المحتمل أن يُحدث القمر الصناعي دفقة كبيرة في مكان ما”.

وعند دخول القمر الصناعي الغلاف الجوي الأرضي، تعمل الحرارة الشديدة الناتجة عن الاحتكاك على تفكيكه وحرق أجزاء كبيرة منه، وفي العادة يصل إلى الأرض ما نسبته 20 إلى 40% من الكتلة الأولية، لكن بسبب حجم القمر الكبير نسبيا تبقى هناك فرصة لإحداث أضرار نتيجة لاصطدام ما تبقى من حطامه.

ووفقا لوكالة الفضاء، سيحترق معظم القمر “إي آر إس-2” عند عودته إلى الغلاف الجوي للأرض، مع احتمال سقوط بعض الشظايا المتبقية في المحيط، ولن تحتوي أي من الأجزاء على أي مواد سامة أو مشعة.

وحسب الخبراء، فإن جميع الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض في مدارات منخفضة (أقل من ألف كيلومتر) ينتهي بها المطاف بسقوطها نحو الأرض بسبب احتكاكها المستمر مع الغلاف الجوي.

ومن المعروف علميا أن حوالي 70% من سقوط الأقمار الصناعية الفعالة غير متحكم به، أي أنها تسقط في وقت ومكان غير محددين، في حين أن 30% فقط من سقوط الأقمار الصناعية يكون متحكما به، وهذا لا يكون إلا للأقمار الصناعية الكبيرة أو المحملة بمواد خطرة.

وتعد الولايات المتحدة الدولة الأولى في العالم التي تمتلك أقمارا صناعية في الفضاء بمعدل 3415 قمرا، تليها الصين في المرتبة الثانية بعدد 535 قمرا، ثم المملكة المتحدة بـ486 قمرا، ثم يأتي التعاون المتعدد الجنسيات في المرتبة الرابعة.

وتتلخص مهام الأقمار الصناعية في التجسس وخدمات التلفاز والاتصالات والملاحة ودقة التنبؤ بالطقس ومراقبة الأرض ومهام البحث العلمي والحروب، إذ تعمل بعض الحكومات على تطوير أقمار صناعية تحمل صواريخ عابرة للقارات.

القمر الصناعي الأوروبي.. قصة 30 عاما

كان ERS-2 واحدا من بعثتين أطلقتهما وكالة الفضاء الأوروبية في التسعينيات لدراسة الغلاف الجوي والأرض والمحيطات بطرق جديدة، حيث قام الثنائي حينها بمراقبة الفيضانات، وقياس درجات حرارة القارات وسطح المحيطات وما إلى ذلك.

ونقلاً عن بي بي سي، فقد وُصفت المركبة الفضائية لاستشعار الأرض عن بعد (ERS) التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية بأنها من “أجداد مراقبة الأرض في أوروبا”.

حيث يتميز القمر الصناعي ERS-2 بتقنيات عديدة يستطيع من خلالها مراقبة كوكب الأرض ومناخه، كما قدّم قدرةً جديدةً لتقييم طبقة الأوزون الواقية للأرض.

بعد خروجه عن السيطرة.. ERS-2 يسقط على الأرض

التلوث الفضائي

في أبريل 2023، أعلن المدير العام لوكالة الفضاء الروسية “روسكوسموس”، يوري بوريسوف عن وجود أكثر من 7500 قمر صناعي نشط حاليا، وبحلول عام 2025، ربما سيزداد عدد الأقمار الصناعية في مدار الأرض إلى 70 ألفا، مما يجعل مشكلة الحطام الفضائي أكثر إلحاحا.

وبدأت ظاهرة التلوث الفضائي مع إطلاق أول قمر صناعي سوفياتي “سبوتنيك” عام 1957، ويعد تصادم الأقمار الصناعية فيما بينها وانفجارها، من أهم أسباب التلوث الفضائي.

ويشير العلماء إلى حدثين أديا إلى تفاقم مشكلة النفايات الفضائية بشكل كبير، الأول كان في فبراير 2009، عندما اصطدم قمر صناعي للاتصالات من شركة إيريديوم بالقمر الصناعي العسكري الروسي “كوزموس 2251″، عن طريق الخطأ، مما أدى إلى انفصال أكثر من ألفي جسم معدني عنهما، واتخذت هذه الأجسام مدارات عشوائية حول الأرض.

أما الحادثة الثانية، فكانت في يناير 2007، عندما اختبرت الصين سلاحا مضادا للأقمار الصناعية على قمر صناعي قديم للطقس يسمى “فينجيون”، حيث خلفت التجربة أكثر من ألفي شظية في الفضاء.

يوصي ميثاق “صفر حطام” الجديد الصادر عن وكالة الفضاء الأوروبية بضرورة ألا تتجاوز فترة السماح للتخلص من النفايات خمس سنوات، وفي الأسبوع الماضي، أصدرت مؤسسة العالم الآمن، وهي مجموعة مناصرة للاستخدام المستدام للفضاء، وشركة  LeoLabs، وهي شركة أمريكية تتعقب الحطام الفضائي، بيانًا صحفيًا حول مدى ضرورة إزالة الأجهزة المدارية الزائدة عن الحاجة.

وقالوا: “إن تراكم الأجسام الضخمة المهجورة في المدار الأرضي المنخفض مستمر بلا هوادة؛ حيث تُرك 28% من الأجسام المهجورة الضخمة طويلة العمر في المدار منذ مطلع القرن.”

كما أن هناك أيضا موقعين أصبحا مزدحمين بشكل مثير للقلق، أحدهما هو المدار الأرضي المنخفض الذي تستخدمه الأقمار الصناعية ومحطة الفضاء الدولية والبعثات المأهولة الصينية وتلسكوب هابل، من بين أمور أخرى.

والآخر موجود في المدار الثابت بالنسبة للأرض، وتستخدمه أقمار الاتصالات والطقس والمراقبة التي يجب أن تحافظ على موقع ثابت بالنسبة للأرض.

وتقول وكالة الفضاء والطيران الأميركية إنها تراقب مدارات 20 ألف شظية من الحجم الكبير، يتراوح حجمها بين التفاحة والحافلة، وذلك لتفادي اصطدامها بالأقمار الصناعية العاملة.

وتحصي هذه الوكالة وجود أكثر من 500 ألف شظية يزيد قطرها على سنتيمتر واحد، إضافة إلى ملايين القطع الصغيرة الأخرى التي تدور حول الأرض بسرعة عالية تصل إلى 27 ألف كيلومتر في الساعة، ولا يمكن تتبع مداراتها.