مؤتمر “كوب28” يفتتح أعماله بزخم كبير مع تبني قرار تشغيل صندوق الخسائر والأضرار

افتُتح الخميس رسميًا في دبي أعمال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ “كوب28” الذي يُفترض أن يدفع باتجاه خفض أسرع لانبعاثات غازات الدفيئة والتخلي عن الوقود الأحفوري.

وسلّم رئيس كوب27 وزير الخارجية المصري سامح شكري رئاسة المؤتمر إلى الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف “COP28” الذي قال في كلمته الافتتاحية: “الوقت حان لإيجاد مسار جديد وأوسع للتغلب على التحديات وإيجاد الأدوات.. هذا المسار يبدأ بقرار متصل بتسريع وتيرة الأفعال قبل العام 2030”.

وتعكس الكلمات الافتتاحية الرئيسية بمؤتمر الأطراف في دولة الإمارات العربية المتحدة، عن حجم التعويل على القمة من أجل التقدم بخطوات للأمام إزاء القضايا الرئيسية فيما يخص العمل المناخي.

ويقول المهندس عماد سعد خبير الاستدامة والتغير المناخي ورئيس شبكة بيئة أبو ظبي لـ”ستديو أخبار الآن”: مصالح الدول الكبرى السياسية والاقتصادية تحول دون الخروج من عنق الزجاجة، نحن كوكب وصل إلى المكان الذي لا رجعة فيه، علينا أن نكون مجبرين على التكييف مع تداعيات التغير المناخي، والتخفيف من الانبعاثات، وأن نعمل على تخفيض الانبعاثات بنسبة 43% ولم تصل أي دولة من العالم إلى هذه النسبة قبل عام 2050 حيث من المتوقع أن ترتفع درجة حرارة الكوكب 1,5 درجة مئوية”.

أزمة المناخ.. الآمال معلّقة على دبي مع انطلاق مؤتمر "كوب28" 

وأضاف: “هناك أمل بأن تخرج قمة دبي بمخرجات تنفيذية، بالنظر إلى المعطيات والمؤشرات التي خرجت بها الاجتماعات التحضيرية”.

ويكمل: “لا يوجد دولة في العالم بمنأى عن أضرارا التغيرات المناخية وهذا ما دفع بعض الدول للتراجع عن تعنتها حول مسألة صندوق الأضرار الذي رأيناه في الدورات الماضية، وباتت أقرب للولوج إلى خط الحياد المناخي”.

وأشار سعد إلى أن “هناك 20 من أكبر شركات النفط في العالم تعهدت الالتزام بالحياد المناخي بحلول 2050 وهذا يعتبر إنجازاً كبيراً للرئيس الحالي لكوب 28 الدكتور سلطان الجابر”.

الفرصة الأخيرة

من جهته يرى البروفيسور أحمد ملاعبة أستاذ الجيولوجيا والبيئة والتغيرات المناخية أننا أمام الفرصة الأخيرة ويضيف: “نحن اليوم أمام تحد لإرادة البشرية والطبيعية المتمثلة في زيادة استخدام الوقود الأحفوري وزيادة انبعاثات ثاني اكسيد الكربون”.

ويتابع: “صناديق المناخ مخرج للدول الصناعية، حيث لم تلتزم أي دولة بقانون الأضرار والتنمية المستدامة، فالتمويل المالي من دون قانون وعقوبات لن ينجح، والأمم المتحدة لم تصدر حتى اليوم أي عقوبات، وحتى إن فعلت فليس هناك قوى قادرة على تنفيذها”.

وتابع: “أنا ألجأ إلى قانون الضريبة بمعنى أن كل دولة عليها أن تدفع مقابل ما تنتجه انبعاثات ضارة، ويشرف عليها مجموعة من الدول وليس الصندوق”.

وأكمل: “خلال غلاسكو 26 وشرم الشيخ 27 إذا ما نظرنا إلى محددات هذه القمم التي تحددها الدول والمنظمات الدولية نلاحظ أنه لا تقدم، حيث لايزال الوقود الأحفوري في استهلاك نهم وعنيف، والدول الصناعية تتنافس من أجل استقطاب الأسواق وإغراقها بالبضائع، وليس هناك نتائج على أرض الواقع”.

قرار تاريخي

وفي أول تقدم كبير سُجّل في كوب28، تمّ تبني قرار تشغيل صندوق “الخسائر والأضرار” المناخية للتعويض على الدول الأكثر تضررًا من تغيّر المناخ، في خطوة إيجابية في اتجاه تخفيف التوترات المتعلقة بالتمويل بين دول الشمال والجنوب تزامنًا مع المفاوضات بشأن الوقود الأحفوري.

وهذا القرار التاريخي الذي حيّاه مندوبو نحو مئتَي دولة مشاركة، بالتصفيق وقوفًا، هو ثمرة مؤتمر كوب27 الذي عُقد العام الماضي في مصر، حيث أُقرّ إنشاء الصندوق مبدئيًا لكن لم يتمّ تحديد خطوطه العريضة.

وقال رئيس كوب28 الإماراتي الدكتور سلطان الجابر بعد اعتماد قرار “تشغيل” الصندوق الذي أُقرّ إنشاؤه في كوب27، “أهنئ الأطراف على هذا القرار التاريخي. إنه يبعث إشارة زخم إيجابية للعالم ولعملنا”.

وأضاف “لقد كتبنا صفحة من التاريخ اليوم… السرعة التي فعلنا فيها ذلك غير مسبوقة، هائلة وتاريخية”.