بعد مداهمة السلطات الفرنسية لمكاتبها.. هواوي تؤكد التزامها طويل الأمد بالامتثال للقوانين واللوائح الفرنسية

داهمت السلطات الفرنسية مكاتب هواوي في باريس، وجاءت العملية بصفتها جزءًا من تحقيق أولي يجريه المدعون الماليون الفرنسيون فيما يتعلق بمزاعم السلوك غير اللائق.

وتأتي المداهمة، التي أجراها المدعون العامون، في أعقاب شبهات بوجود انتهاكات للنزاهة، تشمل جرائم محتملة، مثل الفساد واستغلال النفوذ.

وقال مسؤول بوزارة العدل الفرنسية إن التحقيق يتعلق بشبهات انتهاك النزاهة في إشارة إلى مصطلح شامل يمكن أن يشمل الفساد أو إساءة استخدام الأموال العامة أو استغلال النفوذ، من بين مخالفات أخرى.

ويعد هذا التطور تصعيدًا كبيرًا في التدقيق الذي تواجهه عملاقة التكنولوجيا الصينية في فرنسا.

ونفت هواوي بشدة ارتكاب أي مخالفات، مؤكدة التزامها الطويل الأمد بالامتثال للقوانين واللوائح الفرنسية.

السلطات الفرنسية تداهم مكاتب هواوي في فرنسا.. ما السبب؟

وتدير الشركة، التي حافظت على وجودها في فرنسا منذ عام 2003، العديد من مراكز الأبحاث ومركز تصميم عالمي في البلاد.

وبالإضافة إلى ذلك، تبني هواوي أول منشأة إنتاج لها خارج الصين، وتقع بالقرب من ستراسبورغ، وذلك بهدف تلبية احتياجات سوق الاتصالات الأوروبية.

وقال الرئيس المشارك لشركة هواوي فرنسا، مينغ جانج تشانغ، لمحطة إذاعة فرانس إنتر في شهر ديسمبر إنه من المقرر افتتاح المصنع في نهاية عام 2025، وينبغي أن يوظف نحو 500 شخص على المدى الطويل.

وأضاف تشانغ أن هواوي لا تزال تعمل مع شركات الهاتف المحمول الفرنسية SFR و Bouygues لنشر شبكات 5G.

وواصلت هواوي تعاونها مع شركات الهاتف المحمول الفرنسية لنشر شبكات الجيل الخامس 5G، مع أنها واجهت في السنوات الأخيرة انتكاسات، مثل انخفاض الإيرادات.

وواجهت الشركة عقبات، ويشمل ذلك القيود التي فرضتها الحكومة الفرنسية على مشاركتها في أجزاء مهمة من البنية التحتية اللاسلكية في البلاد.

وتسلط مداهمة مكاتب هواوي الفرنسية الضوء على التدقيق الدولي الواسع الذي تواجهه الشركة.

ووسط التوترات بين الصين والولايات المتحدة، فإن هواوي تواجه الادعاءات المتعلقة بالتجسس المحتمل للدولة، وهي الادعاءات التي تنفيها الشركة بشدة.

كما أثارت المفوضية الأوروبية مخاوف بخصوص المخاطر الأمنية التي تشكلها هواوي وغيرها من شركات التكنولوجيا الصينية، مما أدى إلى دعوات لاستبعاد معداتها من شبكات الهاتف المحمول الأوروبية.

وردًا على المداهمة، أكدت الشركة الصينية تعاونها مع التحقيق وأعربت عن ثقتها في استنتاجات التحقيق.

ولا تزال طبيعة السلوك غير اللائق غير محددة، مع أنها تحمل آثارًا قد تؤثر في عمليات هواوي في فرنسا وخارجها.

وتظهر الإيداعات المقدمة من الشركة أن إيرادات الوحدة في البلاد انخفضت إلى 992 مليون يورو في عام 2022، من نحو 1.4 مليار يورو في عام 2019.