بين مرتزقة فاغنر والجماعات الإرهابية.. ما مستقبل أفريقيا في ضوء الانقلابات بعد أزمة النيجر؟

أعلن رئيس ساحل العاج الحسن واتارا الخميس أن قادة الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) أعطوا الضوء الأخضر لعملية عسكرية “تبدأ في أقرب وقت ممكن” لاستعادة النظام الدستوري في النيجر حيث تولى عسكريون السلطة قبل أسبوعين.

وكان قادة المجموعة الاقتصادية، قرروا الخميس، نشر “القوة الاحتياطية” التابعة للمنظمة الإقليمية لاستعادة النظام الدستورى فى النيجر، وفق القرارات التي تمت قراءتها في نهاية قمة عقدت فى أبوجا.

وقال رئيس مفوضية “إيكواس” عمر توراي أثر القمة الاستثنائية إن المنظمة أمرت “بنشر القوة الاحتياطية لإيكواس لاستعادة النظام الدستوري في النيجر”.

وفي تعبير جديد عن مقاومتهم للضغوط الدولية، أعلن قادة الانقلاب الخميس تعيين حكومة جديدة.

حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن ناقشت أزمة انقلاب النيجر، في ضوء التهديدات الإرهابية، وتدخلات روسيا ومرتزقة فاغنر، وناقشت هل التواجد الروسي قادر على مواجهة المتطرفين في النيجر، أم أن تجربتهم المخيبة للأمال في بوركينا فاسو ومالي ستتكرر في النيجر؟.

بعد انقلاب النيجر.. أفريقيا بين الانقلابيين والمرتزقة والإرهاب فما الحل؟

قال محمد تورشين الكاتب والباحث بالشؤون الأفريقية، إن دول الساحل الأفريقي ودول حوض بحيرة تشاد، وكذلك دول خليج كينيا، تعاني من اضطرابات أمنية ما أدى لانتشار الجماعات الإرهابية، لاعتماد هذه البلدان وفرنسا، على العمليات على الطابع العسكري.

مضيفاً أن مكافحة الجماعات الإرهابية في أفريقيا بحاجة إلى إعادة النظر في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لأن هناك اشكاليات اقتصادية أدت لتمدد هذه الجماعات، واقناعها عدد من الشباب العاطل عن العمل، ومحدود الدخل، والذي لم يحصل على قدر من التعليم.

وأضاف تورشين أنه إذا لم تتم معالجة هذه القضايا بشكل شامل فأن تمدد الجماعات الإرهابية سيظل حاضراً، ولن تستطيع المقاربة العسكرية حسمها بأي حال من الأحوال.
واستكمل: “بوكو حرام أو القاعدة أو داعش إمكانيتها محدودة بالمقارنة مع أمريكا وفرنسا، ولكنها وجدت مساحة للتحرك لأنها تستثمر دائما في ظروف الفقر والبؤس الذي يعاني منه المواطن في تلك المنطقة في ظل التناقضات السياسية والأمنية، والحكومات غير قادرة عن توفير الحد الأدني للخدمات”.

وقال تورشين إنه في ظل هذه التعقيدات الأمنية الموجودة تم الاعتماد على روسيا وفاغنر، مضيفاً أن اقتصاد روسيا من أقل الاقتصاديات عالمياً، واعتماد البلدان الأفريقية على الجانب الروسي لإحداث اختراق في الأوضاع الاقتصادية والتنمية محدود جداً، وروسيا لن تستطيع منافسة النفوذ الغربي في أفريقيا.

وأضاف الكاتب والباحث بالشؤون الأفريقية أن أي تدخل عسكري يسهم في دخول المنطقة في حرب مفتوحة، وإيكواس كانت ماضية في التدخل العسكري، بدون دراسة التداعيات المترتبة على التدخل العسكري، وفي تقديره إيكواس حالياً تمارس الضغوط حتى لا يستمر المجلس العسكري في النيجر  في الحكم، لأن هذا يهدد بحدوث انقلابات في دول عدة بالقارة، بعد مالي وبوركينا فاسو، ومعظم من يحكم الساحل الأفريقي حالياً هي أنطمة انقلابية باستثناء موريتانيا.

بعد انقلاب النيجر.. أفريقيا بين الانقلابيين والمرتزقة والإرهاب فما الحل؟

من جانبه قال فاضل جي، الإعلامي السنغالي، ومدير عام صحيفة réveil dakar، إن الشباب في أفريقيا يعيشون في ظروف معيشية متردية، واقتصادية صعبة، وأن هناك جهات عدة ترغب في أن تبقى المنطقة في فتنة، حتى يستطيعوا استغلال مواردها الاقتصادية

وأضاف أن وزيرة الخارجية السنغالية أكدت استعداد البلاد للتدخل العسكري لانقاذ الرئيس النيجيري محمد بازوم، ولكن السنغاليين لا يؤيدون هذه الخطوة ويرون أنها تدخل غير مبرر، والدتخل العسكري يجب أن يكون أخر خيار يمكن أن يتم التفكير فيه.