العنصرية تهدد النسيج الاجتماعي في فرنسا بعد مقتل نائل

  • نشرت فرنسا 45 ألف شرطي ودركي لمكافحة أعمال الشغب

احتجاحات غاضبة رافقتها أعمال شغب في فرنسا على مدار الأيام الماضية، بعد مقتل الفتى من أصول جرائرية نائل برصاص شرطي، واعتبر بمثابة حادث عنصري أعاد فتح النقاش حول ممارسات الاجهزة الأمنية، خصوصاً وان الواقعة تم توثيقها من خلال مقطع فيديو، وفجرت الواقعة معها شكاوى قديمة من أصحاب الدخل المنخفض والأعراق المختلطة بممارسة الدولة الفرنسية العنصرية ضدهم.

ونشرت فرنسا 45 ألف شرطي ودركي مدعومين بآليات مدرعة لمكافحة أعمال الشغب، كما أثارت القضية الجدل من جديد بشأن إجراءات إنفاذ القانون في فرنسا، حيث تمّ تسجيل 13 حالة وفاة في عام 2022 بعد رفض الامتثال لأوامر الشرطة.

بدوره يقول الدكتور توفيق قويدر شيشي عضو حزب الجمهورية للأمام في فرنسا: “ما حصل ليس خطأ بل جريمة قتل وإعدام أمام الملأ بدم بارد، وكان لدى الشرطي عدة فرضيات لتجاوز هذه الحادثة”.

وحول ما يجب فعله قال في حواره لـ”ستديو أخبار الآن”: “يجب عدم المراهنة على الحل الأمني، لابد من الدعوى للتعقل والحوار مع الشباب، ويجب على وزير الداخلية التخلي عن السياسة الاستئصالية هذه، وعلى الرئيس ماكرون القيام على الأقل بزيارة إلى المنطقة وإلى العائلة، حيث إنه لا ممثل من وزارة الداخلية ولا الناطق الرسمي باسم الحكومة ولا مسؤول حزبي ذهب لمواساة العائلة”.

وأضاف: “نعول على الحوار والعدالة، لابد أن تأخذ الأمور بجدية، ونطالب بكشف الحقيقة وملابثاتها، ومعاقبة الجاني”.

مقتل نائل.. العنصرية في فرنسا إلى الواجهة من جديد

 

وتابع: “الجالية المغاربية والمسلمة ضد التكسير وضد الحرق وهي ضد عدالة الشارع ولديها ثقة بالعدالة الفرنسية”.

وأضاف: “حول مسألة العنصرية تم رفع عدة دعاوى قضائية ضد إيريك زامور وماري لوبان وعدة أقطاب ونجحت تلك الدعاوى، لكن فيما يخص اعتداءات الشرطة فإنه من الصعب أن تأخذ العدالة مجراها فعادة ما يتم تحويل المعتدين إلى أماكن اخرى ثم التستر على الحوادث، لكن هذه المرة الحادثة موثقة بالفيديو”.

السياسيون مسؤولون عما يجري

من جهته يرى عضو نقابة المحامين الفرنسيين  الدكتور إيلي حاتم أنه يجب أن “نذكر أيضاً أن هناك أفراد من الشرطة يتم الاعتداء عليهم، وهناك ضحايا أبرياء من الشرطة، يتم الاعتداء عليهم من هؤلاء الأفراد الذين ليس لديهم عمل والذين لم ينخرطوا بالمجتمع الفرنسي”.

مقتل نائل.. العنصرية في فرنسا إلى الواجهة من جديد

ويكمل: “هناك بعض الضواحي في مارسيليا وباريس تخاف الشرطة أن تدخل إليها، وفيما إذا حاولت الدخول لملاحقة تجار المخدرات واللصوص، يرمون عليهم الحجارة، كما أن لدى البعض هناك سلاح مشابه لسلاح الشرطة”.

وأضاف: “يتحمل السياسيون الفرنسيون من اليسار إلى اليمين مسؤولية ما يجري، حيث سمحوا منذ عقود لأعداد هائلة من الأجانب بالقدوم إلى فرنسا دون أن يمنحوهم العمل ومقومات الانخراط بالمجتمع الفرنسي”.

اعتقال العشرات

واندلعت الاضطرابات في جميع أنحاء البلاد في مدن مثل مرسيليا وليون وتولوز وستراسبورغ وليل بالإضافة إلى باريس، حيث قُتل نائل م. (17 عاماً)، وهو من أصل جزائري، برصاص الشرطة الثلاثاء في ضاحية نانتير.

وأذكت وفاته، التي رصدتها إحدى الكاميرات، شكاوى قديمة من أصحاب الدخل المنخفض والأعراق المختلطة والمجتمعات الحضرية بأن الشرطة تمارس العنف والعنصرية.

وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان في ساعة مبكرة من صباح السبت، إن 270 شخصاً اعتقلوا ليل الجمعة ليرتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 1100 منذ بدء الاضطرابات.

ودعا رئيس بلدية مارسيليا بينوا بايان الحكومة الوطنية إلى إرسال قوات إضافية على الفور. وقال في تغريدة في ساعة متأخرة أمس الجمعة، إن “مشاهد النهب والعنف غير مقبولة”.

وأصيب ثلاثة من أفراد الشرطة بجروح طفيفة في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت. وحلقت طائرة هليكوتبر تابعة للشرطة في سماء المنطقة.

وفي ليون، ثالث كبرى المدن الفرنسية، نشرت قوات الأمن ناقلات جند مدرعة وطائرة هليكوبتر لقمع الاضطرابات.

وطلب دارمانان من السلطات المحلية وقف حركة جميع الحافلات والترام من الساعة التاسعة مساء أمس الجمعة (1900 بتوقيت جرينتش) في أنحاء البلاد، وقال في وقت لاحق إنه تم نشر 45 ألفاً من قوات الشرطة بزيادة 5 آلاف عن يوم الخميس.

ووجه وزير الداخلية رسالة لرجال الإطفاء وعناصر الشرطة قال فيها، “الساعات المقبلة ستكون حاسمة وأنا أعلم أنه يمكنني الاعتماد على جهودكم المضنية”، وذلك في محاولة لوضع نهاية للاضطرابات