قمة الرياض دعت إلى وقف إطلاق النار في غزة وتأمين ممرات إنسانية عاجلة ودائمة
خرجت القمة العربية – الإسلامية في الرياض ببيان ختامي يدين إسرائيل ويرفض سرديتها التي تقدم الحرب على غزة على أنها ّدفاع عن النفس” كما يدعو البيان أيضا إلى وقف تصدير الأسلحة والذخائر لإسرائيل وتدعوا إلى وقف إطلاق النار وتأمين ممرات إنسانية عاجلة ودائمة.
وفي الوقت الذي كان فيه المراقبون ينتظرون خطوات عملية لصالح قطاع غزة وللضغط على إسرائيل، لم تخرج القمة من دائرة الصوت العالي والكلمات والجمل الفضفاضة التي حولت نتائجها إلى مجرد اقتراحات عامة أغلبها يركز على الجانب الإنساني.
كما أن القمة كانت فرصة لا تعوض لبعض الزعماء وفي مقدمتهم الرئيس الإيراني لإطلاق المزيد من الشعارات والمزايدات، فيما استغلها البعض الآخر لإظهار دوره في الوساطة خصوصاً فيما يتعلق بموضوع إطلاق سراح الرهائن.
لبقى تأثير القمة مرهوناً بالأيام القادمة ومدى استجابة إسرائيل لدعوات بيانها الختامي.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن“.
نتائج قمة الرياض
وحول هذا الموضوع، قال الكاتب الأكاديمي والخبير الاستراتيجي، د. طلال الحربي، إن: “قمة الرياض نجحت في أن تجمع المكونين الأساسيين (جامعة الدول العربية والعالم الإسلامي)، والخروج بموقف ورأي واحد تجاه ما يجري في غزة”.
وأضاف د. الحربي في معرض حديثه: “السعودية تبحث عن تجنيب المنطقة الدخول في حربٍ شاملة، وتسعى لحماية الفلسطينيين، على أن يأخذوا حقهم كاملًا على أساس حل الدولتين”.
كما أشار: “القمة خرجت بقرار واضح وصريح، وهو وقف الانتهاكات الإسرائيلية”، لافتًا: “قمة الرياض تمكنت من تغيير مواقف بعض الدول الأوروبية، حيث أصبحت تدين ما تقوم به إسرائيل في غزة، بعدما كانت تؤيد ما تقوم به”.
حماية المدنيين وإدخال المساعدات
وحول هذا الموضوع، قال أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة أم القرى بمكة سابقا، د. عبد الحفيظ عبد الرحيم محبوب، إن: “مخرجات قمة الرياض التي انعقدت السبت، أربكت إلى حد ما الولايات المتحدة، وفرضت على المجتمع الغربي تغيير مواقفه، بعدما كان يصّر على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.
وأضاف د. محبوب: “الموقف العربي كان حاسمًا جدًا، حيث دعا إلى كسر الحصار، من أجل حماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إلى جانب دعم جمهورية مصر العربية”.
قمة الرياض
وأدان قادة الدول العربية والإسلامية المشاركون في القمة المشتركة غير العادية في الرياض، العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجرائم التي يرتكبها “الاحتلال الاستعماري” في الضفة الغربية، مطالبين بالوقف الفوري للحرب.
وقررت القمة تكليف وزراء خارجية كل من السعودية، بصفتها رئيسة الدورة الحالية من القمتين العربية والإسلامية، والأردن ومصر وقطر وتركيا وإندونيسيا ونيجيريا وفلسطين، والأمينين العامين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، ببدء تحرك دولي لوقف الحرب على غزة والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة لتحقيق السلام الشامل والعادل.
وتضمن البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية، قراراً بـ”كسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية”، تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري، و”دعوة المنظمات الدولية إلى المشاركة في هذه العملية، وتأكيد ضرورة دخول هذه المنظمات إلى القطاع، وحماية طواقمها وتمكينها من القيام بدورها بشكل كامل”.
ولم يوضح القرار تفاصيل الآلية التنفيذية المحتملة في ظل فرض إسرائيل قيوداً مشددة على نوعية وحجم المساعدات المسموح بدخولها إلى القطاع، واستهدافها الجانب الفلسطيني من معبر رفح على الحدود المصرية مرات عديدة.
وعبرت القمة عن “دعم كل ما تتخذه مصر من خطوات لمواجهة تبعات العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، وإسناد جهودها لإدخال المساعدات إلى القطاع بشكل فوري ومستدام وكاف”.
كما طالبوا أيضاً، مجلس الأمن الدولي، باتخاذ قرار حاسم ملزم يفرض وقف العدوان الإسرائيلي، ويكبح جماح سلطة الاحتلال التي تنتهك القانون الدولي، وكذلك قرار آخر بإدانة قصف إسرائيل للمستشفيات في قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية والمياه والطعام والوقود وقطع الكهرباء والاتصالات والإنترنت.