طالبات أفغانيات يدعين لرفض سياسات طالبان إزاءهن

  • قرار طالبان بغلق صالونات التجميل أضّر بنحو 60 ألف امرأة

في أفغانستان لا يبدو أن هناكَ شيئًا قادرًا على معارضةِ سياسة الإقصاء التي ينتهجها نظام طالبان والتي تستهدفُ النساء الأفغانيات بعد إجبارهن كل يوم على الاختفاءِ من الأماكن العامة.

فمنذُ سيطرة طالبان على أفغانستان قبل حوالي عامين انقلبت حياة النساء في هذا البلد رأسًا على عقب فقد حُظرت على النساء والفتيات ارتياد المدارس الثانوية والجامعات، ومن زيارةِ الحدائق العامة ومدن الملاهي والصالات الرياضية, والآن تم منعهن من الوصولِ إلى صالونات التجميل في جميع أنحاء البلاد والتي يجب أن تكون قد أغلقت أبوابها في نهاية الشهر الجاري.

ويطال الأمر آلاف الأنشطة التجارية التي تديرها نساء وكثيرًا ما تكون المصدرَ الوحيد لِـدخلِ الأسر، وحظر أحد الفرص القليلة المتبقية أمامهن للتواصل الاجتماعي بعيدًا عن المنزل.

ورداً على هذا القرار شهدت شوارع كابول تظاهر من قبلِ مجموعة من النساء الأفغانيات ضد القرار، ومع الانتقادات الدولية الواسعة لقرارات طالبان، تبقى التساؤلاتُ حول ما إذا كانت هذه الضغوط كافية لثَـنيِ طالبان عن قرارها الأخير؟ ولماذا ترفض طالبان رفع القيود عن المرأة؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”.

دور المنظمات الدولية

وحول هذه القضية، تحدثت المحامية السابقة لدى المحكمة الجنائية الدولية والخبيرة في القانون الجنائي الدولي، ديالا شحادة، خلال استضافتها في برنامج “ستديو أخبار الآن”، عن كيفية دعم المنظمات الدولية وتقديم المساعدات للمرأة الأفغانية، قائلة: “على تلك المنظمات أن تقوم بردع ووقف الانتهاكات وشن حملات مناصرة ومدافعة عن المرأة في أفغانستان”.

طالبان تواصل التضييق على النساء بعد غلق صالونات التجميل.. ما الحل؟

وأضافت: “يُمكن للمنظمات الدولية أن تقوم بتأسيس وتدشين برامج تعليمية عبر الإنترنت داخل أفغانستان، وتوجيهها إلى النساء المحرومات من التعليم، ولكن شريطة أن تتم هذه العملية بشكل يحمي هؤلاء النساء”.

وأكدت شحادة في معرض حديثها، أن: “هذا الحل ليس حلًا قطعيًا، لكنه على الأقل يُسهم في منع وقوع النساء في أفغانستان في الأمية”.

كما لفتت: “جماعة طالبان لا تتميز بقيادة حكيمة وإذا مارست تلك السياسية في أي دولة من العالم، سوف تتدهور بكل تأكيد وتُدمر ازدهار المجتمعات”.

ضرورة مراعاة الاعتدال

ومن ناحيته، قال الباحث السياسي والأكاديمي، خالد ملكزي، خلال استضافته في “ستديو أخبار الآن”: “قرار طالبان بغلق صالونات التجميل أثّر بشكل سلبي كبير على المجتمع الأفغاني وخاصة النساء، حيث تُعد هذه الصالونات مصدر رزق لنحو 60 ألف امرأة وهو رقم وعدد هائل”.

طالبان تواصل التضييق على النساء بعد غلق صالونات التجميل.. ما الحل؟

وأضاف: “النساء الأفغانيات بكل تأكيد رفضن هذا القرار، وأظهروا اعتراضًا شديدًا له”، مشيرًا: “القرار يُشبه غيره من الإجراءات التي اتخذتها جماعة طالبان خلال الأشهر الماضية، كغلق أبواب الجامعات والمدارس ومنعهن من التعليم، ولا شك أن المجتمع الأفغاني يُعاني كثيرًا من سياسات حكومة جماعة طالبان”.

وأوضح ملكزي في معرض حديثه بأن: “المجتمع الأفغاني في حاجة ماسة لمراعاة الاعتدال واتباع المنهج الوسطي كي يستمتع بحياته، التي يُحرم فيها من حقوقه”.

غلق صالونات التجميل

وكانت سلطات طالبان قد أمرت بإغلاق صالونات التزيين في أنحاء البلاد في غضون شهر، حسبما أعلنت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بداية الشهر الجاري، في آخر حلقة من القيود الساعية إلى إخراج النساء من الحياة العامة.

ويطال الأمر آلاف الأنشطة التجارية التي تديرها نساء وكثيرًا ما تكون المصدر الوحيد لدخل الأسر، ويحظر أحد الفرص القليلة المتبقية أمامهن للتواصل الاجتماعي بعيدا عن المنزل.

طالبان تواصل التضييق على النساء بعد غلق صالونات التجميل.. ما الحل؟

وقالت مديرة صالون في كابول طلبت عدم الكشف عن اسمها: “كان من الجيد لو لم تتواجد النساء على الإطلاق في هذا المجتمع”، مضيفة: “أقول هذا الآن: أتمنى لو أني ما وُلدت. أتمنى لو لم يولد أحد في أفغانستان، أو لم نكن من أفغانستان”.

واطلعت وكالة فرانس برس على نسخة من الأمر الذي يقول إنه يستند إلى “تعليمات شفهية من المرشد الأعلى” هبة الله أخوندزاده.

وظهر العديد من صالونات التجميل في أنحاء كابول ومدن أخرى في السنوات العشرين الماضية.