هدنة غزة لا تعنيكم.. حزب الله يقود لبنان إلى المجهول ومخاوف من حرب شاملة
بالتزامن مع زيادة منسوب التفاؤل حول إمكانية التوصل إلى هدنة بين “حماس” وإسرائيل قبيل حلول شهر رمضان، يستمر التصعيد في جنوب لبنان بين “حزب الله” وإسرائيل ليبلغ مستويات خطرة بعد زيادة وتيرة الهجمات المتبادلة.
وبعد أن كانت رحى الحرب تدور بين إسرائيل وحزب الله فقط، يبدو أن الحديث تغير ورقعة الحرب يمكن أن تتسع لتشمل لبنان بشماله وجنوبه.
هذا ما يمكن استنتاجه من تصريحات تل أبيب وواشنطن حيث قال وزير الدفاع الاسرائيلي غالانت إنهم سيواصلون مهاجمة لبنان بغض النظر عما يحدث في غزة
وأكد المبعوث الأمريكي هوكشتاين الذي يزور لبنان على ما قاله غالانت بأن هدنة غزة المرتقبة لا تعني بالضرورة أنها ستشمل لبنان.
وقدمت فرنسا مقترحا لخفض التصعيد على الجبهة الجنوبية، لم تكشف بعد تفاصيل بنوده، لكن تسريبات تشير إلى أنه يهدف إلى تسوية دائمة بين بيروت وتل أبيب.
وأعلن وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب، اليوم الأربعاء عقب اجتماعه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أن الرد اللبناني على المقترح الفرنسي بشأن الجبهة الجنوبية سيرسل الأسبوع المقبل.
وحول هذا الموضوع يقول النائب السابق في البرلمان اللبناني الدكتور مصطفى علوش لـ”أخبار الآن”: “من المؤكد أن إسرائيل ليس هدفها حزب الله أو لبنان، مع العلم أن حزب الله قد يكون أحد المسوغات لشن الحرب، إنما هدفها حرف انتباه العالم عما يحصل في غزة.
وتابع: “حزب الله متورط في إمكانية توسيع الحرب في غزة لأنه ينتمي إلى “محور المقاومة” وهذا ما يدفعه إلى المناوشات على الحدود ليثبت انه موجود، بالإضافة إلى أن إيران لا بد أن يكون لها أذرع مثل حزب الله والحوثي للقيام بعمليات مزعجة للقوى الغربية، كما يحدث في البحر الأحمر وما حدث في التنف، وهذا يضع إيران في قلب الحدث، وهدفها من هذه المناوشات أن يتم اللجوء إليها وسؤالها عما تريده”.
وعن موقف الحكومة اللبناية يقول علوش: ” أي رئيس حكومة في لبنان غير قادر على فعل شيئ ولايملك السلطة فعلياً في ظل توازن الرعب القائم بوجود سلاح إيران في لبنان متمثل بحزب الله، وأعتقد أنه لايوجد رئيس حكومة يمثل لبنان، وأي رئيس حكومة هو ممثل لمصالح حزب الله وإيران لأنه عدا عن ذلك لن يكون في هذا المنصب أو يقتل أو يهدد”.
ويكمل: “أعتقد أن إسرائيل تريد أن تنزلق المناوشات على الحدود إلى حرب إقليمية حتى تدخل الولايات المتحدة وبريطانيا كشريك، خاصة إذا ما أجبرت إيران على الدخول للدفاع عن أدواتها”.
حكومة حزب الله
من جهته يقول الكاتب والصحفي طارق أبو زينب: ” إسرائيل مصرة على ضرب كل لبنان نتيجة ما يقوم به حزب الله ولكن يوجد شريحة كبيرة في البلاد لاتريد الحرب ولا تريد زج لبنان في حروب بالوكالة نحن كلبنانين في غنى عنها
وتابع: “الموقف الأمريكي واضح حيث أبلغ المسؤولين اللبنانيون أنه إذا لم يلتزم حزب الله بفصل الجبهات ستكون هناك حرب شاملة”.
وأكمل: “المبعوث الأمريكي لم يتلق وزير الخارجية بل حكومة ميقاتي الذي أثنى على دور حزب الله في الجنوب، ونحن كلبنانيين نرفض ما تقوم به إسرائيل في غزة لكننا لانريد حرباً بغطاء سياسي”
وأردف زينب بالقول: “حكومة ميقاتي تابعة لحزب الله وتتماهى مع مصالحه، ميقاتي تحديداً يعمل لصالح المحور الإيراني لأهداف ضيقة جداً”
ويؤكِّد مصدر سياسي أنّ زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين قلبت الطاولة على كلّ تحليلات محور الممانعة بعد تأكيده ان هدنة غزّة لا تضمن بالضرورة وقف الأعمال العدائية في لبنان. هذا التصريح أتى عكس كلّ محاولات حزب الله لربط عمليّاته في الجنوب بحرب غزّة.
التصريحات الأمريكية الأخيرة، التي تتوافق بشكل كامل مع الرؤية الإسرائيلية، وضعت حزب الله أمام خيار صعب: إمّا الالتزام الكامل بالقرار 1701 لضمان عودة سكّان المستوطنات أو مواجهة احتمال تصعيد النزاع، مع إشارة واضحة إلى استعداد إسرائيل لكِلا السيناريوهين.