أطراف الصراع في السودان لن يلتفتا للهدن أو العقوبات
شهرُ ونصف الشهر من المعارك في السودان وأكثرُ من مليونِ نازحاً ولاجىء ومئاتُ القتلى والجرحى، في حين استنفد الوسطاء هُدنًا طويلةً وقصيرة أخرُها بالذات توسطت فيها واشنطن وعندما فشلت عاقبت طرفي الصراع بالتساوي فقد شملت العقوبات الأمريكية شركات تابعة للدعم السريع والجيش فضلًا عن حظر تأشيرات لشخصيات لم تسمّها.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي إن الرئيس بايدن أصدر أمرًا تنفيذيًا يسمح بفرض عقوبات اقتصادية وقيود على التأشيرات ضد مسؤولين من طرفي الأزمة السودانية، وجاءت العقوبات بعد تحذيرات متكررة من واشنطن بضرورة الحفاظ على التهدئة.
وهذا التطور يأتي بعد يوم واحد فقط من تعليق الجيش السوداني لمشاركته في مفاوضات جدة احتجاجًا على خرق قوات الدعم السريع للهدنة وفقًا لبيان الجيش.. فما مدى تأثير هذه العقوبات على طرفي الصراع في السودان وإلى أين تتجه الأمور؟ وما المطلوب لإعادة إطلاق مفاوضات تثبيت الهدنة؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة “ستديو أخبار الآن” اليوم.
عقوبات غير مجدية
وحول هذا الموضوع، قالت الصحفية المُختصة في الشأن الإفريقي صباح موسى، خلال استضافتها في حلقة “ستديو أخبار الآن”، إن: “العقوبات الأمريكية على طرفي الصراع في السودان لن تكون مجدية ولن يكون لها تأثير على الأرض”.
وأضافت موسى: “الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عندما قررا الدخول في صراعٍ لم يسمعا لصوتهما وهو ما أدى لحالة الانهيار التام في البلاد، وبالتالي فكرة فرض عقوبات على الجيش أو قوات الدعم السريع ربما لم تغير من الوضع كثيرًا”.
ولفتت: “السودانيون اعتادوا على هذه العقوبات الأمريكية على مدار 30 عامًا، وبالتالي فهو فهي طريقة غير ضاغطة لتغيير الوضع الراهن، فتجربة العقوبات الأمريكية على السودان فاشلة”.
وضع القطاع الصحي
وفيما يتعلق بالوضع الصحي المُتضرر جراء الاشتباكات في السودان، قال نقيب أطباء السودان بكندا د. سيد محمد عبدالله، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن” إن: “أكثر شئ يحتاجه القطاع الصحي هو وصول الطواقم الطبية والمرضى عبر ممراتٍ آمنة، لكن للآسف 66% من المستشفيات في مناطق النزاع بالسودان لا تعمل والقطاع الطبي يُعاني من نقصٍ كبير في الموارد”.
وأضاف: “المستشفيات تُعاني من نقص الكوادر الصحية والمواد الخاصة بالإمداد الكهربائي ونقص المياة النظيفة”.
ولفت عبدالله في معرض حديثه: “مؤخرًا، تم قصف منطقة جنوبي العاصمة الخرطوم، وتلقينا أكثر من 106 من الجرحى، وهو ما شكّل ضغطًا كبيرًا على الكادر الطبي الموجود داخل المستشفى، بسبب العدد المحدود، مقارنة بعدد المصابين والمرضى الكبير”.
وبسؤاله عن الأطباء المختطفين، وتحديدًا وضع د. علاء الدين عوض المُختطف، قال: “د. علاء لا يزال رهن الاعتقال منذ 27 مايو، ونناشد بإطلاق سراحه على الفور”، مضيفًا: “أسرة د. علاء تقول إن اعتقال د. علاء تم من جانب الجيش”.
التوتر المتواصل في السودان
وفي صباح الجمعة، ترددت أصداء قصف مدفعي في الخرطوم، مع احتدام القتال في أعقاب انهيار الهدنة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني الذي استقدم تعزيزات إلى العاصمة.
وأفاد شهود وكالة “فرانس برس” عن سماع “أصوات قصف مدفعي في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون” في ضاحية أم درمان.
وتشهد الخرطوم ومناطق أخرى في السودان معارك عنيفة منذ 15 أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”.
وفيما يبدو تمهيداً لتصعيد إضافي محتمل في أعمال العنف، أعلن الجيش، الجمعة، استقدام تعزيزات للمشاركة “في عمليات منطقة الخرطوم المركزية”.