لإنهاء الحرب في غزة.. إجماع دولي على حل الدولتين

  • خبراء يناقشون هذا المسار المحتمل في حلقة “ستديو الآن”

يستمر الصراع بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة للشهر الرابع على التوالي، فيما يرزح سكان القطاع تحت وطأة المجاعة الوشيكة والظروف المعيشية الكارثية، وسط انقطاع الامدادات الغذائية والمياه النظيفة، وانعدام الأمن الأمان.

هذه الكارثة التي بدأت يوم السابع من أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل، أعادت الأنظار إلى القضية الفلسطينية وطرحتها كمسألة أساسية وطارئة أمام المجتمع الدولي، علماً أن عوامل عدة ساهمت في إطلاق شرارتها، منها الدعم المالي والعسكري الإيراني لحماس، إضافةً إلى الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي الذي حصل قبيل انطلاق الهجوم على مناطق غلاف غزة، و كذلك سعي الحكومة اليمينية الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو إلى تعزيز موقع حماس وتسهيل وصول الأموال لها، كمحاولة لإضعاف السلطة الفلسطينية وبالتالي تقويض أي حل يقولم على حل الدولتين.

وفي هذا السياق، خرج مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بتصريح يتهم فيه إسرائيل بتمويل حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2006.

وقال بوريل في أحد خطاباته: “أجل، حكومة إسرائيل موّلت حماس في محاولة لإضعاف السلطة الفلسطينية التي تقودها فتح”.

وأكد مراراً أن الحل العسكري في قطاع غزة لن يكون كافيًا، إذا لم يؤد إلى مشروع سياسي، معتبراً أنه لا ليس بإمكان إسرائيل بناء السلام “بالوسائل العسكرية وحدها”.

وناقشت حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن، مبدأ حل الدولتين والمطالبات الدولية الأخيرة لوضع خارطة طريق تؤدي إلى تحقيقه.

تصريحات المسؤولين الأوروبيين.. تغيير في طرية التعاطي مع القضية الفلسطينية؟

في هذا الإطار، رأى رضوان قاسم مؤسس مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية أن ما حصل في الفترة الأخيرة في غزة، أكد أن “النفاق الغربي مكرّس أكثر فأكثر بتأييده لإسرائيل”.

وقال في حواره مع “ستديو أخبار الآن”: بعد طوفان الأقصى وجدنا أن المسؤولين الغربيين والقيادات الغربية هرولت إلى تل أبيب لتساند نتنياهو على ما يقوم به رغم المجارز التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني”.

 

ورداً على سؤال عما إذا كان الاتحاد الأوروبي قد استدرك خطأه في تفويض الولايات المتحدة بهذا الصراع وبالتالي بالدعم الكبير لإسرائيل على حساب الفلسطينيين، أجاب قاسم: “الكلام الذي صدر عن الأوروبيين هو لتهدئة الشارعين الأوروبي والغربي خصوصاً بعدما علت أصوات التذمر من الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني”.

صراع غزة يعيد "حل الدولتين" إلى الواجهة.. ما مدى واقعية هذا الطرح؟

وأضاف: “لا أرى أن المزاج الأوروبي سيتغير، وكل ما في الأمر أنه يرغب بتهدئة الشارع ، وبالتالي مع الوقت ستعود الأمور إلى ما كانت عليه في السابق”.

الانقسام الداخلي الفلسطيني.. كيف يؤثر على مسار الحل؟

من جهتها، اعتبرت الناشطة سياسية رتيبة النتشة أن التفاوض الذي كانت تقدم عليه الحكومات الإسرائيلية، أكان في أوسلو أو غيرها، هو من أجل التفاوض وإرضاء المجتمع الدولي وليس لإعطاء دولة للفلسطينيين.

وشددت على أن الجانب الفلسطيني يراهن على الضغط الدولي والتغييرات الدولية في تحقيق العدالة للقضية الفلسطينية وليس على الحكومة الاسرائيلية.

وأكّدت النتشة في حواره مع “ستديو أخبار الآن” أن “عمر القضية الفلسطينية أطول من عمر حماس”.

وفي ما يخص الانقسام الفلسطيني الداخلي، قالت: “مسيرة محاولة ترتيب البيت الفلسطيني طويلة وما زالت مستمرة، وهناك قوى دولية تحاول منع الاتفاق الفلسطيني حتى تستفيد من حالة التشرذم”.

وأضافت: “هناك الكثير من اللاعبين الدوليين والإقليمين الذين يسعون إلى عدم وجود اصطفاف ووحدة صف فلسطيني، وذلك على الرغم من الإدراك الفلسطيني الداخلي لأهمية توحيد الصفوف”.

وتابعت: كل هذه العوامل الداخلية الفلسطينية لربما هي نقاط ضعف، صحيح، لكنها ليست مبرراً للإتحاد الأوروبي او الولايات المتحدة أو أي دولة في العالم للتغاضي عن مسؤولياتها في اتجاه تحقيق الحق الفلسطيني.

صراع غزة يعيد "حل الدولتين" إلى الواجهة.. ما مدى واقعية هذا الطرح؟

ولفتت النتشة إلى أن القانون الدولي واضح وقرارات الأمم المتحدة واضحة في ما يخص فلسطين، مشيرة إلى الحاجة لإرادة دولية وآليات لتنفيذ هذه القرارات الدولية الموجودة بغض النظر من يتولى الحكم في فلسطين. واعتبر بالتالي أن حالة عدم الاتفاق بين القيادات الفلسطينية هي حجج تستخدمها دول العالم لعدم التحرك على هذا الخط.

احتدام المعارك

وفي السياق، اقتربت المعارك العنيفة من المستشفيات في مدينة خان يونس بقطاع غزة الأربعاء، بعد أن قالت إسرائيل إنها كثفت هجومها على المدينة التي تتركز فيها المواجهة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وعبرت الأمم المتحدة عن مخاوفها بشأن مصير الآلاف من النازحين الذين لجأوا إلى مستشفيات أكبر مدن جنوب قطاع غزة وهم الآن محاصرون بداخلها.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه “طوق” المدينة التي يتحدر منها مسؤول حماس في غزة يحيى السنوار المتهم بأنه وراء التخطيط لهجوم 7 تشرين الاول/أكتوبر الذي أشعل الحرب.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) “وردت أنباء عن قتال عنيف بالقرب من المستشفيات في خان يونس، بما في ذلك الأقصى وناصر والأمل، مع أنباء عن محاولة فلسطينيين الفرار إلى مدينة رفح الجنوبية”.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية نقلاً عن مسعفين “لا يمكن لأحد الدخول أو الخروج (من مستشفى ناصر) بسبب القصف المستمر”. وأفاد المسعفون أيضًا أن الموظفين كانوا يحفرون القبور في أرض المنشأة “بسبب الأعداد الكبيرة المتوقعة من الوفيات”.