شركات السيارات تتسابق لدمج ChatGPT وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مركباتها

تتصاعد استخدامات تطبيقات الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، خاصة منذ ظهور روبوت الدردشة الشهير ChatGPT في نوفمبر 2022، واستخدامه بشكل لافت في العديد من المجالات منها الترفيه والتعليم والتسويق والأعمال.

يأتي ذلك لتمتع ChatGPT بإمكانيات هائلة في الرد على الاستفسارات، والإجابة على مجموعة متنوعة من الأسئلة بطريقة مفيدة وشاملة، حتى لو كانت الأسئلة مفتوحة أو صعبة أو غريبة.

ويشهد مجال السيارات ثورة في الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى شركات السيارات إلى تطوير مركبات أكثر أمانًا وكفاءة، ووجدت في ChatGPT وسيلة لتحسين تجربة القيادة وجعلها أكثر متعة وسهولة.

سباق نحو الذكاء الاصطناعي

تتسابق شركات السيارات العالمية لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مركباتها، وكان آخرها شركة ستيلانتس Stellantis الفرنسية المالكة للعلامة التجارية بيجو، التي تخطط لاستخدام ChatGPT لتحسين المساعد الصوتي في سياراتها وشاحناتها الصغيرة.

وبذلك تنضم ستيلانتس إلى شركات سيارات أخرى مثل فولكس فاجن ومرسيدس، في الاستفادة من روبوت الدردشة بالذكاء الاصطناعي الشهير.

وقال جيروم ميشيرون، مدير خطة منتجات بيجو، في مؤتمر صحفي: “نقدم ChatGPT في جميع السيارات، ويشمل ذلك النموذج الجديد e-3008 الكهربائية، والمركبات التجارية الصغيرة”.

وأشارت بيجو إلى أنها تقدم ضمانًا جديدًا لمدة 8 سنوات لسيارة e-3008 مقارنةً بالضمان الحالي لمدة عامين على سياراتها، في محاولة لتشجيع المزيد من السائقين على التحول إلى السيارات الكهربائية.

وتغطي هذه الخدمة الاختيارية المحرك الكهربائي والشاحن ومجموعة نقل الحركة والمكونات الكهربائية والميكانيكية لمسافة تصل إلى 160000 كم أو لمدة تصل إلى 8 سنوات.

وتخطط بيجو لإطلاق نسخة تجريبية من خدمة ChatGPT قادرة على الاتصال بأجهزة التحكم في السيارة والإجابة عن العديد من الأسئلة العامة أو المتعلقة بالملاحة في خمس دول، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.

ومن المقرر أن تصبح الخدمة المدمجة في قمرة القيادة الرقمية i-Cockpit من المزايا الأساسية هذا العام.

وبدأت مرسيدس في العام الماضي تجربة تسمح للسائقين باستخدام ChatGPT، قائلة إن روبوت الدردشة بالذكاء الاصطناعي يساعد في تقديم استجابات طبيعية والتعامل مع الاستفسارات المختلفة، مثل تفاصيل الوجهة واقتراحات العشاء.

فيما قالت فولكس فاجن الشهر الماضي، إنها تدمج مساعدها الصوتي مع ChatGPT بحلول منتصف العام لتسهيل الحوار التفاعلي مع السائقين.

ويتيح هذا التكامل، الذي من المقرر أن يظهر لأول مرة في بعض المركبات هذا العام، للسائقين التحكم في الوظائف الأساسية مثل المعلومات والترفيه والملاحة وتكييف الهواء شفهيًا وحتى طرح أسئلة المعرفة العامة بطريقة أكثر تحادثية.

من جانبه، قال ماركوس شوستر، المدير الإداري لشركة أودي للسيارات في سنغفورة إن دور الذكاء الاصطناعي لن يقتصر على تحسين تجربة القيادة فحسب، بل يمهد الطريق للقيادة الذاتية.

وقال شوستر: “يمكن للسائقين تفويض المسؤولية بالكامل إلى السيارة دون الحاجة إلى التدخل، مما يمكّن المصممين من تجاوز حدود التصميم الداخلي والخارجي للسيارة”.

وتعاونت شركة توم توم الهولندية المتخصصة في التقنيات الملاحية، مع مايكروسوفت لتطوير مساعد محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي، إذ يمكن للسائقين التحدث بطريقة طبيعية مع السيارات للسؤال عن محطات التوقف المحددة على طول الطريق أو رفع درجة الحرارة.

تجربة قيادة أكثر سهولة

وتسعى شركة ستيلانتس من وراء استخدام برامج الذكاء الاصطناعي في تطوير أنظمة للسيارات المستقبلية، لتقديم حلول توفر تجربة أكثر سهولة واقتراباً لتفضيلات المستخدم.

وتتضمن البرمجيات المطورة التي تستهدفها الشركة نماذج للتعلم الآلي وواجهات للمستخدم برسومات متكاملة.

وتدعم التكنولوجيا الجديدة أيضًا وسائل الاتصال المشترك بين المركبات وشبكات الطرق

كما تمكن السيارات من تحليل البيانات وسلوكيات المستخدم داخل السيارة، بعد الحصول على إذنه، لضبط إعدادات السيارة تلقائياً بناءً عليها.

ChatGPT يقتحم مجال السيارات.. كيف يجعل تجربة القيادة أكثر متعة وسهولة؟

ويتضمن ذلك الممارسات التى يتبعها السائق فى الأغلب قبل التحرك مثل اختياراته للوجهة فى نظام الملحة أو موعد وموقع طلبه لضبط حرارة البطارية قبل الشحن، بل ويشمل الأمر تفضيلات السائق أثناء القيادة مثل درجة حرارة التكييف واختياراته لوسائل الترفيه.

وستقدم السيارة أيضًا نصائح للسائق من أجل تحسين أسلوب قيادته، ولمراقبة البيانات وتحليلها بشكل كامل، ستتوفر إمكانية التحديد المسبق للأجزاء التى ستتطلب الصيانة مع جدولة الزيارة لمركز الخدمة إضافةً لآليات ستعزز من كفاءة تشغيل أساطيل السيارات التجارية.

استخدام ChatGPT في السيارات

ويمكن استخدام ChatGPT في السيارات لمجموعة متنوعة من الأغراض، بما في ذلك:

المساعدة على القيادة

يمكن لـChatGPT فهم استعلامات اللغة الطبيعية والرد عليها، مما يجعل من السهل على السائقين العثور على وجهتهم.

على سبيل المثال، يمكن لـChatGPT أن يجيب على أسئلة مثل “كيف أصل إلى أقرب محطة وقود؟” أو “ما هو أفضل طريق للوصول إلى المدينة؟”

توفير المساعدة للسائقين

يمكن لـChatGPT تقديم المساعدة للسائقين في المهام مثل ضبط إعدادات الراحة أو تشغيل الموسيقى، إذ يمكنه الاستجابة للأوامر مثل “شغّل الراديو” أو “اجعل درجة الحرارة أكثر برودة”.

تحسين السلامة

يمكن لـChatGPT استخدام بيانات من أجهزة استشعار السيارة لاكتشاف المخاطر المحتملة مثل المشاة أو المركبات الأخرى، وتنبيه السائق أو اتخاذ إجراءات تلقائية لتجنب الاصطدام.

كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في منع الحوادث عن طريق اكتشاف المخاطر المحتملة واتخاذ إجراءات لتجنبها.

 تحسين تجربة القيادة

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في جعل القيادة أكثر راحة وأمانًا وكفاءة، كما يمكنه أن يساعد في تحسين كفاءة الوقود والأداء العام للمركبة.