اتفاق الحبوب الأوكرانية.. انهيار الاتفاق بسبب روسيا يسبب أزمة غذائية عالمية

كشفت بريطانيا عما قالت إنها خطط روسية لاستهداف سفن مدنية في البحر الأسود.

وقالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد، الثلاثاء إن بريطانيا لديها معلومات تشير إلى أن الجيش الروسي قد يتحرك لما هو أبعد من شن هجمات على منشآت تصدير الحبوب الأوكرانية، ليستهدف السفن المدنية في البحر الأسود.

وأضافت أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أطلع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هذه المعلومات، وذلك خلال مكالمة هاتفية جمعت بينهما.

وفي وقت سابق، صرح وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي بأن روسيا قد تصعّد حملتها لتدمير صادرات أوكرانيا الغذائية عبر استهداف سفن مدنية في البحر الأسود، داعيا موسكو إلى “التوقف عن احتجاز الإمدادات الغذائية العالمية رهينة والعودة إلى الاتفاق”. في إشارة إلى اتفاق إسطنبول لتصدير الحبوب عبر البحر الأسود، الذي انتهت صلاحيته من دون تمديد في 17 يوليو/تموز الجاري.

وكان البيت الأبيض وجّه رسائل تحذيرية مماثلة الأسبوع الماضي في ما يتعلق باحتمال شن هجمات على سفن مدنية وزرع ألغام بحرية.

ودعت كييف إلى المحادثات بعد انسحاب موسكو بشكل أحادي من الاتفاق الهادف إلى تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

التصعيد الأخير من جانب روسيا أجبر الاتحاد الأوربي على التفكير في استئناف تصدير الحبوب بدون الاتفاق مع روسيا، حيث حيث يقترح أن ترافق سفن الناتو، سفن الحبوب الأوكرانية لحمايتها من التهديدات، هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”.

بعد وقف الاتفاقية.. ما البدائل المتاحة لاستئناف تصدير الحبوب الأوكرانية؟

وحول هذا الموضوع، قال الدكتور محمد صالح الفتيح، الباحث بالاقتصاد السياسي والشؤون الدولية، إن هناك عدة محاولات روسية منذ الحرب لترسيم حدود حمراء فيما يخص تحركات حلف الناتو، سواء من حيث التسليح أو الدعم، ولكن لم يحصل هناك تطبيق من جانب روسيا لهذه التعهدات.

وأضاف: “فيما يخص أزمة نقل الحبوب فالموقف الروسي غير واضح، هناك حديث في البداية عن اعتبار السفن (سفن نقل الحبوب الأوكرانية) عسكرية أو محملة بتجهيزات عسكرية، لكن هناك تراجع عن هذا التصريح”.

وقال الفتيح أعتقد أن روسيا ستركز بشكل فعلي لمنع تصدير الحبوب عبر استهداف ميناء أوديسا، واستهداف البنية التحتية لتخزين الحبوب، وشبكات القطار التي يمكن أن تستخدم لنقل الحبوب داخل أوكرانيا، وتركيز روسيا سيكون على هذا الجانب أكثر من الصدام المباشر مع حلف الناتو، والحلف بدورة سيتجنب الصدام المباشر مع روسيا.

وعن بدائل إيقاف سفن الشحن الأوكرانية، قال الباحث بالاقتصاد السياسي، إن الحديث الآن عن استخدام شبكات النقل النهرية، بجانب السكك الحديدية، وعن مرافقة عسكرية للسفن التي تحمل شحنات متجهة لدول غربية”.

واستبعد الفتيح أن تلجأ روسيا إلى إغلاق الموانئ الأوكرانية بالكامل، قائلا: “سيكون هناك كميات تخرج من الحبوب، وهو ما سيؤثر على الأسعار”

مشيراً إلى أن أزمة الحبوب ستؤثر على الدول الفقيرة المتأثرة بثنائية الجفاف والتضخم العالمي، واستبعد أن يكون هناك صدام عسكري مباشر بين روسيا والناتو فيما يخص أزمة الحبوب.

مضيفاً أن التأثير سيشمل بشكل رئيسي الدول النامية، من خلال الدول الإفريقية والدول الأسيوية، وبعض دول أمريكا اللاتينية. والدول الغربية ستبقى بعيدة عن الأزمة الغذائية، والدول النامية هي من ستعاني من أزمة الحبوب بسبب العوامل الجوية والتضخم العالمي.

كما استبعد أن يكون هناك اتفاق شامل بين روسيا والدول الغربية، قائلاً إن أغلب الدول الأوروبية أكثر تشدداً الآن مما كانت عليه العام الماضي، والقسم الأكبر منها يؤيد تشديد العقوبات على روسيا، فيما يخص ملف التفاوض مع روسيا، أو مستقبل العلاقة مع أوكرانيا،

بعد وقف الاتفاقية.. ما البدائل المتاحة لاستئناف تصدير الحبوب الأوكرانية؟

وحول ما إذ كان يحق لروسيا إيقاف اتفاقية الحبوب، قال الدكتور حسن المومني، أستاذ العلاقات الدولية وفض النزاعات، إن هذه ورقة ضغط روسية تستخدمها في سياق الصراع الشمولي مع أوكرانيا والغرب. وأضاف أن الموقف الروسي في سياق المفاوضات من أجل تأثير عملية تكتيكية.

وقال المومني: “مسألة التصعد العسكري مستبعدة على خلفية أزمة الحبوب، وإذا عدنا للوراء سنرى كيف جاء اتفاق الحبوب بالأساس، ومنع الحبوب لا يصب في المصلحة الروسية، وروسيا تحاول أن تحصل على بعض التنازلات بهذا الجانب”.

مشيراً إلى أن حل الأزمة يجيب أن يكون عن طريق عرض يوافق عليه جميع الأطراف.

وأضاف: “نهاية الصراع ليست معروفة، والغرب أفضل في التعامل مع تعقيدات الوضع، وأعتقد أن الغرب وصل لمرحلة اللا عودة، لأنه استثمر الكثير من الجهد بهذه الحرب، وروسيا لم تنجح في خلق تحالف أو تفاهم دولي للوقف أمام الغرب”.

واستكمل: “موضوع الحبوب ليس بالقضية الاستراتيجية الوجودية التي تجبر الغرب على تقديم تنازلات لروسيا، هي مهمة في سياق الاقتصاد العالمي، وقد يستخدمها الغرب كنوع من الضغط على روسيا، بأنها السبب في الأزمة الغذائية العالمية”.

وأضاف: “روسيا لم تستطع أن تحسم الأمر إلى الآن، وأكرانيا قامت بالهجوم المضاد لمحاولة خلق واقع يحسن موقفها التفاوضي”.

وأشار إلى أن الصين إما أنها مترددة أو أنها غير قادرة على إحداث فرق في الصراع في أوكرانيا.